مع نهاية شهر مارس وبداية إبريل في عام 1885 بدأ فان جوخ برسم الخطوط الأولى للوحة ليرسلها إلى أخيه ثيو في باريس الذي لم تعجبة اللوحة كباقي اللوحات التي أرسلها لها.[7] بدأ فان جوخ برسم وتلوين اللوحة من 13 إبريل لينهي أغلبها مع بداية مايو باستثناء تغييرات بسيطة قام بها بفرشاة صغيرة في وقت لاحق من نفس العام.
صرح فان جوخ بأنه يريد تصوير الفلاحين كما هم. فاختار عينة خشنة وقبيحة عن قصد، معتقد بأنه بذلك سيحصل على لوحة أكثر طبيعة قائلا:
«كما ترون، فقد أردت وبشدة تخليد تلك اللحظة. لحظة هؤلاء الناس وهم يأكلون البطاطس على ضوء مصابيحهم الصغيرة بأيديهم الخشنة التي يزرعون الأرض بها. مطمئنين على أنهم حصلوا على طعامهم بأمانة. إن هذة اللوحة تخلد نمط عيش مختلف كليا عن النمط الحضاري. لذلك فأنا لا أريد أي أحد أن يعجب باللوحة بدون أن يعرف لماذا قمت برسمها».[8]
كتب فان جوخ إلى أخته ويليمينا بعد عامين في باريس، بأنة يعتبر أن لوحة أكلوا البطاطا هي أنجح لوحة رسمها قائلا:
«عندما أتذكر أعمالي لا أجد لوحة قمت برسمها أنجح من لوحة أكلوا البطاطا التي قمت برسمها في نوينين».[9]
تزعزعت ثقة فان جوخ بنفسه كفنان بعد انتقاد صديقه أنتون فان ربارد للوحة بعد رسمها مباشرة، ليكتب إليه قائلا:
«ليس لديك الحق في نقد أعمالي بتلك الطريقة» (يوليو1885).
وفي رسالة أخرى:
«في كل محاولاتي السابقة كنت أحاول القيام بما أريد به لأتعلم كيفية القيام به». (أغسطس1885).[10]
الإصدارات
الطبعة الثانية من لوحة آكلو البطاطا، 1885، متحف كرولر مولر، أوتريلو
بالرغم من تقديره للعمل التصويرى على نطاق ضيق، فقد كان جامعاً متحمسًا للنقوش الإنجليزية، إلا أنه كان يعمل قليلًا في الوسائط التصويرية.[12][13]
تأثير مدرسة لاهاي
عند ذكر اسم فان جوخ فإن أول ما يأتي في أذهان الناس هي الحركة ما بعد الانطباعية، لكن الواقع أن رسوماته تقترب أكثر من مدرسة لاهاي ورادها من أمثال أنطون موفيف وجوزيف إسرائيل.
في خطاب له إلى أخيه ثيو كتبه في منتصف يونيو1884، صرح فيه:
"عندما أسمع حديثك الطويل عن العديد من الأسماء الجديدة، لا أستطيع فهم سبب شغفك الكبير بهم بدون أن أرى أي عمل لهم. لكن عندما بدأت حديثك عن "الانطباعية"، علمت أنه شيء مختلف تماما عما كنت متخيله. ومع ذلك فليس فلم استطع أن أفهم حتى الآن ما تعنيه الكلمة.
لكن لا أستطيع الإنكار أنني معجب كثيرا بأعمال جوزيف إسرائيل لدرجة تجعلني غير مهتم بأي شيء مختلف أو جديد".[14]
قبل أن يرسم فينسنت لوحة أكلوا البطاطا، كان جوزيف قد رسم فكرته عن نفس الموضوع في لوحة الفلاحين حول الطاولة.[15] ذكر فينسنن في خطاب أرسله إلى أخيه ثيو يوم 11 مارس 1882 بأنه قد إستلهم فكرة لوحة أكلوا البطاطا بعد رؤيته عمل جوزيف.[16]
السرقة
في ديسمبر1988، تمت سرقة النسخة البدائية من لوحة أكلوا البطاطا، ويفرز انتيرور (the Weaver's Interior) وزهرة عباد الشمس الجافة من متحف كرولر مولر. في إبريل1989، أعاد اللصوص لوحة ويفرز انتيرور في محاولة للحصول على فدية وصلت إلى 2.5 مليوندولار.[17] إستطاعت الشرطة استعادة اللوحتين الأخرتين في 14 يوليو1989 بدون دفع أي فدية.[18]
في 14 إبريل1991، تمت سرقة 20 لوحة من متحف فينسنت فان جوخ بما فيهم النسخة النهائية للوحة أكلوا البطاطا. لأسباب غير معلومة، تخلى اللصوص عن اللوحات الفنية بعد 35 دقيقة من السرقة، ليتم استرجاع اللوحات بسرعة.[19]
^"The Cottage, 1885". Permanent Collection. Van Gogh Museum. 2005–2011. مؤرشف من الأصل في 2014-02-22. اطلع عليه بتاريخ 2011-05-15.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: تنسيق التاريخ (link)
Hulsker، Jan (1986). The Complete Van Gogh: Paintings, Drawings, Sketches. New York, NY: Harrison House/Harry N. Abrams Distributed by Crown Publishers, Random House. ISBN:0-517-44867-X.