فَإِنَّ غَايَةَ الإنْسَانِ فِيِ هَذهِ الدُنيَا تَحْقِيقُ العُبُودِيِةِ للهِ رَبِ العَالَمِينَ، التيِ عَليَهَا مَنَاطُ التَكْلِيفِ، وَالعِلمُ مِنْ أَشْرَفِ مَقَامَاتِ العُبُودِيةِ خُصُوصَاً إذا كَانَ مُتَعَلِقَاً بِنُصُوصِ الوَحْييَنِ الشْرِيفَيِن ؛ حَيثُ إنَهُمَا أَصْلُ العُلوُمِ  وَمَصْدَرُهَا وَرْأَسُهَا. تَفْسيرُ الجَلاَلِينِ للإِمَامِينِ جَلالِ الدِينِ المَحَلىِ وَجَلاَلِ الدِينِ السُيُوطِيِ ، وَهُوَ عَلىَ صِغَرِ حَجْمهِ ، فَهُوَ كَثِيرُ النَفْعِ  كَثِيرُ الأَسْرَارِ ، مِمْاَ يَدلُّ عَلى دِقْةِ الإِمَامَيِنِ فيِ اخْتِيَارِ الأَلْفَاَظِ قَلِيلَةِ المَبْنَىَ كَثِيرَةِ المَعْنىَ ، وَقَدْ تَنَاوَلَ العُلَمَاَءُ هَذاَ التَفْسِيرَ بِالشْرَحِ ، والتَعْلِيقِ ، وَالتَحْقِيقِ ، وَكَتَبوا عَلَيِهِ الحَوَاشِيَ الشَارِحَةَ ، وَكَانَ أَهَمَّ الحَوَاشيِ التِيِ كُتِبَتْ عَلَى هَذاَ التْفْسِيرِ حَاَشِيِةَ : ( الفُتُوُحَاَتِ الإِلَهِيةِ بِتَوُضِيحِ تَفْسِيرِ الجَلالينِ للدَقاَئِقِ الخَفِيةِ ) للعَلاَمَةِ : سُلَيْمَانَ بنِ عُمَرَ بنِ مَنْصُورِ العُجَيليِ الشَهِيرِ: بِالجَمَلِ ، المُتَوَفىَ سنةَ: ألفٍ ومئتينِ وأَربعةٍ مِنَ الهِجرةِ ، وَهِيَ حَاشِيَةٌ قَيْمَةٌ عَظِيمَةُ النَفْعِ ، اسْتَحْسَنهَا كُلُ مَنْ طَالَعَهَاَ ، وَنَاَلَتْ إِعْجَابَ العُلَمَاَءِ وَتَفْضِيلَ الفُضَلاَءِ ، فَهِيَ مِنْ أَجَلِ وَأَعْظَمِ مَاَ أُلِفَ فِيِ هَذاَ الِعِلمِ.