أحمد بلافريج
أحمد بلافريج (8 سبتمبر 1908 – 14 أبريل 1990) سياسي مغربي من زعماء الحركة الوطنية المغربية، عُيّن وزيرا للخارجية في حكومة البكاي بن مبارك الثانية، وترأس ثاني حكومة في المغرب بعد استقلاله كما تولى وزارة الخارجية في نفس الحكومة، والممثل الشخصي للحسن الثاني ووزير الخارجية في الحكومة الثامنة التي ترأس مجلسها الملك.[1][2][3] نشأتهولد أحمد بلافريج في 8 سبتمبر 1908 وسط عائلة رباطية ذات أصول أندلسية قدمت إلى المغرب إثر الطرد النهائي للأندلسيين عام 1610، وقد أسسوا دويلة أبي رقراق. فقد أحمد بلافريج والده وهو صغير السن. وتلقى تعليمه الابتدائي بمدرسة باب العلو، ثم الثانوي في ثانوية مولاي يوسف بالرباط. ثم أجرى امتحان الباكالوريا بباريس، وواصل دراسته بجامعة فؤاد الأول بالقاهرة، ثم عاد إلى جامعة السربون بباريس حيث درس بها فيما بين عامي 1928 و1932 وأحرز على الإجازة في الآداب وشهادة العلوم السياسية. وبذلك كانت له ثقافة مزدوجة شرقية وغربية. كان أحمد بلافريج قد أسس في أغسطس 1926 جمعية أنصار الحقيقة التي اندمجت في العام الموالي مع جمعية وطنية يرأسها علال الفاسي وفي باريس كان من العناصر المؤسسة والقيادية لجمعية طلبة شمال أفريقيا المسلمين التي ظهرت عام 1927، وقد آلت إليه رئاستها ونشط في صلبها طلبة البلدان الثلاثة: تونس والمغرب والجزائر وتبلورت فيها رؤاهم ومواقفهم الوطنية المعادية للاستعمار.[4] المناضل الوطنيتعود البذور الأولى للوطنية لدى أحمد بلافريج إلى مرحلة شبابه، ففضلا عن علاقاته المبكرة مع علال الفاسي، ربط في باريس علاقات مع عدد من الشخصيات الفرنسية المناهضة للاستعمار، ومن أهمها المحامي الفرنسي روبير لونقي الذي أسس معه مجلة «المغرب» عام 1932، كما كان على اتصال مع شكيب أرسلان صاحب مجلة «الأمة العربية» التي كان يصدرها من سويسرا. ونشط وهو طالب في سبيل القضايا الوطنية في صلب جمعية طلبة شمال إفريقيا المسلمين ووقف ضد ظهير عام 1930[5]، وقد قررت هذه الجمعية تحت رئاسته رفض الطلبة المتجنسين بالجنسية الفرنسية من صفوفها.[4] وأسس في 1 أكتوبر مدرسة محمد جسوس بمساعدة عثمان جوريو. ثم كان من العناصر المحركة لكتلة العمل الوطني التي ظهرت في الثلاثينات.[6] وقد شارك في إعداد وتحرير المذكرة التي وجهت عام 1934 للملك محمد الخامس والتي تتضمن قائمة بالمطالب المتعلقة بالإصلاحات الداخلية. وخلال الحرب العالمية الثانية، وقف ضد قوات المحور، وفي عام 1943 كان إلى جانب علال الفاسي من مؤسسي حزب الاستقلال وأول من تولى أمانته العامة، وقد كان من مهندسي وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير 1944، فتم نفيه إلى جزيرة قرشيقة ولم يطلق سراحه إلا عام 1946، وبعد عودته إلى المغرب أسس صحيفة العلم التي تولى إدارتها.[7] وقد سعى عندما توجه إلى القاهرة لملاقاة زعيم المقاومة في الريف محمد عبد الكريم الخطابي، وسافر إلى نيويورك عام 1952 للدفاع عن استقلال المغرب[8]، وشارك في المحادثات الأولى حول القضية المغربية التي جرت في هيئة الأمم المتحدة. كما قام بجولة واسعة حملته إلى كبرى العواصم العالمية من برلين إلى نيويورك ومدريد[9][10] للتعريف بالقضية الوطنية وخلال جولة المحادثات بين المغرب وفرنسا، أقام أحمد بلافريج بجنيف بسويسرا ليوجه المفاوضين المغاربة، وقد ضبط آنذاك شرطا ضروريا وهو عودة الملك محمد الخامس وتكوين حكومة انتقالية وإلغاء معاهدة فاس التي أرست نظام الحماية بالمغرب، وهو ما تم بالفعل.[11] بعد الاستقلالأسندت إلى أحمد بلافريج بعد استقلال المغرب عام 1956[12] وزارة الخارجية واستمر على رأسها إلى عام 1958، وفي عهده انضم المغرب إلى جامعة الدول العربية وإلى الأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الإفريقية كما أرسى السفارات المغربية في الخارج كما انعقد في هذه الفترة مؤتمر طنجة لوحدة المغرب العربي المنعقد في الفترة بين 27 و30 أبريل 1958 وقد أخذ فيه الكلمة باسم حزب الاستقلال[13][14] وكان إلى جانبه في الوفد المغربي علال الفاسي والمهدي بن بركة وعبد الرحيم بوعبيد والفقيه البصري والمحجوب بن الصديق[15]، ثم بعد بضعة أيام كُلّف بتشكيل الوزارة الأولى في 12 مايو 1958[16] وقد تمكّن حزب الاستقلال في عهده من بسط نفوذه على الجهاز التنفيذي[9] إلا أن حكومته لم تعمر طويلا إلى حين تقديم استقالته في 3 ديسمبر 1958. لكنه عاد إلى وزارة الخارجية فيما بين 1961 و1963. ثم عُيّن ممثلا شخصيا للملك الحسن الثاني[11] إلى عام 1972 إلا أن مرضه أجبره على مغادرة الساحة السياسية وطرده من حزب الاستقلال على يد علال الفاسي.[17] حياته العائليةتزوج أحمد بلافريج من فطوم بناني ابنة المناضل الوطني الحاج الجيلالي بناني والد محمد بناني وكلاهما كانا من الموقعين على وثيقة الاستقلال عام 1944. وقد أنجب منها خمسة أبناء: أربع بنات: سعاد وليلى ومية وأمينة، والثلاث الأخيرات تخرجن طبيبات، وولد واحد هو: أنيس وهو مهندس، وقد أُلقي عليه القبض عام 1973 لنشاطه في صفوف اليسار الثوري.[18] تكريمات2016
2021
معرض
انظر أيضاًالمراجع
وصلات خارجية
|