أبو الطفيل عامر بن واثلة الكناني
أبو الطفيل عامر بن واثلة الكناني، صحابي. كان أبو الطفيل سيدًا من سادات قومه وأشرافهم رجلًا فاضلًا عاقلًا حاضر الجواب فصيحًا شاعرًا محسنًا. وهو آخر من رأى النبي محمد من الصحابة وفاة بالإجماع.[1][2] روى ابن عساكر في تاريخه أن أبا الطفيل عامر بن واثلة نزل الكوفة وأصله من الكوفة ثم أقام بمكة وتوفي فيها.[3] اسمه ونسبههو أبو الطفيل عامر بن واثلة بن عبد الله بن عمير بن جابر بن حميس بن جُدَى بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة [4] بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، الليثي الكناني. ولادتهولد في السنة الثالثة (عام أُحِد) بعد الهجرة فأدرك من حياة النبي محمد ثمان سنين.[4] وكان يسكن الكوفة فلما مات علي بن أبي طالب انصرف إلى مكة المكرمة فاستقر بها حتى مات. رؤيته النبي محمد
روايته للحديث
وقال ابن السكن: جاءت عنه رواياتٌ ثابتة أنه رأى النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم. وأما سماعه منه صَلَّى الله عليه وسلم فلم يثبت. وقيل أنه روى عن النبي محمد أربعة أحاديث. صفاتهحدث النَّضْر بن عربي، قال: كنتُ بمكة، فرأيتُ الناسَ مجتمعين على رجل، فقلتُ من هذا؟ فقالوا: هذا صاحب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، هذا عامر بن واثلة، وعليه إزارٌ ورداء، فَمَسست جلده، فكان ألين شيء. قال: أخبرنا الفضل بن دكين، قال: حدثنا فِطْر، قال: رأيت أبا الطُّفيل يصبغ بالحِنَّاء.[5] مناصرته لعلي بن أبي طالب في مشاهدهكان عامر بن واثلة ممَّن ناصروا علي بن أبي طالب وأحد أصحابه المحبين له والمقربين منه، كما كان أبو الطفيل ثقة مأمونا، يقر بفضل أبي بكر وعمر بن الخطاب ويثني عليهما، ويترحم على الخليفة عثمان بن عفان. من أحداثه مع الصحابةقدم أبو الطّفيل يوماً على الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان فقال له: كيف وَجْدك على خليلك أبي الحسن؟ قال: كوَجْد أم موسى على موسى، وأشكو إلى الله التقصير، ثم قال له معاوية أكنت فيمن حاصر عثمان قال لا ولكني كنت فيمن حضر قال فما منعك من نصره قال وأنت فما منعك من نصره إذ تربصت به ريب المنون وكنت مع أهل الشام وكلهم تابع لك فيما تريد فقال له معاوية أو ما ترى طلبي لدمه نصرة له قال بلى ولكنك كما قال أخو جعفي:[7][8] لا ألفينك بعد الموت تندبني وفي حياتي ما زودتني زادا شعرهكان أبو الطفيل شاعرا محسنا ومن شعره: أَيَدْعُونَني شَيْخًا وَقَدْ عِشْتُ حِقْبَـةً وَهُنَّ مِنَ الأَزْوَاجِ نَحْوِي نَوَازِعُ وَمَا شَابَ رَأْسِي مِنْ سِنِينَ تَتَابَعَتْ عَلَيَّ، وَلَكِنْ شَيَّبَتْنِـي الوَقَائِـعُ ومن شعره في مناصرة الخليفة علي بن أبي طالب بمعركة صفين: حامت كنانة في حربها وحامت هوازن يوم اللقا فما خام منا ومنهم أحد لقينا قبائل أنسابهم إلى حضرموت وأهل الجند لقينا الفوارس يوم الخميس والعيد والسبت ثم الأحد وأمدادهم خلف آذانهم وليس لنا من سوانا مدد فلما تنادوا بآبائهم فظلنا نفلق هاماتهم ولم نك فيها ببيض البلد ونعم الفوارس يوم اللقاء فقل في عديد وقل في عدد وقل في طعان كفرغ الدلاء وضرب عظيم كنار الوقد ولكن عَصَفنَا بهم عصفة وفي الحرب يمن وفيها نكد طحنا الفوارس وسط العجاج وسقنا الزعانف سوق النقد وقلنا علي لنا والد ونحن له طاعة كالولد وروي أن عَبْد اللَّهِ بْن صَفْوَان بْن أُمَيَّة مر يوما بدار عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس بمكة، فرأى جماعة من طالبي الفقه، ومر بدار عُبَيْد الله بْن عَبَّاس، فرأى فيها جماعة ينتابونها للطعام، فدخل على ابْن الزُّبَيْر. فقال لَهُ: أصبحت والله كما قال الشاعر: فإن تصبك من الأيام قارعة لم نبك منك عليه دنيا ولا دين قال: وما ذاك يَا أعرج؟ قَالَ: هذان ابنا عَبَّاس، أحدهما يفقه الناس والآخر يطعم الناس، فما أبقيا لك مكرمة، فدعا عَبْد اللَّهِ بْن مطيع. وقال: انطلق إِلَى ابني عَبَّاس، فقل لهما: يَقُول لكما أمير المؤمنين: اخرجا عني، أنتما ومن أصغى إليكما من أهل العراق، وإلا فعلت وفعلت. فقال عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس لابن الزبيروالله مَا يأتينا من الناس إلا رجلان: رجل يطلب فقها، ورجل يطلب فضلا، فأي هذين تمنع؟ وَكَانَ بالحضرة أَبُو الطفيل عَامِر بْن واثلة الكناني، فجعل يَقُول: لا در درّ الليالي كيف تضحكنا منهما خطوب أعاجيب وتبكينا
ومثل مَا تحدث الأيام من عبرٍ في ابْن الزُّبَيْر عَنِ الدنيا تسلينا
كنا نجيء ابْن عَبَّاس فيسمعنا فقها ونكسبنا أجرا ويهدينا
ولا يزال عُبَيْد الله مترعةً جفانه مطعما ضيفا ومسكينا
فالبر والدين والدنيا بدارهما ننال منها الَّذِي نبغي إذا شينا
إن النَّبِيّ هُوَ النور الَّذِي كشطت به عمايات ماضينا وباقينا
ورهطه عصمة فِي دينه لهم فضل علينا وحق واجب فينا
ففيم تمنعنا منهم وتمنعهم منّا وتؤذيهم فينا وتؤدينا
ولست بأولاهم بِهِ رحما يا بْن الزُّبَيْر ولا أولى بِهِ دينا
لن يؤتي الله إنسانا ببغضهم في الدين عزا ولا فِي الارض تمكينا وفاتهكان آخر الصحابة موتا توفي سنة 102 هـ وقيل سنة 100 هـ وقيل سنة 107 هـ وقيل سنة 110 هـ وهو بالإجماع آخر من مات من الصحابة الذين رأوا النبي محمدًا. المرجع
المراجع
|