جاك شيراكجاك شيراك
جاك رينيه شيراك (بالفرنسية: Jacques Chirac) (29 نوفمبر 1932 - 26 سبتمبر 2019)، سياسي فرنسي ينتمي لحزب الاتحاد من أجل حركة شعبية. انتخب لمنصب رئاسة الجمهورية الفرنسية في 1995 وجدد له في 2002، انتهت رئاسته بتاريخ 17 مايو 2007. وكان قبل ذلك عمدة باريس لمدة 18 عاماً من 1977 إلى 1995. كما تولى رئاسة وزارة فرنسا مرتين في الفترة ما بين 27 مايو 1974 إلى 26 أغسطس 1976، ومن 20 مارس 1986 إلى 10 مايو 1988. بعد التحاق شيراك بالمدرسة الوطنية للإدارة، بدأ حياته المهنية موظفًا حكوميًّا رفيع المستوى، ودخل عالم السياسة بعد ذلك بوقت قصير. شغل مناصب كبيرة مختلفة، من ضمنها وزير الزراعة ووزير الداخلية. شملت سياسات شيراك الداخلية في البداية خفض معدلات الضرائب، وإلغاء التحكم بالأسعار، والعقوبة الشديدة على الجريمة والإرهاب، وخصخصة الأعمال.[23] بعد اتباع هذه السياسات خلال ولايته الثانية كرئيس للوزراء، غيّر وجهات نظره. دافع عن السياسات الاقتصادية الأكثر مسؤولية اجتماعيًا وانتُخب رئيسًا في الانتخابات الرئاسية لعام 1995 بنسبة 52.6% من الأصوات في الجولة الثانية، متغلبًا على الاشتراكي ليونيل جوسبان، بعد شن حملة لبرنامج رأب «الصدع الاجتماعي».[24] بعد ذلك، تعارضت سياسات شيراك الاقتصادية القائمة على التوجيهية التي تسمح بالاستثمار الموجه من الدولة مع سياسات عدم التدخل التي اتبعتها المملكة المتحدة في ظل وزارة مارغريت ثاتشر وجون ميجر، والتي وصفها شيراك بأنها «الليبرالية المتطرفة الأنجلو ساكسونية». [25] عُرف شيراك أيضًا بموقفه ضد حرب الولايات المتحدة على العراق، واعترافه بدور الحكومة الفرنسية المتعاونة في ترحيل اليهود، وتقليص فترة الرئاسة من 7 سنوات إلى 5 سنوات من خلال استفتاء في عام 2000. في الانتخابات الرئاسية الفرنسية 2002، حصل شيراك على 82.2% من الأصوات في الجولة الثانية ضد مرشح اليمين المتطرف جان ماري لوبان. لكن في فترة ولايته الثانية، حظي بنسبة قبول منخفضة للغاية واعتُبر أحد أقل الرؤساء شعبية في تاريخ فرنسا السياسي الحديث. في عام 2011، أعلنت محكمة باريس أن شيراك متهم بتحويل المال العام واستغلال الثقة العامة، وحكمت عليه بالسجن مدة عامين مع وقف التنفيذ. نشأته وتعليمهالخلفية العائليةوُلد شيراك في الدائرة الخامسة في باريس. وهو ابن أبيل فرانسوا ماري شيراك (1898-1968) المدير التنفيذي الناجح في إحدى شركات الطائرات، وماري لويز فاليت (1902-1973) ربة المنزل. كان أجداده مدرسين[26] من سانت فيريول في كوريز. كان أجداده من جهة أبيه وأمه فلاحين في المنطقة الريفية الجنوبية الغربية من كوريز. [27] ووفقًا لشيراك، فإن اسمه «مشتق من اللغة الأكستانية، وهي اللغة التي استخدمها التروبادور في نظم أشعارهم». كان شيراك من الروم الكاثوليك. [28] كان شيراك الولد الوحيد (ماتت أخته الكبرى جاكلين في طفولتها قبل ولادته).[29] تلقى تعليمه في باريس في مدرسة كورس أتامير الخاصة،[30] ثم التحق بمدرسة كارنو الثانوية ومدرسة لويس الكبير الثانوية. بعد حصوله على شهادة البكالوريا، عمل مدة ثلاثة أشهر بحارًا على ناقلة فحم. [31] انضم شيراك إلى اتحاد الرغبي لفريق بريف للشباب، ولعب أيضًا على المستوى الجامعي. لعب في الموقع رقم 8 والصف الثاني. [32] تعليمه وحياته المهنية المبكرةمستلهمًا من شارل ديغول، بدأ شيراك بمزاولة مهنة في الخدمة المدنية في الخمسينيات من القرن العشرين. خلال هذه الفترة، انضم إلى الحزب الشيوعي الفرنسي، وباع نسخًا من صحيفة لومانيتي، وشارك في اجتماعات إحدى الخلايا الشيوعية.[33] في عام 1950، وقّع على نداء ستوكهولم المستوحى من الاتحاد السوفيتي لحظر الأسلحة النووية، ما أدى إلى استجوابه عندما تقدّم بطلب للحصول على تأشيرة الدخول الأولى إلى الولايات المتحدة. [34] في عام 1953، بعد تخرجه من معهد الدراسات السياسية بباريس، حضر دورة غير معتمدة في الكلية الصيفية بجامعة هارفارد، قبل الالتحاق في عام 1957 بالمدرسة الوطنية للإدارة التي تدرِّب كبار موظفي الخدمة المدنية في فرنسا. في الولايات المتحدة، عمل شيراك في شركة أنهايزر بوش في سانت لويس بولاية ميزوري.[35] تدرّب شيراك كضابط احتياطي في سلاح الفرسان المدرع في سومور،[36] ثم تطوع للقتال في حرب الجزائر، إذ أجرى اتصالاته الشخصية لِيُرْسِل على الرغم من تحفّظ رؤسائه الذين لم يرغبوا في جعله ضابطًا لأنهم اشتبهوا في أن لديه ميولًا شيوعية.[37] في عام 1965، أصبح مدققًا في ديوان المحاسبة. [38] مسيرته السياسية المبكرة«الجرافة»: 1962–1971في أبريل 1962، عُيِّن شيراك رئيسًا للطاقم الشخصي لرئيس الوزراء جورج بومبيدو، وكان هذا التعيين بمثابة انطلاقة لمسيرة شيراك السياسية. اعتبر بومبيدو شيراك تلميذه، وأطلق عليه لقب «جرّافتي» لمهارته في إنجاز المهام. اشتُهر لقب «Le Bulldozer» في الأوساط السياسية الفرنسية، إذ أشار أيضًا إلى أسلوبه الوقح. حافظ شيراك على هذه السمعة حتى الانتخابات الرئاسية عام 1988.[39] بناء على اقتراح بومبيدو، ترشّح شيراك كديغولي لمقعد في الجمعية الوطنية الفرنسية في عام 1967. وانتُخب نائبًا عن مسقط رأسه إقليم كوريز، معقل اليسار. أتاح له هذا الانتصار المفاجئ في سياق المد الديغولي دخول الحكومة وزيرًا للشؤون الاجتماعية. مع أن شيراك كان في موقع جيد في حاشية ديغول، إذ كان قريبًا -بفضل زواجه- لرفيق الجنرال الوحيد في وقت خطاب 18 يونيو 1940، إلا أنه كان «بومبيدوليًا» أكثر منه «ديغوليًا». عندما هزت الاضطرابات الطلابية والعمالية فرنسا في مايو 1968، أدى شيراك دورًا مركزيًا في التفاوض على هدنة. بعد ذلك، شغل شيراك منصب وزير للدولة لشؤون الاقتصاد (1968-1971) وعمل بشكل وثيق مع فاليري جيسكار ديستان الذي ترأس وزارة الاقتصاد والمالية. وزير في مجلس الوزراء: 1971-1974بعد قضاء بضعة أشهر في وزارة العلاقات مع البرلمان، شغل شيراك أول منصب رفيع المستوى في عام 1972 عندما أصبح وزير الزراعة والتنمية الريفية في عهد بومبيدو الذي انتُخب رئيسًا في عام 1969 بعد استقالة ديغول. سرعان ما اشتهر شيراك باعتباره نصيرًا لمصالح المزارعين الفرنسيين، واجتذب لأول مرة الاهتمام الدولي عندما هاجم السياسات الزراعية للولايات المتحدة وألمانيا الغربية والمفوضية الأوروبية التي تعارضت مع المصالح الفرنسية. في 27 فبراير 1974، بعد استقالة ريمون مارسيلين، عُيِّن شيراك وزيرًا للداخلية. في 21 مارس 1974، ألغى مشروع سافاري بسبب مخاوف تتعلق بالخصوصية بعد أن كشفت صحيفة لو موند عن وجوده. منذ مارس 1974، كلّفه الرئيس بومبيدو بالتحضير للانتخابات الرئاسية التي كان من المقرر إجراؤها آنذاك في عام 1976، ولكنها أُجريت قبل ذلك بسبب وفاة بومبيدو المفاجئة في 2 أبريل 1974. حاول شيراك عبثًا حشد الديغوليين لدعم رئيس الوزراء بيير ميسمر. أعلن جاك شابان دلماس ترشّحه على الرغم من رفض «البومبيدوليين». ونشر شيراك وآخرون «نداء الـ 43» لصالح جيسكار ديستان، زعيم الجزء غير الديغولي من الأغلبية البرلمانية. انتُخب جيسكار ديستان خلفًا لبومبيدو بعد الحملة الانتخابية الأشد تنافسًا في فرنسا منذ سنوات. في المقابل، اختار الرئيس الجديد شيراك لقيادة الحكومة. رئيس وزراء جيسكار: 1974-1976عندما أصبح فاليري جيسكار ديستان رئيسًا، رشّح شيراك لرئاسة الوزراء في 27 مايو 1974 للتوفيق بين الفصيلين «الجيسكاردي» و «غير الجيسكاردي» من الأغلبية البرلمانية. في عمر الواحد والأربعين، برز شيراك كنموذج للذئاب الشباب في السياسة الفرنسية، لكنه واجه عداء «بارونات الديغولية» الذين اعتبروه خائنًا بسبب الدور الذي أدّاه في الحملة الرئاسية السابقة. في ديسمبر 1974، تولّى قيادة اتحاد الديمقراطيين من أجل الجمهورية ضد إرادة الشخصيات الأعلى منصبًا فيه. على الفور شرع شيراك -بصفته رئيسًا للوزراء- في إقناع الديغوليين أنه على الرغم من الإصلاحات الاجتماعية التي اقترحها الرئيس جيسكار، سَيُحْتَفَظ بالمبادئ الأساسية للديغولية كالاستقلال الوطني والأوروبي. قدّم بيير جولييه وماري فرانس غارو -مستشاران سابقان لبومبيدو- النصح لشيراك. نظّم هؤلاء الاثنان الحملة ضد شابان دلماس في عام 1974، ودعَوا إلى الصدام مع جيسكار ديستان، إذ اعتقدا أن سياسته شتّتت الناخبين المحافظين. استقال شيراك من منصب رئيس الوزراء في عام 1976 متذرعًا بعدم رغبة جيسكار في منحه السلطة. وشرع في بناء قاعدته السياسية بين الأحزاب المحافظة العديدة في فرنسا بهدف إعادة تشكيل اتحاد الديمقراطيين من أجل الجمهورية الديغولي في مجموعة ديغولية جديدة هو التجمّع من أجل الجمهورية. اتسمت ولاية شيراك الأولى في رئاسة الوزراء بالتقدمية، في حين جرى تحسين كل من الحد الأدنى للأجور ونظام الرعاية الاجتماعية خلال فترة رئاسته للوزراء.[40] انظر أيضًاروابط خارجية
المراجع
|