إمارة الكويت
مشيخة الكويت أو إمارة الكويت هي إمارة تأسست سنة 1613 في مدينة الكويت على ساحل الجنوبي لجون الكويت امتدت سيطرتها لتشمل جزيرة فيلكا وقرى صغيرة متفرقة مثل السالمية والجهراء والفنطاس والشُعيبة والفحيحيل وحفرالباطن، ووصلت حدودها البرية إلى رأس الزور شرقاً ولــصحراء النفود غرباً واللهابة جنوباً، ثم استمرت بالإتساع في عهد حاكم الكويت الشيخ مبارك الصباح، حيث وصلت سيطرته لتضم القصيم بعد أن دخلت في طاعته سلماً دون قتال في حملته على بلاد نجد في عام 1901م لردع الأمير عبدالعزيز المتعب الرشيد، ولكن هزيمته في معركة الصريف في نفس العام جعلت أهل القصيم ينقضون البيعة ويسلمونها لإبن رشيد. التأسيسالفترة المبكرةفي أوائل القرن الثامن عشر وحتى منتصفه، كانت الكويت قرية صيد صغيرة تُعرف باسم جراني (كورين). أصبحت المنطقة في الأصل تحت حكم إمارة بني خالد عام 1670 بعد طرد العثمانيين من شرق الجزيرة العربية ( إيالة الأحساء) على يد باراك بن غرير أمير بني خالد، الذي نجح في محاصرة الوالي العثماني عمر باشا الذي استسلم.[1][2][3] بعد حملة الأحساء عام 1871 أصبحت الكويت تابعة اسميًا للإمبراطورية العثمانية وفي عام 1875 تم ضمها إلى ولاية البصرة.[4] وصلت عائلات العتوب إلى الكويت في وقت ما في منتصف القرن الثامن عشر واستقرت بعد الحصول على إذن من أمير بني خالد سعدون بن محمد. لم يستقر العتوب على الفور في الكويت، لكنهم تجولوا لمدة نصف قرن قبل أن يستقروا أخيرًا في الكويت. غادروا أولاً منطقة وسط الجزيرة العربية واستقروا في ما يعرف الآن بقطر ، وبعد مشاجرة بينهم وبين بعض سكان المنطقة غادروا واستقروا بالقرب من أم قصر في ديسمبر 1701. وعاشوا كقطاع طرق، ومداهمة القوافل المارة، وجباية الضرائب على شحن شط العرب.[5] وبسبب هذه الممارسات، تم طردهم من المنطقة على يد المتسلّم العثماني في البصرة وعاشوا لاحقًا في الصبية، وهي منطقة على الحدود الشمالية لخليج الكويت، حتى طلبوا أخيرًا الإذن من بني خالد للاستقرار في الكويت.[6] اجتمع رب كل أسرة في قرية الكويت واختار صباح الأول بن جابر شيخًا للكويت ليصبح حاكمًا من نوع ما تحت أمير الأحساء. خلال هذه الفترة أيضًا، تم تقسيم سلطة الحكم بين عائلات آل الصباح وآل خليفة والجلهمة، حيث ستتولى آل الصباح السيطرة على مقاليد السلطة بينما كان آل خليفة مسؤولين عن التجارة وتدفق البضائع. المال، ويكون الجلاهمة مسئولين عن العمل في البحر. في وقت ما في خمسينيات القرن الثامن عشر، ظهرت مشيخة الكويت بعد اتفاق بين شيخ الكويت وأمير بني خالد اعترفت فيه الأحساء بحكم صباح الأول بن جابر المستقل على الكويت، وفي المقابل لن تتحالف الكويت أو تدعم الكويت. أعداء بني خالد أو التدخل في شؤون بني خالد الداخلية بأي شكل من الأشكال. النمو الاقتصاديبعد وصول العتوب، أصبحت الكويت تدريجياً مركزاً تجارياً رئيسياً لعبور البضائع بين الهند ومسقط وبغداد وفارس والجزيرة العربية.[7][8] بحلول أواخر القرن الثامن عشر، كانت الكويت قد أثبتت نفسها كطريق تجاري من الخليج العربي إلى حلب.[9] علاقتها مع الدولة العثمانية (1871-1899)في عام 1871 اشتركت القوات الكويتية بالحملة العثمانية التي شنها والي بغداد مدحت باشا لاحتلال الأحساء والقطيف، حيث ساند حاكم الكويت الشيخ عبد الله بن صباح الصباح الحملة بإسطول بحري يقوده بنفسه[10] وقد ذكر مدحت باشا في مذكراته أن السفن الثمانين التي نقلت المؤنة واللوازم الحربية كانت تابعة لحاكم الكويت[11] كما أرسل حاكم الكويت قوة برية بقيادة أخيه الشيخ مبارك الصباح ضمت العديد من قبائل البدو.[10] وبعد نجاح الحملة منح مدحت باشا حاكم الكويت لقب قائمقام مكافأة له على خدماته للدولة العثمانية وظل اللقب ينظر له كمنصب شرفي حيث تعهدت الدولة العثمانية باستمرار الكويت ذاتية الحكم.[12] ولم تتواجد أي إدارة مدنية عثمانية داخل الكويت ولا أي حامية عسكرية عثمانية في مدينة الكويت ولم يخضع الكويتيون للتجنيد في خدمة الجيش العثماني كما لم يدفعوا أي ضربية مالية للأتراك.[13] وقد كتب والي بغداد مدحت باشا في مذكراته عن الكويت ما نصه: «تبعد الكويت عن البصرة 60 ميلا في البحر وهي كائنة على الساحل بالقرب من نجد وأهلها كلهم مسلمون وعدد بيوتها 6,000 وليست بتابعة لأية حكومة وكان الوالي السابق نامق باشا يريد إلحاقها بالبصرة فأبى أهلها لأنهم قد اعتادوا عدم الإذعان للتكاليف والخضوع للحكومات فبقى القديم على قدمه ونسل هؤلاء العرب من الحجاز وكانوا قبل 500 سنة قد حضروا إلى هذه البقعة وهم وجماعة من قبيلة مطير وواضع أول حجر لتلك البلدة رجل اسمه صباح وقد كثر عدد أهلها على تمادي الأيام وشيخها اليوم اسمه عبد الله بن صباح وهو من هذه القبيلة والأهالي هناك شوافع وهم يديرون أمرهم معتمدين على الشرع الشريف وحاكمهم وقاضيهم منهم فهم يعيشون شبه جمهورية وموقعهم يساعدهم على الاحتفاظ بحالتهم الحاضرة وهم لا يشتغلون بالزراعة بل بالتجارة البحرية وعندهم ألفان من المراكب التجارية الكبيرة والصغيرة فهم يشتغلون بصيد اللؤلؤ في البحرين وفي عمان وتسافر سفائنهم الكبيرة إلى الهند وزنجبار للتجارة وقد رفعوا فوق مراكبهم راية مخصوصة بهم واستعملوها زمنا طويلا.[14]»
الحماية البريطانية (1899-1961)أصبحت الكويت محمية بريطانية عام 1899 في عهد الشيخ مبارك الصباح، الذي طلب الحماية بسبب خلافه مع العثمانيين، وعلى الرغم من أن الشيخ مبارك كان قد تقدم بطلب الحماية في سبتمبر من عام 1897، إلا أن طلبه قوبل بالرفض، ذلك لأن بريطانيا قالت بأنها لا ترى ضرورة في التدخل في شؤون المنطقة، إلا أنها غيرت موقفها ووافقت على إبرام الاتفاقية في 23 يناير سنة 1899 بسبب خشيتها من امتداد النفوذ الألماني الذي كان يسعى لمد سكة حديد من برلين إلى كاظمة شمال جون الكويت. وكان من بنود الاتفاقية أن لا يقبل الشيخ مبارك وكيلاً أو قائم مقام من جانب أي حكومة وأن يمتنع عن منح أو بيع أو رهن أو تأجير أي قطعة أرض من أراضي الكويت لدولة أخرى بغير أن يحصل على إجازة من بريطانيا.[15] عهد الشيخ مبارك الكبير (1896-1915)تولى الشيخ مبارك الصباح الحكم ما بين عام 1896 وعام 1915.[16] وفي عهده تم التوقيع على اتفاقية حماية مع بريطانيا في عام 1899،[17] وتم إنشاء المستشفى الأمريكي ويعد أول مستشفى في تاريخ الكويت.[18] عهد الشيخ جابر المبارك الصباح (1915-1917)عهد الشيخ سالم المبارك الصباح (1917-1921)تولى الشيخ سالم المبارك الصباح الحكم بعد وفاة أخيه الشيخ جابر المبارك الصباح. شهدت الكويت خلال عهده بناء ثالث سور في تاريخها، في عام 1920، الذي شيد بعد وقعة حمض.[19] كما تم في عهده هجوم الإخوان على الجهراء في 10 أكتوبر سنة 1920 فحدثت معركة الجهراء.[20] وفي عام 1921 توفي الشيخ سالم الصباح. عهد الشيخ أحمد الجابر الصباح (1921-1950)تولى الشيخ أحمد الجابر الصباح الحكم في الكويت بعد وفاة عمه الشيخ سالم الصباح، وفي يوم 2 ديسمبر 1922 تم توقيع بروتوكولات العقير التي ترسم الحدود بين سلطنة نجد ومملكة العراق والكويت. في يناير 1928 هاجم الإخوان بادية الكويت وقاموا بسلب الجمال والأغنام مما دفع القوات الكويتية بقيادة علي الخليفة الصباح وعلي السالم الصباح لملاحقتهم والاشتباك معهم في معركة الرقعي،[21] وتعرضت الكويت لأمطار غزيرة عام 1932 أدت لتهدم العديد من المنازل وتضرر أكثر من 18,000 شخص، وعرفت هذه السنة بالهدامة.[22] وقد شهدت الكويت في عهده نهضة سياسية تمثلت في تأسيس أول مجلس شورى في البلاد عام 1938.[23] اكتشف أول بئر نفطي في الكويت في عام 1937 في بحره،[24] إلا أن النفط لم يصدر بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية بعدها صدرت أول شحنة نفط في 30 يونيو سنة 1946.[25] أسست مدينة الأحمدي في عام 1948 في عهد الشيخ أحمد الجابر الصباح، وسميت كذلك تيمناً باسمه.[26] وفي عام 1950 توفي الشيخ أحمد الجابر الصباح. عهد الشيخ عبد الله السالم (1950-1961)تولى الحكم الشيخ عبد الله السالم الصباح في 25 فبراير سنة 1950، وفي فترة حكمه تم إنشاء المجلس الأعلى،[27] وسُمي لاحقا باسم «أبو الدستور» لأنه هو الذي أمر بصياغة دستور لتنظيم الحياة السياسية في الكويت،[28] وتم في عهده التوسع العمراني الكبير، حيث بدأ الناس بالخروج من داخل السور، وفي عام 1957 تم هدم السور مع الإبقاء على البوابات الخمس،[29] وفي 19 يونيو سنة 1961 تم إلغاء معاهدة الحماية البريطانية التي وقعت في 23 يناير عام 1899، وتم إعلان استقلال دولة الكويت،[30] وفي 11 نوفمبر سنة 1962 تم إصدار دستور الدولة.[31] انظر أيضامراجع
|