أبو سبرة الجعفي
أبي سبرة يزيد بن مالك بن عبد الله بن الذؤيب الجعفي المذحجي (نحو 40 ق هـ - 40 هـ / 585 - 660م): صحابي، شريف، ومن زعماء بني جعفي من مذحج ، قال عنه ابن عبد ربه: «من أشراف جعف: أبو سبرة، وهو يزيد بن مالك: كان وفد إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلم فدعا له».[1]وفد أبو سبرة في اثنين من ابناءه على النبي ﷺ، فدعاء له النبي، واقطعه وادي جردان باليمن، وهو من المهاجرين.[2] شهد الفتوح في عهد عمر بن الخطاب، وهو رأس قومه في معركة القادسية، وكان في ألفين وخمسمائة من العطاء.[3] سكن الكوفة، وله عقب كثير بها يُقَالُ لهم آل سبرة.[4] النسب
أولد أبي سبرة ثلاثة أبناء هم: سبرة، وعبد الرحمن وكان اسمه عزيز وقيل عبد العزى نزلوا الكوفة، وشنفر وهو من زوجته الثانية كان باليمن.
إسلامهتزوج أبي سبرة في الجاهلية مرأة من قومه، فأنجبت له ابنين هما: سبرة وعزيز، ثم ماتت، فتزوج أخرى، وهجر أبناءه، وفي ذلك يروي ابن الكلبي عن الوليد بن عبد الله الجعفي عن أبيه عن شيوخ قومه قالوا:«كانت عند أبي سبرة وهو يزيد بن مالك بن عبد اللَّه بن الذؤيب بن سلمة بن عمرو بن ذهل بن مروان بن جعفي امرأة منهم، فولدت له سبرة وعزيز، ثم ماتت فورثت ابناها إبلاً، ثم تزوج أبو سبرة أخرى، فجفا ابنيه ونحاهما عنه، فكانا في إبلها التي ورثاها من أمها».[31] فلما بلغ بنوه ظهور نبي في المدينة المنورة، سارعوا إليه في أول زمن الهجرة النبوية، فلما بلغ أبي سبرة خبرهم، لحق بهم، قال ابن الكلبي:«فلما بلغهما مهاجر النبي ﷺ قال سبرة لمولى لأمه، كان يرعى عليه: ابغني ناقة كنازاً ذات لبن، فأتاه بها فركبها، وهو يقول لأبيه: ألا بلغا عني يزيد بن مالك ألم يأن الشيخ أن يتذكرا رأيت أبانا صدّ عنا بوجهه وأمسك عنا ماله وتنمرا ثم توجه سبرة إلى النبي ﷺ فأقبل أخوه عزيز، فقال للمولى: أين أخي؟ قال: ندت ناقته، فذهب في طلبها، فنظر في الإبل فلم ير شيئا، فقال للمولى: لتخبرني، فأخبره وأنشده البيتين، فدعا بناقة فركبها وهو يقول: ألا بلغا عني معاشر مذحج فهل لي من بعد ابن أمي معشرا؟ ولحق بالنبيّ ﷺ، ثم أقبل أبو سبرة، فقال للمولى: أين أخي؟ قال: ندت ناقته، فذهب في طلبها، فنظر في الإبل فلم ير شيئاً، فقال للمولى: أين ابناي؟ فأخبره خبرهما وأنشده شعريهما، فركبها وهو يقول: وسبرة كان النفس لو أن حاجة ترد ولكن كان أمرًا تيسرا وكان عزيز خلتي فرأيته تولى ولم يقبل عليّ وأدبرا ثم لحق بهما، وخلف عند المولى غلاما له يقال له: شنفرا فمكث المولى أياماً، ثم لحق بهم، وأنشأ يقول: بدلت أنياباً حيالا وشنفرا بأهلي لا أرضى به أولئك فأتى أبو سبرة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ومعه ابناه فأسلموا، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم لعزيز: ما اسمك؟ فقال عزيز، قال: لا عزيز إلا اللَّه، أنت عبد الرحمن. وقال أبو سبرة للنّبيّ ﷺ: إني بظهر كفي سلعة قد منعتني من خطام راحلتي، فدعا صلّى اللَّه عليه وسلّم بقدح، فجعل يضرب به على السلعة، ويمسحها، فذهبت، ودعا له ولابنيه، وأقطعه جردان واديا في بلاد قومه».[32] معركة القادسيةكان جعفى إحدى مجموعة القبائل المذحجية الثلاث التي وفدت على عمر بن الخطاب من قبائل اليمن والسروات لما ندب العرب للفتوح، وفي ذلك قال ابن الأثير:«اجتمع إليه من نفر المسلمين وهو أربعة آلاف فيهم حُميضة بن النعمان بن حميضة على بارق، وعمرو بن معد يكرب وأبو سبرة بن ذؤيب على مذحج، ويزيد بن الحارث الصدائي على صداء وجنب ومسلية، وبشر بن عبد الله الهلالي في قيس عيلان».[33] انضم أبي سبرة مع جعفي وأحلافها من مذحج إلى جيش سعد بن أبي وقاص، وخرجوا معه إلى العراق، وفي ذلك قال سيف بن عمر:«خرج سعد بن أبي وقاص من المدينة قاصدا العراق في أربعة آلاف، ثلاثة ممن قدم عليه من اليمن والسراة، وعلى أهل السروات حميضة بن النعمان بن حميضة البارقي وهم بارق وألمع وغامد وسائر إخوتهم في سبع مائة من أهل السراة، وأهل اليمن ألفان وثلاث مائة، منهم النخع بن عمرو. وجميعهم يومئذ أربعة آلاف مقاتلتهم وذراريهم ونساءهم، وأتاهم عمر في عسكرهم فأرادهم جميعا على العراق، فأبوا إلا الشام وأبى إلا العراق، فسرح نصفهم فأمضاهم نحو العراق، وأمضى النصف الآخر نحو الشام...وكان فيهم من حضرموت والصدف ستمائة عليهم شداد بن ضمعج، وكان فيهم ألف وثلاثمائة من مذحج على ثلاثة رؤساء: عمرو بن معد يكرب على بني منبه - وهو زبيد - وأبو سبرة بن ذؤيب على جعفي ومن في حلف جعفي من إخوة جزء وزبيد - وزيد - وأنس الله ومن لفهم، ويزيد بن الحارث الصدائي على صداء وجنب ومسلية في ثلاثمائة، هؤلاء شهدوا من مذحج فيمن خرج من المدينة مخرج سعد منها».[34] المراجع
|