هناك نوعان من الأنسجة الدهنية هما النسيجالدهني الأبيض(بالإنجليزية: white adipose tissue (WAT)) والنسيج الدهني البني (بالإنجليزية: brown adipose tissue (BAT)) والتي تُعرف أيضًا باسم الدهون البيضاء والدهون البنية على التوالي وتتكون من نوعين من الخلايا الدهنية.
بنية الخلايا الدهنية
خلايا الدهون البيضاء
تحتوي الخلايا الدهنية البيضاء على قطرة شحمية واحدة كبيرة محاطة بطبقة من السيتوبلازم وتُعرف باسم أحادي العين. إن النواة تكون مسطحة ومدفوعة نحو محيط الخلية. إن الخلية الدهنية النموذجية تكون في الحالة المعيارية بقطر 0.1 مم مع كون بعضها ذات قطر يبلغ ضعف هذا القطر وبعضها الآخر ذات قطر يبلغ نصف هذا الحجم. تكون الدهون المخزنة في حالة شبه سائلة وتتكون أساسًا من الدهون الثلاثية وإستر الكوليستريل (بالإنجليزية: cholesteryl ester). تفرز الخلايا الدهنية البيضاء العديد من البروتينات التي تعمل مثل الستيوكينات الشحمية المعروفة بالاديبوكينات (بالإنجليزية: adipokines). إن أول مادة أديبوكين تم اكتشافها كان اللبتين في عام 1994. منذ ذلك الوقت تم اكتشاف المئات من الأديبوكينات مثل ريزيستينواديبونيكتينولبتينوأبلين. يمتلك الإنسان البالغ في المتوسط 30 مليار خلية دهنية بوزن 30 رطل أو 13.5 كلغ. عندما يتم اكتساب الوزن الزائد لدى الشخص بالغ فإن حجم الخلايا الدهنية يزيد بمقدار أربعة أضعاف حجمها الطبيعي قبل أن تبدأ هذه الخلايا بالانقسام وزيادة العدد المطلق للخلايا الدهنية الموجودة.[4]
الخلايا الدهنية البنية
إن الخلايا الدهنية البنية متعددة السطوح في الشكل. على عكس الخلايا الدهنية البيضاء تحتوي هذه الخلايا على سيتوبلازم كبير مع العديد من القطرات الدهنية المنتشرة في جميع أنحاء الخلية وهي تُعرف باسم الخلايا متعددة الفجوات. تكون النواة في هذه الخلايا مستديرة الشكل على الرغم من أنها تتوضع بشكل غير مركزي في الخلية لكنها لا تتواجد في محيط الخلية بعكس الخلايا الدهنية البيضاء التي تتوضع نواها في محيط الخلية. يأتي اللون البني من الكمية الكبيرة من الميتوكوندريا الموجودة ضمنها. تستخدم الدهون البنية المعروفة أيضًا باسم «دهون الأطفال» لتوليد الحرارة.
إن الخلايا الدهنية السابقة (بالإنجليزية: Pre-adipocytes) هي خلايا مصنعة لليف غير متمايزة يمكن تحفيزها لتكوين الخلايا الشحمية. سلطت الدراسات الضوء على الآليات الجزيئية المحتملة في تحديد مصير الخلايا الشحمية السابقة على الرغم من أن النسب الدقيقة للخلايا الشحمية لا تزال غير واضح.[9][10] يتأثر التباين في توزيع دهون الجسم الناجم عن النمو الطبيعي بالحالة التغذوية والهرمونية التي تعتمد على الاختلافات الجوهرية في الخلايا الموجودة في كل مستودع دهني.[11]
يُطلق على سلف الخلية الشحمية البالغة اسم الأرومة الشحمية ويُعرف الورم الناجم من هذا النوع من الخلايا باسم ورم الأرومة الشحمية.[12]
وظيفة الخلايا الدهنية
تدرك الخلية
تبين أن الخلايا الدهنية في بعض الفئران تنخفض في العدد بسبب الصيام ولوحظت خصائص أخرى عند التعرض للبرد.[13]
إذا وصلت الخلايا الشحمية في الجسم إلى أقصى سعتها من الدهون فقد تتكاثر في العدد المطلق لهذه الخلايا مما يسمح بتخزين إضافي للدهون ضمنها.
أصيبت الجرذان البالغة من سلالات مختلفة بالسمنة عندما تم وضعها على نظام غذائي مستساغ للغاية من قبل هذه الجرذان وقد استمر هذا النظام الغذائي لعدة أشهر. بعد ذلك كشف التحليل المورفولوجيا للأنسجة الدهنية لهذه الجرذان عن زيادات في كل من حجم الخلايا الشحمية والعدد المطلق للخلايا الشحمية في معظم مستودعات الشحم. تم إعادة وضع هذه الجرذان على حمية خاصة من الطعام[14] والتي عجلت بفترة فقدان الوزن لديها. تم إعادة التحليل المورفولوجي للأنسجة الدهنية لهذه الجرذان حيث تبين إن حجم الخلايا الشحمية هو فقط الذي عاد إلى وضعه الطبيعي في حين ظل العدد المطلق للخلايا الشحمية في المستوى المرتفع الذي وصل إليه خلال فترة زيادة الوزن السابقة الذكر في التجربة.[14]
وفقًا لبعض التقارير والكتب المنهجية يمكن أن يزداد عدد الخلايا الشحمية في مرحلة الطفولة والمراهقة على الرغم من أن هذا العدد عادة ما يكون ثابتا عند البالغين ولا يتعرض للزيادة. بالتالي إن الأفراد الذين يصابون بالسمنة كبالغين (وليس كمراهقين) ليس لديهم خلايا شحمية أكثر عددا مما كان لديهم من قبل إصابتهم بالسمنة وإنما فقط زيادة في حجم هذه الخلايا الشحمية.[15]
إن الأشخاص الذين يعانون من السمنة منذ الطفولة يمتلكون عدد متضخما من الخلايا الدهنية. إن الأشخاص الذين يصبحون بدينين وهم بالغين لا يملكون أعداد أكبر من الخلايا الدهنية الخاصة بأقرانهم النحيلون ولكن تكون هذه الخلايا الدهنية لديهم أكبر حجما فقط. بشكل عام إن الأشخاص الذين يعانون من زيادة في العدد المطلق للخلايا الدهنية يجدون صعوبة في إنقاص الوزن والحفاظ عليه أكثر من الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة مع امتلاكهم ببساطة خلايا شحمية متضخمة في حجمها فقط بدون زيادة في عددها المطلق.[16]
إن الخلايا الدهنية في الجسم لها استجابات ناحية للإفراط في التغذية التي تمت دراستها عند البالغين. في الجزء العلوي من الجسم ترتبط زيادة حجم الخلايا الشحمية بزيادة الدهون في الجزء العلوي من الجسم؛ ومع ذلك لم يتغير العدد المطلق للخلايا الدهنية بشكل ملحوظ. على عكس استجابة الخلايا الدهنية للجزء العلوي من الجسم نجد إن عدد الخلايا الشحمية في الجزء السفلي من الجسم قد زاد بشكل ملحوظ أثناء التجربة. من الجدير بالذكر أنه لم يكن هناك تغيير في حجم الخلايا الشحمية في الجزء السفلي من الجسم.[17]
يتم تجديد ما يقرب من 10% من الخلايا الدهنية سنويًا لدى كافة الأشخاص في جميع الأعمار وفي جميع مستويات مؤشر كتلة الجسم دون زيادة ملحوظة في العدد الإجمالي للخلايا الشحمية في مرحلة البلوغ.[15]
التكيف
تتميز السمنة بزيادة كتلة الدهون من خلال زيادة حجم الخلايا الشحمية (تضخم الخلايا) وبدرجة أقل من خلال زيادة عدد الخلايا (فرط تنسج).[18] في الخلايا الدهنية الخاصة بالأفراد الذين يعانون من السمنة المفرطة نجد هناك زيادة في إنتاج مُعدِّلات الأيض مثل الجلسرين والهرمونات والكيموكينات المحفزة للبلاعم والسيتوكينات الداعمة للالتهابات مما يؤدي إلى تطوير المقاومة للأنسولين.[19]
أظهرت الدراسات السريرية مرارًا وتكرارًا أنه على الرغم من أن مقاومة الأنسولين ترتبط عادةً بالسمنة إلا أن الفسفوليبيدات الغشائية للخلايا الشحمية للمرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة لا تزال تظهر درجة متزايدة من عدم تشبع الأحماض الدهنية[22] ويبدو أن هذا يشير إلى آلية تكيفية تسمح للخلية الشحمية بالحفاظ على وظائفها على الرغم من متطلبات التخزين المتزايدة المرتبطة بالسمنة ومقاومة الأنسولين.
يمكن للخلايا الشحمية أن تصنع هرمون الاستروجين من الأندروجينات[23] وبالتالي فإن هذا الأمر من المحتمل أن يكون هو السبب في أن نقص الوزن أو زيادة الوزن هما عاملا خطر بالنسبة للعقم.[24] بالإضافة إلى ذلك فإن الخلايا الشحمية مسؤولة عن إنتاج هرمون اللبتين المهم في تنظيم الشهية حيث يعمل كعامل للشبع عند الإنسان.[25]
انظر أيضًا
قائمة أنواع الخلايا البشرية المشتقة من الطبقات المنتشة
^"Fine-needle aspiration cytology of a lipoblastoma: a case report". Diagnostic Cytopathology. ج. 36 ع. 7: 508–11. يوليو 2008. DOI:10.1002/dc.20826. PMID:18528880.
^ ابFaust IM، Johnson PR، Stern JS، Hirsch J (سبتمبر 1978). "Diet-induced adipocyte number increase in adult rats: a new model of obesity". The American Journal of Physiology. ج. 235 ع. 3: E279–86. DOI:10.1152/ajpendo.1978.235.3.E279. PMID:696822.
^"Estrogen production and action". Journal of the American Academy of Dermatology. ج. 45 ع. 3 Suppl: S116–24. سبتمبر 2001. DOI:10.1067/mjd.2001.117432. PMID:11511861.
^"The role of leptin and ghrelin in the regulation of food intake and body weight in humans: a review". Obesity Reviews. ج. 8 ع. 1: 21–34. يناير 2007. DOI:10.1111/j.1467-789X.2006.00270.x. PMID:17212793.
روابط خارجية
صور نسيجية: 08201loa — نظام تعلم علم الأنسجة في جامعة بوسطن – «النسيج الضام: الخلايا الشحمية وحيدة الفجوة (البيضاء)»
صور نسيجية: 04901lob — نظام تعلم علم الأنسجة في جامعة بوسطن – «النسيج الضام: الخلايا الشحمية متعددة الفجوات (البنية)»