تعطي الكاتبة آني إرنو في كتابها "العار"، صورة بانورامية عن مجتمعها الريفي فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وتقدم عملاً نابعاً من أحداثاً واقعية حدثت لها على هيئة "سيرة روائية"، حيث تعترف بحدث مفجع تمثل في محاولة والدها قتل والدتها إثر شجار عابر[4]، عندما كانت ابنة الـ 12 ربيعاً، وتحديداً منتصف عام 1952، وتعتبرها لحظة فاصلة في حياتها، لم تتمكن من الكتابة عنها إلا بعد مرور 40 عاماً، ولعمق تأثير الحادثة على حياتها، ترى الكاتبة حياتها اختلفت بما قبل تلك الحادثة وما بعدها.
وتعزو أرنو سبب كتابة عملها "العار" إلى رغبتها الدائمة بتأليف "كتب يستحيل علي الحديث عنها فيما بعد، كتب يستحيل معها تحمل نظرة الآخر"، متسائلة "هل يمكن للكتابة أن تجلب لي عاراً في مستوى ذلك الذي أحسسته في عامي الثاني عشر؟".[5] وقسمت أرنو كتابها إلى أربعة فصول، بدءًا من الحادثة التي شكلت صدمة قاسية على حياتها، ومدينتها الريفية ومدرستها الكاثوليكية ورحلتها الدينية مع والدتها.