غوييانغ (بالإنجليزية: Guìyáng) ((بالصينية: 贵阳)) هي عاصمة مقاطعة قويتشو الواقعة في جنوب غرب الصين. وتقع في وسط المقاطعة، وذلك على الجانب الشرقي من هضبة يونان قويتشو، وعلى الضفة الشمالية من نهر نانمينغ(Nanming)، وهو أحد فروع نهر وو(Wu). ويصل ارتفاع المدينة إلى حوالي 1100 متر. في حين أن مساحتها تبلغ 8034 كيلو مترًا مربعًا.[3]
وبلغ عدد سكان المدينة عام 2010 حوالي 4324561 نسمة منهم 3037159[4] يعيشون في منطقة تتألف من 7 مناطق حضرية.
معلومات تاريخية
يعود تاريخ بناء المدينة إلى وقت مبكر في عام 1283 ق.م. خلال فترة حكم مملكة يوان. وقد كان يطلق عليها أولاً شونيوان (Shunyuan) (順元), والتي تعني طاعة يوان (حكام الـمغول).
كانت الشعوب غير-الصينية هي أول من سكنت المنطقة. فأنشأت مملكة سوي (في الفترة 581–618 ق.م.) ولاية هناك، كما أنشأت مملكة تانغ هي الأخرى مقاطعة في هذه المنطقة (خلال الفترة 618–907). وعلى الرغم من ذلك، فإنها لم تكن سوى مواقع حربية، ولم يتم تحويلها إلى معقل للجيش ومقر «للتهدئة» إلا بعد غزو يوان (المغول) لجنوب غرب الصين عام 1279. كما بدأ الإعمار الصيني للمنطقة في هذا الوقت، وتحت حكم أسر مينغ (الفترة بين 1368–1644) وتشينغ (Qing) (1644–1911)، أصبحت المدينة مقرًا لمقاطعة رئيسية تحمل الاسم غوييانغ.
ومحليًا، أصبحت غوييانغ مركزًا إداريًا وتجاريًا مهمًا، حيث تتميز بوجود مجتمعين تجاريين متميزين، وتتألف من الشعوب السيشوانية، التي عاشت في الجزء الشمالي «الجديد» من المدينة، وغيرهم من مقاطعات هونان (Hunan)وقوانغدونغ (Guangdong)، وقوانغشى (Guangxi) الذين كانوا يقطنون الجزء الجنوبي «القديم» من المدينة. ومع ذلك، فإلى أن قامت الحرب الصينية اليابانية (1937–45)، لم تكن غوييانغ سوى عاصمة لإحدى مقاطعات الصين الأقل تطورًا. وكما هو الحال في غيرها من المناطق في الجنوب الغربي، شهدت المدينة تقدمًا اقتصاديًا تحت ظروف الحرب الخاصة. حيث تم إنشاء البنية التحتية لطرق النقل في كونمينغ (Kunming) في مقاطعة يونان وتشونغتشينغ (Chongqing) في سيشوان (عاصمة الصين أثناء الحرب) لتمتد حتى هونان. وبدأ العمل على سكك الحديد من ليوتشو (Liuzhou) في قوانغشى، وبعد عام 1949 تسارعت وتيرة هذا التطور. وفي وقت لاحق أصبحت غوييانغ مدينة وقاعدة صناعية رئيسية. وبحلول عام 1959 كانت شبكة السكك الحديدية في قوانغشى قد اكتملت، مما يتيح الاتصال السلس بين قويتشو وحتى تشونغتشينغ إلى الشمال، وإلى كونمينغ في الغرب، وتشانغشا في الشرق.
الطبيعة الجغرافية
غوييانغ
شهدت غوييانغ نموًا اطراديًا منذ تسعينيات القرن العشرين. ويتمركز قلب المدينة حول 大十字 (وهو ما يعني حرفيًا «الصليب العظيم») وهو صليب، يمثل الشكل الصيني لرقم عشرة، و 喷水池 (حرفيًا «حوض النافورة») وهو تقاطع طرق يتميز بوجود نافورة ضخمة في مركزه، حتى تم تسويتها في بدايات عام 2010 للمساعدة في تحسين التدفق المروري بالمنطقة.
تتميز غوييانغ بوجود أربعة مواسم مناخية، ومناخ رطب شبه مداري (كوبنCwa)، يخفف من حدته خطوط العرض المنخفضة، وشدة الارتفاع. فتتمتع بمناخ معتدل شتاءً، شديد الحرارة صيفًا، يتميز برياح موسمية، حيث يبلغ معدل هطول الأمطار 1120 ملم (44 إنشًا) في أغلب فترات العام؛ ولا يوجد ما يميز بين الفصول على وجه الخصوص، مع موجات باردة وحارة غير موسمية متكررة، إلا أن درجات الحرارة القصوى نادرة. تبلغ متوسط درجات الحرارة في يناير 5.1 °م (41.2 °ف) وفي يوليو 23.9 °م (75.0 °ف). ومن الشائع هطول الأمطار على امتداد العام، مع هبات ثلجية في الشتاء. ومع شروق الشمس لحوالي 1150 ساعة، تعد المدينة أحد أقل المدن الصينية المشمسة. وعن الرطوبة النسبية، فإنها تتواجد بشكل كثيف خلال العام.
تعد غوييانغ المركز الاقتصادي والتجاري لمقاطعة قويتشو. فبلغ الناتج المحلي الإجمالي للفرد 24,585 ين (3,637 دولارًا أمريكيًا) خلال عام 2009. كما أن المدينة أصبحت مركزًا ضخمًا للأنشطة التجارية بالتجزئة والجملة مع عقد عمليات لمراكز تجار التجزئة المحليين والدوليين العامة مثل وول مارتوكارفوروRT-Mart وبكين هواليان وباركسون ومجموعة شينجلي (Xingli Group) فضلاً عن جوم وسونينغ (Gome and Suning) للإلكترونيات الاستهلاكية وبيع الأجهزة. تتضمن عمليات بيع الجملة الإنتاج الإقليمي الضخم، والأثاث، ومستودعات آلات البناء والآلات الصناعية. ويقع مركز توزيع الخضروات والمنتجات الإقليمية لوول مارت بجنوب غرب الصين في مدينة غوييانغ.
كما تقع مولدات الطاقة الكهرومائية على طول أنهار المدينة الرئيسية بما في ذلك نهر وو. وبحلول عام 2007، أصبحت محطات الطاقة الكهرومائية توفر ما يزيد عن 70% من كهرباء المدينة. يتم استخراج الفحم في مدينة غوييانغ وأنشون (Anshun)، كما يوجد محطات توليد طاقة حرارية في غوييانغ ودويون (Duyun), لتوفر الكهرباء لجزء من صناعة المدينة. ودخلت محطة الحديد والصلب حيز الإنتاج في غوييانغ خلال عام 1960, ليوفره لصناعة تصنيع-الـآلة المحلية.
اكتشفت مستودعات ضخمة من الـبوكسيت في الشمال من المدينة، وبحلول سبعينيات القرن العشرين أصبحت غوييانغ أحد مصادر الإنتاج الرئيسية للـألمونيوم. كما تقوم غوييانغ أيضًا بتصنيع قطع غيار محرك الطائرات والمعدات الخاصة بها، فضلاً عن المعدات الصناعية ومعدات التعدين، وقطارات السكك الحديدية ومعداتها. وفي الوقت ذاته، تتمتع غوييانغ بـصناعة كيميائية، ضخمة حيث تنتج الأسمدة، وتعمل في صناعة المطاط، وإطارات السيارات. كما تحظى غوييانغ بصناعة أدوية محلية كبيرة، حيث تنتج الأدوية الصينية التقليدية فضلاً عن الأدوية الغربية، وتزخر بمصانع النسيج، والزجاج والورق وغيرها من السلع الاستهلاكية.
وبحلول عام 2008، بلغ تعداد السكان في غوييانغ 3,93 مليون نسمة، من بينهم 2,72 مليون من سكان الحضر.
النقل
يتألف نظام النقل في غوييانغ من شبكة مكثفة من الطرق، والسكك الحديدية، والأنهار، والنقل الجوي، فضلاً عن نظام النقل العام بما يتمتع به من نظام حافلات والعديد من سيارات الأجرة (التاكسي). شرعت غوييانغ في بناء نظام نقل السكك الحديدية في المناطق الحضرية منذ عام 2011، واستنادًا إلى المخطط الحالي، تتكون الشبكة بأسرها من 8 خطوط. ومن المرتقب أن يدخل الخط 1 حيز التشغيل خلال عام 2016.
تعد غوييانغ مركزًا للسكك الحديدية في جنوب غرب الصين. فتتقاطع سكة حديد قويتشو-قوانغشى (بنيت عام 1959، وتم تعديلها 2009)، وسكة حديد سيتشوان-قويتشو (اكتملت عام 1965)، وسكة حديد غوييانغ وكونمينغ (اكتملت عام 1970)، وسكة حديد هونان-قويتشو (اكتملت عام 1975) في محطة سكة حديد غوييانغ. وقد تم بناء محطة السكك الحديدية الرئيسية الجنوبية عام 2008.
وتوجد أربعة خطوط سكة حديدية فائقة السرعة إلى ومن تشنغدو، وتشونغتشينغ، وقوانغتشو، وكونمينغ، وتشانغشا والتي سوف تبدأ العمل خلال الأعوام القليلة القادمة. إذ سوف تقدم خطوط السكك الحديدية عالية السرعة خدمة الشحن السريع من محطتي الفرز، وخدمات الركاب من محطة سكك حديدية عالية السرعة جديدة، يطلق عليها محطة السكة الحديدية الشمالية غوييانغ، في مدينة مقاطعة جينيانغ الجديدة.
الطرق السريعة
تقع المدينة عند تقاطع أربعة قطاعات رئيسية من شبكة الطرق السريعة المحلية: طرق جاي-هوانغ (Gui-Huang), وجاي-زون (Gui-Zun), وجاي-بي (Gui-Bi), وجي-شين (Gui-Xin) السريعة.
طريق جاي-هوانغ السريع (G60) يربط غوييانغ بالمدن والأماكن السياحية في وسط وغرب قويتشو بما في ذلك أنشون، قوانلينغ، وأخيرًا شلال هوانجوشو. يواصل الطريق السريع مروره غربًا حتى مقاطعة يونان، بوصفه طريق جاي-كون (Gui-Kun) السريع، وينتهي عند عاصمة يونان، مدينة كونمينغ.
يبدأ طريق جاي-زون (G75) في غوييانغ، ويجري شمالاً بامتداد 180 كم إلى مدينة قويتشو الإقليمية تسونيي (Zunyi)، وهذا الطريق هو أكثر الطرق السريعة استخدامًا للسفر داخل غوييانغ. وفي تسونيي، أصبح الطريق السريع هو طريق تسونيي-تشونغتشينغ، حيث بلغ طوله 210 كم شمالاً حتى نهايته في تشونغتشينغ.
يربط طريق جاي-بي السريع (G76) غوييانغ المدن الإقليمية ومنها بيجي (Bijie)ودافانغ (Dafang) في شمال غرب مقاطعة قويتشو، وجنوب شرق مقاطعة سيتشوان، ومدن سيتشوان لوتشو (Luzhou)، ونيجيانج (Neijiang)، وتشنغدو - عاصمة سيتشوان. يبدأ طريق جاي-بي في التقاطع مع طريق جاي-زون السريع في مدينة مقاطعة شيوين 20 كم تقريبًا شمال مركز المدينة، قبل انتهائه عند مدينة بيجي. وفي مدينة دافانغ، 40 كم شرق بيجي تقريبًا، يتصل طريق جاي-بي بطريق سيتشوان-قويتشو السريع، وهو طريق سريع حديث يوفر إمكانية الوصول إلى لوتشو ووسط سيتشوان.
يبدأ طريق جاي-شين عند تقاطع طريق غوييانغ الدائري الخارجي (G75-G60.01) وطريق تانج با جوان (Tang Ba Guan), حيث يقع على بعد 5 كم تقريبًا جنوب شرق مركز المدينة. يجري طريق جاي-شين السريع (G60-G75) شرقًا وفي الجنوب الشرقي عبر منطقة قوانغشي-تشوانغ ذاتية الحكم (G76) وعاصمتها قويلين (Guilin) قبل دخول مقاطعة قوانغدونغ وانتهائه في مدينة قوانغتشو.
وخلال عام 2009 أضافت غوييانغ طريقًا سريعًا مداريًا حديثًا إلى شبكة الطرق السريعة الخاصة بها. افتُتح طريق غوييانغ الدائري الخارجي (طريق غوييانغ المداري) في ديسمبر 2009، حيث أنه طريق سريع منقسم إلى ست أو سبع حارات مرورية توفر طرق مواصلات كافية من وإلى مراكز التوظيف الكبرى في منطقة جينيانغ الجديدة، ومنطقة باييون، ومنطقة هواشي، ومطار غوييانغ لونغدونغباو الدولي، والطرق المحلية السريعة الكبرى متعددة الحارات، وطرق المدينة الرئيسية، وهو ما يسمح لحركة مرور المركبات بالالتفاف حول حركة المرور الكثيفة في المناطق الداخلية للمدينة.
أصبحت المدينة مقرًا للنيابة الرسولية الكاثوليكية الرومانية في كويتشو (Kweichow) في 15 أكتوبر عام 1696. ثم توقف الأمر عام 1715 لتعود مقره مجددًا عام 1846. وفي عام 1924 أعيد تسميتها بوصفها مقرًا للنيابة الرسولية، وبحلول عام 1946 تمت ترقيتها لمكانتها الحالية لتصبح الأبرشية الرومانية الكاثوليكية لغوييانغ.