باسل حافظ الأسد (23 مارس 1962 – 21 يناير 1994) الابن البكر للرئيس السوري حافظ الأسد كان مهندساً مدنياً ومظلياً وفارساً رياضياً. كانت أول دوراته في الكلية العسكرية وقيادة الأركان والقفز بالمظلة، حيث تسلم بعد فترة وجيزة مهمة قيادة الحرس الجمهوري. وعرف عنه محبته للمعلوماتية.
انضم إلى اتحاد شبيبة الثورة بحزب البعث وهو في الحادية عشرة من عمره، وبدأ يتدرب على الرماية وركوب الخيل والقفز بها فوق الحواجز في هذه السن.
في الثالثة عشرة من عمره، أي في عام 1975 انتسب إلى حزب البعث العربي الاشتراكي وثابر على القيام بالنشاط الحزبي. بدأ رياضة القفز المظلي منذ عام 1978، وعندما اشترك في أول دورة للقفز المظلي الحر للشبيبة عام 1980 كان بطل تلك الدورة. في عام 1981 فاز ببطولة دمشق في الرماية.
بعد حصوله على الثانوية العامة ـ الفرع العلمي، انتسب إلى كلية الهندسة المدنية في جامعة دمشق عام 1979–1980 وحصل على شهادة بكالوريوس في الهندسة المدنية عام 1983–1984 حيث أنهى دراسته في أربع سنوات، ثم انتسب إلى القوات المسلحة متطوعاً في 24 سبتمبر 1984، وتخرّج في كلية المدرعات مهندساً قيادياً برتبة ملازم أول. وفي عام 1987، رُفِّع إلى رتبة نقيب، والتحق بدورة كلية القيادة العليا في القوات المسلحة السورية، وتخرج فيها «ضابط ركن مدرعات» وذلك عام 1988 وهو في عمر 26 عاما.
أعدّ باسل الأسد بحثاً علمياً في المجال العسكري تقدم به إلى الأكاديمية العليا للعلوم العسكرية في الاتحاد السوفييتي ولقي تقدير المسؤولين فيها وموافقتهم على تشكيل لجنة علمية لمناقشته في البحث المذكور، وجرت هذه المناقشـة فعلاً في أكاديميـة (ك.ي. فوروشيلوف) بموسكو، وحضر المناقشة خمسة عشـر عالماً عسكرياً بتاريخ 27 نوفمبر 1991، وفي نهاية المناقشة منحته لجنة التحكيم شـهادة الدكتوراه في العلوم العسكرية بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى الاستثنائية. كان من جملة تحصيله العلمي في القوات المسلحة اتّباعه دورة تدريبية على قيادة الحوامات القتالية عام 1990، ودورة على قيادة الطائرات المقاتلة فوق الصوتيـة الميغ-21 ولكنه لم يستكملها.
نشأته وتعليمه
وُلد باسل الأسد في 23 مارس 1962.[2] تدرب كمهندس مدني وحصل على الدكتوراه في العلوم العسكرية.[3][4]
«لقد كنا نرى أبانا في المنزل لكنه كان مشغولًا جدًا لدرجة أنه تمر الثلاثة أيام دون أن نتبادل معه كلمة واحدة. لم نتناول أبدأ الإفطار أو العشاء معه، ولا أتذكر أننا تناولنا الغذاء معًا كعائلة أو ربما فعلنا ذلك مرة أو مرتين حيث كان مرتبطا بأمور الدولة. عائليًا، اعتدنا على قضاء يوم أو يومين في الصيف في
اللاذقية، ولكنه كان يعمل في المكتب، ولم نكن نراه كثيرًا» – باسل الأسد، في لقاء مع
باتريك سيل عام
1988.
[5]
مسيرته
تدرب على الهبوط بالمظلات، وتم تكليفه في القوات الخاصة ثم التحق بسلاح المدرعات بعدما التحق بالأكاديميات العسكرية السوفيتية،[4] وقد أخذ باسل يترقى سريعًا فكان رائدًا ثم أصبح قائد لواء في الحرس الجمهوري.[2][6]
بعدما تعافى والده حافظ الأسد من مرض خطير عام 1984، بدأ باسل يرافقه، وبرز في المشهد الوطني عام 1987 بعدما فاز بعدة ميداليات في الفروسية في بطولة إقليمية،[7][6] وأخذت الصحافة السورية التابعة لحزب البعث تمجده، ووصفته بـ«الفارس الذهبي»، وذلك لبراعته في ركوب الخيل.[8] اشتُهر باسل باهتمامه بالسيارات السريعة، وقد وصفه أصدقاؤه بأنه ذو شخصية كاريزمية قيادية.[9][10] سُرعان ما تم تعيين باسل رئيسًا لجهاز الأمن الرئاسي،[11][12] وبالإضافة إلى ذلك فقد دشّن الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية عام 1989، والتي ترأسها لاحقا أخوه بشار الأسد.[13]
في البداية، كان رفعت الأسد هو المُختار لخلافة حافظ الأسد. لكن عندما حاول رفعت الاستيلاء على السلطة عندما كان حافظ في غيبوبة عام 1984 تمت إزاحة رفعت،[4] وبعد ذلك الحادث تمت تهيئة باسل لخلافة والده.[14][15] في أوائل التسعينيات كثّف حافظ جهوده لجعل ابنه باسل الرئيس المُقبل لسوريا.[4] بعد فوز حافظ بالانتخابات عام 1991 أصبح يُشار له علنًا باسم «أبو باسل».[16] قُدّم باسل للقادة الأوروبيين والعرب، وكان صديقًا مُقربًا لأبناء ملك الأردن الحسين بن طلال كما أنه تعرف على ملك السعودية حينئذٍ فهد بن عبد العزيز.[8]
كان لباسل درو بارز في الشأن اللُبناني، وكان معروفًا للقادة اللبنانيين على اختلاف طوائفهم.[17] نظّم باسل جملة لمكافحة الفساد حظيت بتغطية إعلامية واسعة داخل الحكومة، وكثيرًا ما كان يرتدي الزي العسكري الكامل في الاستقبالات الرسمية للإشارة إلى تعهد الحكومة بالقوات المسلحة.[9]
قارن مدير وكالة المخابرات المركزية السابق مايكل هايدن شخصية باسل بشخصية (سوني) في رواية العراب وقال أنه لا يوجد شك أن عائلة الأسد بجانب عائلة مخلوف المرتبطة معهم بأواصر الزواج والشراكة كانوا مشغولين بالجريمة وارتكاب أعمال قاسية بشكل بارز طالما كانوا في سدة الحكم في سوريا.[18]
حياته الشخصية
يُقال إن باسل كان يتحدث اللغة الفرنسية واللغة الروسية بطلاقة.[8] بحسب برقيات أمريكية مُسربة، فإن باسل كانت له علاقة بالسيدة اللبنانية سهام عسيلي،[19] والتي تزوجت لاحقًا من الصحفي والنائب اللبناني جبران غسان تويني.[20]
وفاته
توفي وهو في بداية الثلاثينيات من عمره في حادث سيارة قرب مطار دمشق الدولي في 21 كانون الثاني/يناير من عام 1994. وقد تضاربت الأنباء واختلفت الروايات حول وفاته. وقال البعض أنه تم اغتياله.[وفقًا لِمَن؟] بعد وفاته أغلقت المتاجر والمدارس والدوائر الحكومية في سوريا لمدة ثلاثة أيام وتوقفت الفنادق الفاخرة عن بيع الكحول احتراماً له.[6] تم ترقية باسل الأسد إلى رتبة شهيد من قبل الدولة حيث وصفته بأنه «شهيد الوطن وشهيد الأمة ورمز الشباب».[6] كما تم تسمية العديد من الساحات والشوارع تيمناً به لا سيما مجمع السباحة الدولي الجديد وعدة مستشفيات وأندية رياضية وأكاديمية عسكرية ومطار. كما يوجد تماثيل له في مدن سوريا عدة ويمكن مشاهدة صوره إلى جانب أبيه وأخيه.[6]
مراجع