السلاح النووي وإسرائيل

إسرائيل
موقع إسرائيل
موقع إسرائيل
تاريخ بداية البرنامج النوويمن منتصف لأواخر الخمسينات[1]
الاختبار الأول لسلاح نوويغير معلوم؛ مُرَجّح أنه اختبار نووي مشترك مع جنوب إفريقيا يوم 22 سبتمبر 1979
الاختبار الأول لسلاح حراري نوويغير معلوم
الاختبار النووي الأخيرغير معلوم
الاختبار الأكبر نتاجاغير معلوم
مجمل الاختباراتغير معلوم
مخزون الذروةغير معلوم
المخزون التراكمي(صالح للإستعمال وغيره)يقدر بحوالي 80-400 رأس حربي[2][3][4]
الترسانة الاستراتيجية الحاليةغير معلوم
الترسانة الاستراتيجية المتراكمة مقدرة بالميغاطنغير معلوم
المدى الأقصى للصواريخ11,500 كم بحمولة 1000 كجم؛ ربما أبعد بكثير مع حمولة أصغر باستخدام صواريخ (أريحا III)[5]
معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية مُوَقّعَةلا

أعلنت إسرائيل عن امتلاكها لأسلحة نووية حسب تصريح وزير شؤون القدس والتراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو.[6] ويقول البعض أنها سادس دولة في العالم تقوم بتطوير هذا النوع من الأسلحة.[1] وهي واحدة من أربع دول نووية غير مُعرَّفة في معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية (NPT) كدول تمتلك السلاح النووي. الدول الثلاثة الأخري هي الهند وباكستان وكوريا الشمالية.[7] تعود صياغة عبارة «لن تكون الأولى» إلى مذكرة تفاهم أشكول-كومر التي تمت بين إسرائيل والولايات المتحدة في 10 مارس عام 1965، والتي للمرة الأولى تتضمن تأكيدًا إسرائيليًا مكتوبًا بأنها لن تكون أول من يدخل السلاح النووي في منطقة الشرق الأوسط.[8][9] ترفض إسرائيل التوقيع على معاهدة الحد من الانتشار النووي رغم الضغوط الدولية عليها للقيام بذلك، وتذكر أن التوقيع على معاهدة الحد من الانتشار النووي سيكون مخالفًا لمصالح أمنها القومي.

بالإضافة إلى ذلك، بذلت إسرائيل جهودًا مكثفة لحرمان جهات فاعلة أخرى في المنطقة من قدرتها على امتلاك أسلحة نووية. وأضافت عقيدة بيغن الخاصة بالضربة الوقائية للتصدي لانتشار السلاح، بعدا آخر لسياسة إسرائيل النووية الراهنة. فما تزال إسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي يعتقد انها تمتلك السلاح النووي.[1]

بدأت إسرائيل الإستقصاء في المجال النووي بعد وقت قصير من تأسيسها في عام 1948 وبدعم الفرنسي شرعت سرا في بناء مفاعلا نوويا ومصنعا لإعادة التجهيز في ديمونا خلال أواخر الخمسينات. هناك مزاعم أن إنتاج السلاح النووي في إسرائيل قد بدأ في أواخر الستينات، ولكن لم يتم تأكيد ذلك علنًا.[10] وفي عام 1986،[11][12] قدم مردخاي فعنونو، وهو فني نووي إسرائيلي سابق، تفاصيلًا وصورًا واضحة لصحيفة صنداي تايمز عن برنامج أسلحة نووية إسرائيلية[13] كان يعمل فيها لمدة تسع سنوات، «وقد شمل ذلك معدات لاستخراج مواد مشعة لإنتاج أسلحة ونماذج معملية لأجهزة نووية حرارية». (أجهزة تستخدم لصناعة قنابل هيدروجنية).[14]

تتفاوت التقديرات لحجم الترسانة النووية الإسرائيلية بين 75 و 400 رأس نووي. يتوقع أن قوة الردع النووية الإسرائيلية تملك القدرة على إيصال تلك الرؤوس لأهدافها باستخدام الصواريخ الباليستية وسيطة المدى، والصواريخ العابرة للقارات، والطائرات، وصواريخ كروز التي تطلق من الغواصات.[2] ويقدر معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام أن إسرائيل لديها ما يقرب من 80 سلاح نووي موفور، منها 50 رأس حربي مجهز للإيصال بواسطة صواريخ أريحا II الباليستية متوسطة المدى و30 «قنبلة ثقالة» (قنبلة غير موجّهة) مجهزة للإيصال بواسطة الطائرات.[15]

تاريخ التَكَوّن

ما قبل ديمونا 1949-1956

كان أول رئيس وزراء لإسرائيل دافيد بن غوريون «قريبا من الهوس» بفكرة الحصول على أسلحة نووية لمنع تكرار حدوث محرقة جديدة لليهود، حسبما يعتقد وما تزعمه إسرائيل. وقد ذكر أن: «ما قام به آينشتاين، وأوبنهايمر، وتيلر، والثلاثة هم من اليهود، من أجل الولايات المتحدة، يمكن أيضا أن يقوم به علماء إسرائيليون من أجل شعبهم».[16] ومع ذلك قرر بن غوريون أن يقوم بتجنيد علماء يهود من الخارج حتى قبل أن تنتهي حرب 1948 التي نشأت في أعقبها إسرائيل. وكان هو وآخرون، مثل رئيس معهد وايزمان للعلوم وعالم وزارة الدفاع إرنست ديفيد بيرجمان (مؤسس البرنامج النووي الإسرائيلي)، يعتقدون ويأملون أن علماء يهود مثل اوبنهايمر وتيلر يمكنهما مساعدة إسرائيل.[17]

في عام 1949 بدأت وحدة من فيلق العلوم في الجيش الإسرائيلي عملية مسح جيولوجي في النقب لمدة عامين. في حين أن الدافع الرئيسي لتلك الدراسة المبدئية كان هو الشائعات عن وجود حقول بترول، كانت إحدى الأهداف للمسح المطول الذي استمر لمدة سنتين هو العثور على مصادر لليورانيوم. وقد تم العثور على بعض كميات صغيرة منه قابلة للاستخلاص في رواسب الفوسفات.[2] وفي تلك السنة قامت وحدة العلوم بتمويل ستة طلاب فيزياء جامعيين إسرائيليين للدراسة في الخارج، وشمل ذلك إرسال طالب منهم إلى جامعة شيكاغو للدراسة تحت إشراف إنريكو فيرمي، الذي كان قد أشرف على أول تفاعل نووي متسلسل تلقائي واصطناعي في العالم.[18] وفي أوائل عام 1952 نقلت وحدة العلوم من الجيش الإسرائيلي إلى وزارة الدفاع وأعيد تنظيمها لتصبح شعبة البحوث والبنية التحتية (EMET). وفي يونيو من ذلك العام عين بن غوريون إرنست بيرجمان ليكون الرئيس الأول للجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية (IAEC). [19]

تم تغيير اسم وحدة العلوم من «حمد جايمل» Hemed Gimmel إلي «ماشون 4» Machon 4 أثناء النقل، واستخدمها بيرجمان «كالمختبر الرئيس» لمنظمة الطاقة الذرية الإسرائيلية. وبحلول عام 1953، استطاعت ماشون 4 التي كانت تعمل مع إدارة بحوث النظائر في معهد وايزمان، التمكن من القدرة على استخراج اليورانيوم من الفوسفات في صحراء النقب وتطوير تقنية جديدة لإنتاج ماء ثقيل محلي.[2][20] كانت التقنيات المستخدمة أكثر تقدما من الجهود الأمريكية بحوالي سنتين من البحث.[17] بيرجمان، الذي كان مهتما بزيادة التعاون النووي مع الفرنسيين، قام ببيع براءاتي الاختراع لمفوضية الطاقة الذرية الفرنسية (CEA) بمبلغ 60 مليون فرنك. وعلى الرغم من أن الاختراعين لم يتم الترويج لهما تجاريا أبدا، كانت تلك الصفقة خطوة استتباعية للتعاون الفرنسي الإسرائيلي في المستقبل.[21] وبالإضافة إلى ذلك، ربما ساعد العلماء الإسرائيليين في بناء مفاعل إنتاج البلوتونيوم G-1 ومحطة إعادة المعالجة UP-1 في ماركول. وكانت لفرنسا وإسرائيل علاقات وثيقة في العديد من المجالات. كانت فرنسا هي مورد السلاح الرئيسي للدولة اليهودية الناشئة، وبما أن القلاقل كانت منتشره في تلك الفترة خلال المستعمرات الفرنسية في شمال أفريقيا، قدمت إسرائيل لفرنسا معلومات استخبارية قيمة حصلت عليها من اتصالاتها مع اليهود الشرقيين في تلك البلدان.[22] وفي الوقت نفسه كان العلماء الإسرائيليين يراقبون أيضا البرنامج النووي الفرنسي ذاته، إذ كانوا العلماء الاجانب الوحيدون المسموح لهم بالتجول «كما يشاؤون» في المنشآت النووية في ماركول.[23] بالإضافة إلى توطيد العلاقات بين الباحثين الإسرائيليين والفرنسيين اليهود وغير اليهود، أعتقد الفرنسيون أن التعاون مع إسرائيل يمكن أن يتيح لهم الوصول لعلماء نوويين دوليين يهود آخرين.[17]

بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور مبادرة الذرة من أجل السلام، أصبحت إسرائيل ثاني دولة توقع عليها (بعد تركيا)، كما وقعت على اتفاقية للتعاون النووي السلمي مع الولايات المتحدة يوم 12 يوليو، 1955.[24][17]وقد توجت تلك الاتفاقية بحفل توقيع شعبي في 20 مارس من العام 1957، لبناء «مفاعل بحثي صغير بحجم حمام السباحة في ناحال سوريك»، وذلك ليستخدم في حجب عملية بناء منشأة نووية أكبر بكثير مع الفرنسيين في ديمونا.[25]

في عام 1986 ذكر فرانسيس بيرين، المفوض الفرنسي العالي للطاقة الذرية في الفترة من 1951-1970، علنا أنه في العام 1949 تمت دعوة العلماء الإسرائيليين إلى مركز ساكلاي للبحوث النووية، وأن هذا التعاون أفضى إلى تضافر للجهد المشترك شمل تقاسم المعارف بين العلماء الفرنسيين والإسرائيليين وخاصة أولئك الذين لهم إحاطة بمشروع مانهاتن (المشروع الأمريكي).[22][26][27] وفقا للمقدم وارنر د. فار في تقرير لمركز التصدي لانتشار السلاح التابع لسلاح الجو الأميركي أنه في حين كانت فرنسا سابقا رائدة في مجال الأبحاث النووية "كانت إسرائيل وفرنسا على مستوى مماثل من الخبرة بعد الحرب، وكان العلماء الإسرائيليين يمكنهم أن يقدموا مساهمات كبيرة للجهود الفرنسية في ذلك المجال. التقدم في العلوم والتكنولوجيا النووية في فرنسا وإسرائيل ظل مرتبط ارتباطا وثيقا طيلة أوائل الخمسينات". وعلاوة على ذلك، وفقا لفار، "كان هناك العديد من المراقبين الإسرائيليين في التجارب النووية الفرنسية، وكان الإسرائيليون يملكون "إمكانية وصول مطلقة لبيانات الاختبار الفرنسية الخاصة بالانفجارات النووية".[22]

ديمونا 1956-1965

المفاوضات

برر الفرنسيون قرارهم بتزويد إسرائيل بمفاعل نووي بأن زعموا أن هذا لم يكن بدون سابقة يستندوا إيها. ففي سبتمبر 1955 أعلنت كندا علنا بأنها ستساعد الحكومة الهندية علي بناء مفاعل أبحاث للماء الثقيل «لأغراض سلمية»، وهو ما يسمي بمفاعل كايروس (CIRUS). [28] وعندما قام الرئيس المصري جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس، اقترحت فرنسا أن تقوم إسرائيل بمهاجمة مصر وغزو سيناء كذريعة لفرنسا وبريطانيا لغزو مصر متنكرين تحت لواء «قوات حفظ السلام» والقصد الحقيقي كان الاستيلاء على قناة السويس (انظر العدوان الثلاثي). وفي المقابل، فإن فرنسا ستقوم بتزويد المفاعل النووي كأساس لبرنامج الأسلحة النووية الإسرائيلي. عندما شعر شمعون بيريز بأن الفرصة سانحة للحصول على المفاعل النووي، قبل هذا العرض. في 17 سبتمبر 1956، وصل بيريز وبيرجمان إلى اتفاق مبدئي في باريس بأن تقوم لجنة الطاقة الذرية الفرنسية ببيع إسرائيل مفاعل بحثي صغير. وقد أكد بيريز ذلك من جديد خلال مؤتمر بروتوكول سيفرز في أواخر أكتوبر؛ أن هناك اتفاق فرنسي-إسرائيلي لبيع مفاعل سيتم بناؤه بالقرب من ديمونا وأيضا لتوريد وقود نووي (يورانيوم).[29][17]

استفادت إسرائيل من الحكومة الفرنسية الموالية لإسرائيل خلال هذا الوقت على نحو غير عادي.[17] وبعد أن أدى العدوان الثلاثى (أو كما يعرف في الغرب بأزمة السويس) لتهديد الاتحاد السوفياتي بالتدخل وإجبار البريطانيين والفرنسيين على الانسحاب من القناة تحت ضغط من الولايات المتحدة، أرسل بن غوريون بيريز وغولدا مائير إلى فرنسا. في ذلك الوقت، تم وضع الأساس لبناء مفاعل نووي أكبر ومحطة إعادة معالجة كيميائية خلال المناقشات مع فرنسا، وكان رئيس الوزراء الفرنسي غي موليه يشعربالخزي لأنه تخلى عن التزامه مع زملائه الاشتراكيين في إسرائيل، ومن المتصور أنه قال لأحد مساعدية «أنا مدين بالقنبلة لهم» [30] في حين قال الجنرال بول إيلي، رئيس أركان الدفاع، أنه «يجب أن نقدم لهم هذا لضمان أمنهم، هذا شيء حيوي». كما ذكر رئيس الوزراء موريس بورجيه-ماونوري، خليفة موليه، «لقد أعطيتكم [يقصد الإسرائيليين] القنبلة لمنع حدوث محرقة أخرى للشعب اليهودي ولكي تتمكن إسرائيل من مواجهة أعدائها في الشرق الأوسط». [17]

تمت العلاقة النووية الفرنسية-الإسرائيلية يوم 3 أكتوبر 1957، في اتفاقيتين محتوياتهما مازلت سرية حتي الآن: [17] أحداهما سياسية أعلن فيها أن المشروع سوف يكون للأغراض السلمية وحُددت فيها التزامات قانونية أخرى، والأخري تقنية وصف فيها مفاعل EL -102 بقدرة 24 ميجاوات. وكان المفاعل الذي سينفذ في الواقع أكبر من ذلك مرتين إلى ثلاث مرات [31] وسيكون قادرا على إنتاج 22 كيلوغراما من البلوتونيوم سنويا.[32] عندما وصل المفاعل إلى إسرائيل، أعلن رئيس الوزراء بن غوريون أن الغرض منه كان لتوفير محطة ضخ لتحلية مليار جالون مكعب من مياه البحر سنويا وتحويل الصحراء إلى «جنة زراعية». في أعقاب ذلك استقال ستة من سبعة أعضاء في لجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية على الفور احتجاجا، معتبرين أن المفاعل كان مقدمة ل«مغامرة سياسية سوف تؤدي لأن يتحد العالم ضدنا».[33]

أعمال الحفر

قبل بدأ أعمال البناء تقرر أن حجم المشروع سيكون كبيرا جدا بالمقانة مع امكانيات الفريقين، شعبة البحوث والبنية التحتية (EMET) ومنظمة الطاقة الذرية الإسرائيلية (IAEC)، لذلك قام شمعون بيريز بتعين العقيد مانوية برات، الملحق العسكري الإسرائيلي وقتئذ في بورما، ليكون رئيس المشروع. بدأ البناء في أواخر العام 1957 أو أوائل عام 1958، وذلك بحضور مئات من المهندسين والفنيين الفرنسيين إلى منطقة بئر السبع وديمونا [بحاجة لمصدر]. وبالإضافة إلى ذلك، تم تعيين الآلاف من اليهود السفارديم الذين هاجروا حديثا للقيام حفر؛ وللتحايل على قوانين العمل الصارمة، تم تعيينهم بزيادات مقدرة ب 59 يوما، مفصولة بيوم عطلة واحد.[34]

إنشاء شعبة لاكام

بحلول أواخر الخمسينات أنشأ شمعون بيريز ودشن شعبة مخابراتية جديدة مخصصة للإستقصاء في العالم، ولتأمين التقنيات والمواد والمعدات اللازمة للبرنامج بشكل سري؛ بأي وسيلة ضرورية. في آخر الأمر سميت الخدمة الجديدة بليكيم LEKEM (وتلفظ لاكام، اختصارا ل "مكتب وصل العلوم' بالعبرية). عين بيريز بنيامين بلومبرغ، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي للأمن الداخلي، لقيادة هذه المهمة. كرئيس لتلك الشعبة، ارتقي بلومبرغ ليصبح شخصية رئيسية في جماعة الاستخبارات الإسرائيلية، وذلك لقيامه بتنسيق العملاء في جميع أنحاء العالم وتأمين العناصر المصيرية للبرنامج.[35][36][37][38]

انقطاع العلاقات مع فرنسا

عندما أصبح شارل ديغول رئيسا لفرنسا في أواخر عام 1958 أراد أن ينهي التعاون النووي الفرنسي-الإسرائيلي، وقال انه لن يقوم بتزويد إسرائيل باليورانيوم إلا إذا تم فتح المُنشأة للمفتشين الدوليين، وأعلانها سلمية، وأنه لا يتم فيها إعادة تصنيع للبلوتونيوم.[39] خلال سلسلة طويلة من المفاوضات، وصل شمعون بيريز في النهاية إلى حل وسط مع وزير الخارجية موريس كوف دو مورفيل بعد أكثر من عامين، والذي بموجبه تكون الشركات الفرنسية قادرة على مواصلة الوفاء بالاتزاماتها في العقد المبرم بينها وبين إسرائيل، وتعلن إسرائيل في المقابل أن المشروع السلمي. [40] ونتيجة لهذا، لم تنته المساعدات الفرنسية حتى عام 1966.[41] ومع ذلك أوقف توريد وقود اليورانيوم (النووي) لإسرائيل سالفاً في عام 1963.[42] وعلى الرغم من هذا، ربما قامت شركة يورانيوم فرنسية متمركزة في الغابون ببيع اليورانيوم لإسرائيل في عام 1965. ابتدأت الحكومة الأمريكية تحقيقا في تلك الواقعة، ولكن لم تتمكن من تحديد ما إذا كان مثل هذا البيع قد حدث أم لا.[43]

المساعدات البريطانية

تبين وثائق بريطانية سرية للغاية [44][45] حصل عليها برنامج نيوزنايت في البي بي سي أن بريطانيا قدمت مئات من الشحنات السرية المحتوية على مواد محظورة إلى إسرائيل في الخمسينات والستينات. شملت هذه الشحنات موادا كيميائية متخصصة لإعادة المعالجة وعينات من مواد انشطارية مثل اليورانيوم-235 في عام 1959، والبلوتونيوم في عام 1966، وكذلك ليثيوم-6 عالي التخصيب، الذي يستخدم لتعزيز القنابل الانشطارية وتزويد القنابل الهيدروجينية بالوقود.[46] التحقيق أيضا أظهر أن بريطانيا شحنت 20 طنا من الماء الثقيل مباشرة إلى إسرائيل في عامي 1959 و 1960 للبدء في تشغيل مفاعل ديمونة.[47] وعقدت الصفقة من خلال شركة واجهة نرويجية تدعي نوراتوم Noratom والتي حصلت علي عمولة 2٪ من ثمن الصفقة. كانت بريطانيا قد طُلب منها دفوعا في الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول صفقة المياه الثقيلة بعد أن كَشف عنها برنامج البي بي سي نيوزنايت في عام 2005. ادعى وزير الخارجية البريطاني كيم هاولز أن هذا البيع كان إلى النرويج. لكن ضابط المخابرات البريطاني السابق الذي حقق في الصفقة في ذلك الوقت أكد أن هذا كان حقا بيعا لإسرائيل وأن عقد نوراتوم كان مجرد تمثيلية.[48] اعترفت وزارة الخارجية البريطانية أخيرا في مارس 2006 أن بريطانيا كانت تعرف أن الوجهة كانت لإسرائيل طوال الوقت.[49] تعترف إسرائيل بأنها قامت بتشغيل مفاعل ديمونا بالماء الثقيل النرويجي منذ عام 1963. يقول المهندسون الفرنسيون الذين ساعدوا في بناء مفاعل ديمونة أن الإسرائيليون كانوا مشغلي مفاعلات محترفين، ولذلك لم يفقد من ذلك الماء قط سوي جزء صغير نسبيا خلال السنوات التي تلت تحضير المفاعل لأول مرة موضع التنفيذ.[50]

النشاط الحرج

في عام 1961، أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي ديفيد بن غوريون رئيس الوزراء الكندي جون ديفنبيكر أن إسرائيل ستقوم ببناء محطة تجريبية لفصل البلوتونيوم في ديمونا. وخلصت الاستخبارات البريطانية من هذه المعلومات وغيرها أن هذا «لا يمكن أن يعني إلا أن إسرائيل تعتزم إنتاج أسلحة نووية».[44] اأصبح لمفاعل النووي في ديمونا حرجا في عام 1962.[22] وبعد انقطاع علاقة إسرائيل بفرنسا، ذكرت التقارير أن الحكومة الإسرائيلية تواصلت مع الأرجنتين. فوافقت الحكومة الأرجنتينية علي بيع الكعكة الصفراء (أكسيد اليورانيوم) لإسرائيل.[43][51] ويُزعم أنه بين عامي 1963 و 1966، شُحن في السر حوالي 90 طنا من الكعكة الصفراء من الأرجنتين إلى إسرائيل.[42] وبحلول عام 1965 تم الانتهاء من محطة إعادة التجهيز الإسرائيلية وأصبحت جاهزة لتحويل قضبان وقود المفاعل إلي بلوتونيوم من الصنف المخصص لصنع أسلحة نووية.[52]

التكلفة

التكاليف المضبوطة لبناء البرنامج النووي الإسرائيلي غير معروفة، على الرغم من أن بيريز قد قال لاحقا أن المفاعل تكلف 80 مليون دولار في عام 1960، [53] إذ تم جمع نصف هذا المبلغ من التبرعات التي وهبها يهود الخارج، والذين شملوا العديد من اليهود الأميركيين. وقد أتيح لهؤلاء المتبرعين القيام جولة في مجمع ديمونة في عام 1968. [54]

إنتاج الأسلحة من 1967 إلى الوقت الحاضر

مجمع مباني ديمونة المكتمل كما أظهره الساتل الأمريكي كورونا في 11 نوفمبر 1968.

يعتقد أن إسرائيل قد بدأت في إنتاج الأسلحة النووية على نطاق واسع في أعقاب حرب 1967 (نكسة حزيران)، على الرغم من أنها ربما كانت قد أمتلكت أجزاء من قنابل في وقت سابق. وذكر تقرير لوكالة المخابرات المركزية في مطلع عام 1967 أن إسرائيل تمتلك المواد اللازمة لبناء قنبلة في مدة تترواح من ستة إلى ثمانية أسابيع [55] ويشير بعض الكتاب أن إسرائيل كانت تمتلك قنابل بدائية جاهزة للاستخدام خلال الحرب. [22] وفقا للصحفي الأمريكي سيمور هيرش، كان كل شيء جاهزا للإنتاج في هذا الوقت في حال صدور أمر رسمي للقيام بذلك. ويذكر تقريرا آخر لوكالة المخابرات المركزية صدر في عام 1968 أن «... إسرائيل قد تشرع في برنامج لصناعة أسلحة نووية في السنوات القليلة القادمة.» [56] كان موشيه دايان، وزير الدفاع آنذاك، يعتقد أن الأسلحة النووية كانت أرخص وأكثر عملية من قوات إسرائيلية حربية تقليدية متنامية إلي الأجل غير المسمى.[57] وقام باقناع بنحاس سابير، المدير الاقتصادي لحزب العمل، بقيمة البدء في البرنامج وذلك باصطحابه في جولة خلال موقع ديمونا في أوائل عام 1968، وبعد وقت قصير قرر ديان أن لديه صلاحية أن يأمر ببداية الإنتاج الكامل لأربع أو خمس رؤوس حربية نووية سنويا. وقال هيرش أن هناك اعتقاد سائد أن عبارة «لن يتكرر أبدا» والمقصود بها «زوال إسرائيل» كانت مثبتة باللحام، باللغتين الإنجليزية والعبرية، على الرأس الحربي الأول. [58]

أحتاج الإسرائيليون إلي كميات كبيرة من خام اليورانيوم من أجل إنتاج البلوتونيوم. في عام 1968، اشتري الموساد 200 طن يورانيوم من "Union Minière du Haut Katanga" (اتحاد تعدين كاتانغا العليا)، وهي شركة تعدين بلجيكية كانت تعمل في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وذلك بدعوى شرائها لشركة كيميائية إيطالية في ميلانو. وحينما يشحن اليورانيوم من أنتويرب (بلجيكا) يتم نقله علي الفور إلى سفن شحن إسرائيلية في عرض البحر ويجلب إلى إسرائيل. أصبحت عملية الاختفاء المدبر لليورانيوم، ويطلق عليها عملية بلومبات، موضوع لكتاب بعنوان "The Plumbat Affair" أو «مسألة بلومبات» صدر في عام 1978. [59]

اختلفت التقديرات حول عدد الرؤوس الحربية التي بنتها إسرائيل[60] منذ أواخر الستينات، وهي تقوم أساسا على كمية المواد الانشطارية التي يمكن أن يتم إنتاجها وعلى إفشاءات الفني النووي الإسرائيلي مردخاي فعنونو.

مراجع

  1. ^ ا ب ج "Nuclear Overview". Israel. NTI. مؤرشف من الأصل (profile) في 2009-01-02. اطلع عليه بتاريخ 2009-06-23.
  2. ^ ا ب ج د "Nuclear weapons – Israel". Federation of American Scientists. مؤرشف من الأصل في 2019-09-12. اطلع عليه بتاريخ 2007-07-01.
  3. ^ Brower 1997. Brower notes that he makes a high estimate of the number of weapons.
  4. ^ "Status of World Nuclear Forces". Federation of American Scientists. مؤرشف من الأصل في 2016-10-11. اطلع عليه بتاريخ 2012-07-28.
  5. ^ Feikert، Andrew (5 مارس 2004)، Missile Survey: Ballistic and Cruise Missiles of Foreign Countries (PDF)، Congressional Research Service، مؤرشف من الأصل (نسق المستندات المنقولة) في 2023-11-01[وصلة مكسورة].
  6. ^ "الجزيرة نت، اعتراف وزير في إسرائيل أن دولته تمتلك نووي". موقع الجزيرة نت. 27 أغسطس 2024. مؤرشف من الأصل في 2024-04-19.
  7. ^ "Background Information". Review Conference of the Parties to the Treaty on the Non-Proliferation of Nuclear Weapons. United Nations. 2005. مؤرشف من الأصل في 2009-08-09. اطلع عليه بتاريخ 2006-07-02.
  8. ^ Ami Gluska,The Israeli Military and the Origins of the 1967 War: Government, Armed Forces and Defence Policy 1963–67 Routledge, 2007 p.30. The U.S.signatory, Robert Comer, was a U.S. National Security Council advisor.
  9. ^ "Foreign Relations of the United States, 1964–1968" (historical documents). Office of the Historian. Department of State. 11 مارس 1965. Document 185. مؤرشف من الأصل في 2020-10-04. اطلع عليه بتاريخ 2012-07-03.:"The Government of Israel has reaffirmed that Israel will not be the first to introduce nuclear weapons into the Arab-Israel area."
  10. ^ "Israel's Quest for Yellowcake: The Secret Argentina-Israel Connection, 1963–1966". Nuclear Proliferation International History Project http://www.wilsoncenter.org/publication/israels-quest-for-yellowcake-the-secret-argentina-israel-connection-1963-1966. نسخة محفوظة 2020-10-04 على موقع واي باك مشين.
  11. ^ Nuclear Weapons - Israel نسخة محفوظة 17 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  12. ^ Nuclear Weapons - Israel نسخة محفوظة 13 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  13. ^ "Revealed: the secrets of Israel's nuclear arsenal"، الصنداي تايمز، ص. 1, 4–5، 5 أكتوبر 1986.
  14. ^ "Vanunu: Israel's nuclear telltale". BBC. 20 أبريل 2004. مؤرشف من الأصل في 2017-09-08. اطلع عليه بتاريخ 2012-10-17.
  15. ^ "Nuclear forces – Israel". SIPRI. مؤرشف من الأصل في 2016-04-15. اطلع عليه بتاريخ 2015-01-19.
  16. ^ Goldberg, Jeffrey. "The Point of No Return" The Atlantic, September 2010. نسخة محفوظة 07 مايو 2012 على موقع واي باك مشين.
  17. ^ ا ب ج د ه و ز ح Pinkus، Binyamin؛ Tlamim، Moshe (Spring 2002). "Atomic Power to Israel's Rescue: French-Israeli Nuclear Cooperation, 1949–1957". Israel Studies. ج. 7 ع. 1: 104–38. DOI:10.1353/is.2002.0006. مؤرشف من الأصل في 2019-06-08.
  18. ^ Cohen 1998a، صفحة 26.
  19. ^ Cohen 1998a، صفحات 30–1.
  20. ^ Hersh 1991، صفحة 19.
  21. ^ Cohen 1998a، صفحات 33–4.
  22. ^ ا ب ج د ه Farr 1999.
  23. ^ Hersh 1991، صفحة 30.
  24. ^ Cohen 1998a، صفحة 44.
  25. ^ Cohen 1998a، صفحة 65.
  26. ^ Israel's Nuclear Weapon Capability: An Overview نسخة محفوظة 7 مارس 2017 على موقع واي باك مشين.
  27. ^ Mohammed Omer Wins Norwegian PEN Prize | WRMEA نسخة محفوظة 27 أبريل 2014 على موقع واي باك مشين.
  28. ^ Hersh 1991، صفحة 37.
  29. ^ Cohen 1998a، صفحات 53–4.
  30. ^ Hersh 1991، صفحات 42–43.
  31. ^ Cohen 1998a، صفحة 59.
  32. ^ Hersh 1991، صفحات 45–6.
  33. ^ Thomas، Gordon (1999)، Gideon's Spies: The Secret History of the Mossad.
  34. ^ Hersh 1991، صفحات 60–1.
  35. ^ Hoffman، Gil (22 يونيو 2010). "Netanyahu: Pollard acted as Israeli agent". جيروزاليم بوست. مؤرشف من الأصل في 2013-01-14. اطلع عليه بتاريخ 2010-06-23. واحد من هؤلاء العملاء، هو أرنون میلشان، كان يعتبر من بين العملاء الأكثر نجاحا وإنتاجا والذي أمن بنودا مثل هذه أجهزة الطرد المركزي المسؤولة عن تخصيب اليورانيوم ومشغلات الكريترون النووية، والذي أصبح فيما بعد واحدا من أنجح منتجين الأفلام في هوليوود التاريخ.
  36. ^ Cieply، Michael (17 يوليو 2011). "New Book Tells Tale of Israeli Arms Dealer in Hollywood". The New York Times. مؤرشف من الأصل في 2019-08-14.
  37. ^ "Lekem" Federation of American Scientists نسخة محفوظة 12 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  38. ^ "Report of an Investigation Commission on the Pollard Case" Jewish Virtual Library نسخة محفوظة 07 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
  39. ^ Cohen 1998a، صفحات 73–4.
  40. ^ Cohen 1998a، صفحة 75.
  41. ^ Hersh 1991، صفحة 70.
  42. ^ ا ب "The Israel-Argentina Yellowcake Connection". National Security Archive. George Washington University. 25 يونيو 2013. مؤرشف من الأصل في 2015-03-01. اطلع عليه بتاريخ 2013-08-06.
  43. ^ ا ب 'Argentina sold Israel yellowcake uranium in 1960s' - جيروزاليم بوست نسخة محفوظة 03 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
  44. ^ ا ب Atomic Activities in Israel (PDF). Cabinet Office, Government of the United Kingdom. 17 يوليو 1961. JIC/1103/61. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2020-02-11. اطلع عليه بتاريخ 2006-07-02. {{استشهاد بكتاب}}: |عمل= تُجوهل (مساعدة)
  45. ^ Secret Atomic Activities in Israel (PDF). Cabinet Office, Government of the United Kingdom. 27 مارس 1961. JIC/519/61. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2016-03-03. اطلع عليه بتاريخ 2006-07-02. {{استشهاد بكتاب}}: |عمل= تُجوهل (مساعدة)
  46. ^ Secret sale of UK plutonium to Israel, بي بي سي, March 10, 2006 "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2017-09-08. اطلع عليه بتاريخ 2015-02-05.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  47. ^ Crick، Michael، "How Britain helped Israel get the bomb"، نیوزنایت، United Kingdom: BBC، مؤرشف من الأصل في 2017-11-08، اطلع عليه بتاريخ 2015-02-05.
  48. ^ Jones، Meirion (13 مارس 2006). "Britain's dirty secret". نيوستيتسمان. مؤرشف من الأصل في 2011-01-10. اطلع عليه بتاريخ 2006-07-02.
  49. ^ "Statement from the Foreign Office". Newsnight. BBC. 9 مارس 2006. مؤرشف من الأصل في 2018-11-06. اطلع عليه بتاريخ 2006-07-02.
  50. ^ Norway's Heavy Water Scandals (editorial)، Wisconsin project، 14 سبتمبر 1988، مؤرشف من الأصل في 2017-01-13، اطلع عليه بتاريخ 2011-06-04.
  51. ^ Report: Argentina sold yellowcake to Israel for nuclear program - إسرائيل هيوم نسخة محفوظة 16 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  52. ^ Hersh، صفحة 130.
  53. ^ Cohen 1998a، صفحة 70.
  54. ^ Hersh 1991، صفحات 66–7.
  55. ^ Cohen 1998، صفحة 298.
  56. ^ "Special National Intelligence Estimate 11-12-68: Emplacement of Weapons of Mass Destruction on the Seabed" (PDF). Central Intelligence Agency. 15 أغسطس 1968. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2012-10-25.
  57. ^ "Violent Week: The Politics of Death". Time. 12 أبريل 1976. مؤرشف من الأصل في 2013-05-01. اطلع عليه بتاريخ 2011-03-04.
  58. ^ Hersh 1991، صفحة 179–80.
  59. ^ Hersh 1991، صفحة 181.
  60. ^ الشرق (14 نوفمبر 2023). ""الثالوث النووي" الإسرائيلي.. كيف بدأ وماذا نعرف عنه؟". Asharq News. مؤرشف من الأصل في 2023-11-28. اطلع عليه بتاريخ 2023-11-29.

Read other articles:

British high-frequency rail passenger service Gatwick ExpressTwo Gatwick Express Class 387s at Gatwick Airport in 2018OverviewFranchise(s)Gatwick Trains28 April 1996 – 22 June 2008Part of the South Central franchise22 June 2008 - 25 July 2015Part of the Thameslink, Southern and Great Northern franchise26 July 2015 – 31 March 2025[1]Main route(s)London Victoria – Gatwick AirportOther route(s)BrightonFleet size18 Class 387Stations called at7Stations operated0Parent companyGovia Thame…

Questa voce o sezione sull'argomento edizioni di competizioni calcistiche non cita le fonti necessarie o quelle presenti sono insufficienti. Puoi migliorare questa voce aggiungendo citazioni da fonti attendibili secondo le linee guida sull'uso delle fonti. Segui i suggerimenti del progetto di riferimento. Verbandsliga 1913-1914 Competizione Fußball-Bundesliga Sport Calcio Edizione 12º Organizzatore DFB Date dal 3 maggio 1914al 31 maggio 1914 Luogo  Germania Partecipanti 8 Ris…

У этого термина существуют и другие значения, см. Мюнхен (значения). ГородМюнхеннем. München[1] Флаг Герб[d] 48°08′15″ с. ш. 11°34′30″ в. д.HGЯO Страна  Германия Статус административный центр земли административный центр округа внерайонный город Земля Бавария Ад…

Argentine footballer (born 1985) Ezequiel Lavezzi Lavezzi in action for Paris Saint-Germain in 2013Personal informationFull name Ezequiel Iván Lavezzi[1]Date of birth (1985-05-03) 3 May 1985 (age 39)[1]Place of birth Villa Gobernador Gálvez, ArgentinaHeight 1.73 m (5 ft 8 in)[1]Position(s) Forward, wingerYouth career1997–2000 Coronel Aguirre2000–2001 Boca Juniors2001–2003 EstudiantesSenior career*Years Team Apps (Gls)2003–2004 Estudiantes 39 …

Part of a series on theCulture of Tonga History Timeline Early empire Kingdom of Tonga (1900–1970) Muʻa Tuʻi Tonga Tuʻi Haʻatakalaua Tuʻi Kanokupolu 2006 Nukuʻalofa riots Cyclone Gita COVID-19 pandemic 2022 Hunga Tonga–Hunga Haʻapai eruption and tsunami People Languages Cuisine Religion Literature Music Sport Monuments Symbols Flag Coat of arms National anthem vte Among the first published works of Tongan literature, in the late 1960s and early 1970s, were 'Epeli Hau'ofa's short stori…

Grand Prix Abu Dhabi 2011 Lomba ke-18 dari 19 dalam Formula Satu musim 2011← Lomba sebelumnyaLomba berikutnya → Sirkuit Yas MarinaDetail perlombaanTanggal 13 November 2011Nama resmi 2011 Formula 1 Etihad Airways Abu Dhabi Grand PrixLokasi Pulau Yas, Abu Dhabi, Uni Emirat ArabSirkuit Fasilitas balapan permanenPanjang sirkuit 5.554 km (3.451 mi)Jarak tempuh 55 putaran, 305.470 km (189.810 mi)Cuaca Baik dan kering Temperatur Udara 25 °C (77 °F)[1]Posisi p…

Chronologies Données clés 1261 1262 1263  1264  1265 1266 1267Décennies :1230 1240 1250  1260  1270 1280 1290Siècles :XIe XIIe  XIIIe  XIVe XVeMillénaires :-Ier Ier  IIe  IIIe Chronologies thématiques Religion (,) et * Croisades   Science () et Santé et médecine   Terrorisme Calendriers Romain Chinois Grégorien Julien Hébraïque Hindou Hégirien Persan Républicain modifier Années de la santé et de la médecine : 1…

穆罕默德·达乌德汗سردار محمد داود خان‎ 阿富汗共和國第1任總統任期1973年7月17日—1978年4月28日前任穆罕默德·查希爾·沙阿(阿富汗國王)继任穆罕默德·塔拉基(阿富汗民主共和國革命委員會主席團主席) 阿富汗王國首相任期1953年9月7日—1963年3月10日君主穆罕默德·查希爾·沙阿 个人资料出生(1909-07-18)1909年7月18日 阿富汗王國喀布尔逝世1978年4月28日(197…

2016年美國總統選舉 ← 2012 2016年11月8日 2020 → 538個選舉人團席位獲勝需270票民意調查投票率55.7%[1][2] ▲ 0.8 %   获提名人 唐納·川普 希拉莉·克林頓 政党 共和黨 民主党 家鄉州 紐約州 紐約州 竞选搭档 迈克·彭斯 蒂姆·凱恩 选举人票 304[3][4][註 1] 227[5] 胜出州/省 30 + 緬-2 20 + DC 民選得票 62,984,828[6] 65,853,514[6] 得…

Disambiguazione – Se stai cercando altri significati, vedi Sofia (disambigua). Sofiacomune autonomoСтолична София Sofia – Veduta LocalizzazioneStato Bulgaria DistrettoNon presente AmministrazioneSindacoVasil Terziev (Coalizione PP-DB-Spasi Sofia) dal 6-11-2023 TerritorioCoordinate42°41′51.2″N 23°19′25.1″E / 42.697556°N 23.323638°E42.697556; 23.323638 (Sofia)Coordinate: 42°41′51.2″N 23°19′25.1″E / 42.697556…

Vous lisez un « bon article » labellisé en 2008. Michel VIII Paléologue Empereur byzantin Miniature de l'époque représentant Michel VIII Paléologue. Règne Co-empereur de Nicée : 1er décembre 1258 - 25 décembre 1261 Empereur : 25 décembre 1261 - 11 décembre 1282 (20 ans, 11 mois et 16 jours) Période Paléologue Précédé par Jean IV LascarisBaudouin II de Courtenay Co-empereur Jean IV Lascaris (1258-1261) Andronic II Paléologue (1272-1328) Suivi …

2020年夏季奥林匹克运动会波兰代表團波兰国旗IOC編碼POLNOC波蘭奧林匹克委員會網站olimpijski.pl(英文)(波兰文)2020年夏季奥林匹克运动会(東京)2021年7月23日至8月8日(受2019冠状病毒病疫情影响推迟,但仍保留原定名称)運動員206參賽項目24个大项旗手开幕式:帕维尔·科热尼奥夫斯基(游泳)和马娅·沃什乔夫斯卡(自行车)[1]闭幕式:卡罗利娜·纳亚(皮划艇)[2…

River in ItalyFioraThe Ponte di Badia at VulciLocationCountryItalyPhysical characteristicsSource  • locationMonte Amiata • elevation1,200 m (3,900 ft) MouthTyrrhenian Sea • coordinates42°19′42″N 11°34′26″E / 42.3283°N 11.5739°E / 42.3283; 11.5739Length83 km (52 mi)Basin size1,600 square kilometres (620 sq mi) The Fiora is a river in northern Lazio and southern Tuscany, cent…

 本表是動態列表,或許永遠不會完結。歡迎您參考可靠來源來查漏補缺。 潛伏於中華民國國軍中的中共間諜列表收錄根據公開資料來源,曾潛伏於中華民國國軍、被中國共產黨聲稱或承認,或者遭中華民國政府調查審判,為中華人民共和國和中國人民解放軍進行間諜行為的人物。以下列表以現今可查知時間為準,正確的間諜活動或洩漏機密時間可能早於或晚於以下所歸類…

1700 major battle of the Great Northern War For other Battles of Narva, see Battle of Narva. You can help expand this article with text translated from the corresponding article in Swedish. (October 2022) Click [show] for important translation instructions. Machine translation, like DeepL or Google Translate, is a useful starting point for translations, but translators must revise errors as necessary and confirm that the translation is accurate, rather than simply copy-pasting machine-trans…

本條目存在以下問題,請協助改善本條目或在討論頁針對議題發表看法。 此條目可能包含不适用或被曲解的引用资料,部分内容的准确性无法被证實。 (2014年5月21日)请协助校核其中的错误以改善这篇条目。详情请参见条目的讨论页。 此條目需要补充更多来源。 (2014年5月21日)请协助補充多方面可靠来源以改善这篇条目,无法查证的内容可能會因為异议提出而被移除。致使用者…

Commercial food service For food service in general, see Food service. Caterer redirects here. For the magazine, see The Caterer. For the surname, see Caterer (surname). For the Hong Kong constituency, see Catering (constituency). The examples and perspective in this article deal primarily with Western culture and do not represent a worldwide view of the subject. You may improve this article, discuss the issue on the talk page, or create a new article, as appropriate. (November 2014) (Learn how …

Questa voce o sezione sugli argomenti battaglie e seconda guerra mondiale non cita le fonti necessarie o quelle presenti sono insufficienti. Puoi migliorare questa voce aggiungendo citazioni da fonti attendibili secondo le linee guida sull'uso delle fonti. Segui i suggerimenti dei progetti di riferimento 1, 2. Questa voce o sezione sull'argomento seconda guerra mondiale è priva o carente di note e riferimenti bibliografici puntuali. Sebbene vi siano una bibliografia e/o dei collegamen…

Rogue Valley Transportation DistrictFounded1975[1]Headquarters3200 Crater Lake Ave. Medford, Oregon 97504Service areaRogue ValleyService typeTransit busRoutes13[2]Stops38[2][3]StationsFront Street Station[2] 200 S. Front St. Medford, Oregon 97501Fleet46 transit buses [4]Daily ridership5280[5][6]Fuel typecompressed natural gas and dieselManagerJulie Brown[7]WebsiteOfficial Web site Rogue Valley Transportation District is a tr…

Ritratto di Amedeo Avogadro Lorenzo Romano Amedeo Carlo Avogadro, conte di Quaregna e Cerreto (Torino, 9 agosto 1776 – Torino, 9 luglio 1856), è stato un fisico e chimico italiano. Disegno del busto di Amedeo Avogadro realizzato da Luigi Cauda e collocato nel loggiato del Rettorato dell'Università di Torino È famoso soprattutto per i suoi contributi alla teoria molecolare, culminata nella legge conosciuta come Legge di Avogadro secondo la quale volumi uguali di gas diversi alla stessa tempe…