عين القائد العسكري الألماني في صربيا حكومتين دميتين مدنيتين صربيتين لتنفيذ المهام الإدارية وفقًا للتوجيه والإشراف الألماني. كانت أولاهما حكومة المفوض قصيرة الأمد التي تأسست في 30 مايو 1941. كانت حكومة المفوض أداة أساسية في نظام الاحتلال، تفتقر إلى أي صلاحيات. في أواخر يوليو 1941، بدأت انتفاضة في الأراضي المحتلة، وسرعان ما تغلبت على قوات الدرك الصربية والشرطة الألمانية وأجهزة الأمن، وحتى قوة المشاة في المنطقة الخلفية. أُنشئت حكومة دمية ثانية للمساعدة في قمع التمرد، الذي ضم أساسًا كل من البارتيزان اليوغوسلافي بقيادة الشيوعية والشيتنيك الملكيين. حلت حكومة الإنقاذ الوطني بقيادة ميلان نيديتش محل حكومة المفوض في 29 أغسطس 1941. على الرغم من تمتعها ببعض الدعم، لم يحظَ النظام بشعبية لدى غالبية الصربيين. لم يفلح هذا الأمر في تحويل مسار الانتفاضة، واضطر الألمان إلى جلب فرق من الخطوط الأمامية في فرنسا واليونان وحتى الجبهة الشرقية لقمع التمرد. بدءًا من أواخر سبتمبر 1941، نجحت عملية أوزيتسه في طرد البارتيزان من الأراضي المحتلة، وفي ديسمبر، أفلحت عملية ميخائيلوفيتش في تفريق الشيتنيك. استمرت المقاومة استمرارًا خجولًا حتى عام 1944، وحدثت عمليات قتل انتقامية متكررة، تضمنت لفترة من الزمن إعدام 100 رهينة مقابل كل ألماني يُقتل.
لم يكن لنظام نيديتش أي صفة رسمية وفقًا للقانون الدولي، ولم يمتلك أي صلاحيات عدا عن تلك التي منحها له الألمان، وكان مجرد أداة للحكم الألماني. على الرغم من أن القوات الألمانية أخذت الدور القيادي والإرشادي للحل النهائي في صربيا، وتفرد الألمان في قتل اليهود، ساعدهم المتعاونون الصرب بنشاط في هذا الدور. تشارك نظام نيديتش والجيش الألماني في السيطرة على معسكر اعتقال بانجيكا في بلغراد. كان المجال الوحيد الذي بادرت فيه الإدارة الدمية وحققت النجاح هو استقبال ورعاية مئات الآلاف من اللاجئين الصرب من مختلف أجزاء يوغوسلافيا المقسمة. طوال فترة الاحتلال، تمتعت منطقة البانات بالحكم الذاتي، وتحملت المسؤولية رسميًا أمام الحكومات الدمية في بلغراد، لكن حكمتها في الواقع أقلية من العامة الألمان (عرقية ألمانية). اقتصرت صلاحيات حكومة المفوض على استخدام قوات الدرك، في حين سُمح لحكومة نيديتش بإنشاء قوة مسلحة، سُميت حرس الدولة الصربي، لفرض النظام، ولكن وُضعت على الفور تحت سيطرة القائد الأعلى لقوات الأمن والشرطة، وعملت كقوة مساعدة للألمان حتى الانسحاب الألماني في أكتوبر 1944. أنشأ الألمان عدة قوات مساعدة محلية أخرى لأغراض مختلفة داخل الإقليم. سعيًا إلى تأمين مناجم تريبتشا وخط سكة حديد بلغراد-إسكوبية، أبرم الألمان اتفاقًا مع المتعاونين الألبان في الطرف الشمالي من كوسوفو الحالية ما أدى إلى الاستقلال الذاتي الفعلي للمنطقة عن الحكومة الدمية في بلغراد، وأضفى لاحقًا طابعًا رسميًا على الاتفاق الألماني. بقيت حكومة الإنقاذ الوطني في مكانها حتى الانسحاب الألماني في مواجهة الجيش الأحمر والجيش الشعبي البلغاري وهجوم بلغراد الذي شارك فيه البارتيزان. خلال فترة الاحتلال، قتلت السلطات الألمانية جميع اليهود المقيمين في الأراضي المحتلة تقريبًا، وذلك بإطلاق النار على الرجال كجزء من أعمال انتقامية نُفذت في عام 1941، وتسميم النساء والأطفال بالغاز في أوائل عام 1942 باستخدام شاحنة غاز. بعد الحرب، حوكم العديد من القادة الألمان والصرب البارزين في الأراضي المحتلة وأُعدموا بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
الأسماء
أُطلق على المنطقة رسميًا اسم إقليم القائد العسكري في صربيا، تشير إليها المصادر باستخدام مجموعة متنوعة من المصطلحات:[4][5]
Byford, Jovan (2011), "The Collaborationist Administration and the Treatment of the Jews in Nazi-occupied Serbia", In Ramet, Sabrina P.; Listhaug, Ola (eds.), Serbia and the Serbs in World War Two (بالإنجليزية), لندن: Palgrave Macmillan, pp. 109–127, ISBN:0230278302
Ćirković, Simo C. (2009). Ko je ko u Nedićevoj Srbiji 1941–1944 (بصربو-كرواتية). بلغراد: IPS MEDIA. ISBN:978-86-7274-388-3.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
Deroc, Milan (1988). British Special Operations Explored: Yugoslavia in Turmoil 1941–1943 and the British Response. East European Monographs (بالإنجليزية). نيويورك: مطبعة جامعة كولومبيا. ISBN:978-0-88033-139-5.
Krakov, Stanislav (1963). Генерал Милан Недић (بالصربية). ميونيخ: Iskra. OCLC:7336721.
Kroener, Bernard R.; Müller, Rolf-Dieter; Umbreit, Hans, eds. (2000). Germany and the Second World War, Volume 5: Organization and Mobilization of the German Sphere of Power. Part I. Wartime Administration, Economy, and Manpower Resources 1939-1941 (بالإنجليزية). نيويورك: مطبعة جامعة أكسفورد. Vol. 5. ISBN:978-0-19-822887-5.
Kroener, Bernard R.; Müller, Rolf-Dieter; Umbreit, Hans, eds. (2003). Germany and the Second World War, Volume 5: Organization and Mobilization of the German Sphere of Power. Part II. Wartime Administration, Economy, and Manpower Resources 1942-1944/5 (بالإنجليزية). أوكسفورد، نيويورك: مطبعة جامعة أكسفورد. Vol. 5. ISBN:978-0-19-820873-0.
Margolian, Howard (2000). Unauthorized Entry: The Truth about Nazi War Criminals in Canada, 1946–1956 (بالإنجليزية). تورونتو: مطبعة جامعة تورونتو.
Michaelis, Rolf (2012). The Volksdeutschen in the Wehrmacht, Waffen-SS, Ordnungspolizei in World War II (بالإنجليزية). أتغلين، بنسلفانيا: Schiffer. ISBN:978-0-7643-4261-5.
Ramet, Sabrina P.; Lazić, Sladjana (2011). "The Collaborationist Regime of Milan Nedić". In Ramet, Sabrina P.; Listhaug, Ola (eds.). Serbia and the Serbs in World War Two (بالإنجليزية). لندن: Palgrave Macmillan. pp. 17–43. ISBN:0230278302.
Savković, Miroslav (1994). Kinematografija u Srbiji tokom Drugog svetskog rata 1941–1945 (بصربو-كرواتية). بلغراد: Ibis.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
Shepherd, Ben (2012). Terror in the Balkans: German Armies and Partisan Warfare (بالإنجليزية). كامبريدج: مطبعة جامعة هارفارد. ISBN:978-0-674-04891-1.
Hehn, Paul N. (1971). "Serbia, Croatia and Germany 1941–1945: Civil War and Revolution in the Balkans". Canadian Slavonic Papers (بالإنجليزية). University of Alberta. 13 (4): 344–373. JSTOR:40866373.
Trifkovic, Gaj (2015). "The Key to the Balkans: The Battle for Serbia 1944". The Journal of Slavic Military Studies (بالإنجليزية). 28 (3): 524–555. DOI:10.1080/13518046.2015.1061825.
ح مقدونيا معروفة في الأمم المتحدة باسم جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة بسبب نزاع تسمية مع اليونان.
ط منطقة حرة تأسست في 1947. إدارتها انقسمت إلى منطقتين (منطقة أ) و (منطقة ب). المنطقة الحرب استولت عليها بحكم الواقع إيطاليا وجمهورية يوغوسلافيا الاتحادية الاشتراكية في 1954.