نقل القرم 1954نقل القرم 1954
كان نقل منطقة القرم في عام 1954 إجراءً إداريًّا لهيئة رئاسة مجلس الاتحاد السوفيتي الأعلى، الذي نقل حكومة شبه جزيرة القرم من جمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفيتية إلى جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفيتية. خلفية تاريخيةقبل دمجها في الإمبراطورية الروسية، كانت شبه جزيرة القرم مستقلة تحت سيادة خانية القرم. كان تتار القرم الترك المسلمون خاضعين لنفوذ الإمبراطورية العثمانية، وفي نفس الوقت يحدون إمبراطورية روسية عدوانية على نحو متزايد. في عام 1774، بعد الحرب الروسية التركية لعام 1768 – 1774، وافقت الإمبراطوريتان الروسية والعثمانية على الامتناع عن التدخل في خانية القرم من خلال معاهدة كيتشوك كاينارجي. في عام 1783، وبعد التدهور المتزايد للإمبراطورية العثمانية، ضمت الإمبراطورية الروسية خانية القرم. داخل روسيا، تنقلت شبه الجزيرة بين إدارات داخلية عدة. خلال فترة وجودها في الإمبراطورية الروسية والاتحاد السوفيتي، ولحين انتقالها إلى جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفيتية في عام 1954، أُديرت القرم من قِبل 14 حكومة. من عملية الضم إلى النقل عام 1954، أُديرت القرم من قِبل السلطات التالية:
خضعت القرم لتغيير سكاني طوال فترة وجودها ضمن الإمبراطورية الروسية والاتحاد السوفيتي. خلال حرب القرم والحرب الأهلية الروسية، فر معظم السكان التتار، وتركوا الأراضي بتعددها الإثني السابق مع عدد كبير من سكان الاثنية الروسية والأوكرانية، مقارنة بالتتار الترك. في عام 1944، أمر لافرينتي بيريا، رئيس أمن الدولة السوفيتي والشرطة السرية، بالترحيل القسري لتتار القرم من شبه جزيرة القرم نيابة عن يوسف ستالين، مما أدى إلى التطهير الإثني للمنطقة. نتيجة لذلك، باتت هذه المنطقة ذات غالبية روسية. بعد وفاة جوزيف ستالين في عام 1953، كان هناك تحول في الموقف تجاه الجمهوريات الأخرى. في محاولة لتوفيق العلاقة مع جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفيتية، نقل نيكيتا خروتشوف، بالتعاون مع القيادة الأخرى للاتحاد السوفيتي، إقليم القرم من جمهورية روسيا الاشتراكية السوفيتية إلى جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفيتية. الدافعوُصف نقل إقليم القرم إلى أوكرانيا بأنه «لفتة رمزية»، بمناسبة مرور 300 عام على معاهدة بيرياسلاف عام 1654. نُسب أيضًا إلى السكرتير الأول للحزب الشيوعي نيكيتا خروتشوف، على الرغم من أن الشخص الذي وقع الوثيقة كان الرئيس كليمنت فوروشيلوف، الرئيس الشرعي للاتحاد السوفيتي.[1] قالت نينا خروشيفا، عالمة في السياسة وحفيدة نيكيتا خروتشوف، السكرتير الأول للحزب الشيوعي آنذاك، عن دافع خروتشوف بأنه «كان رمزيًّا بعض الشيء، حاول بطريقة ما تعديل النظام المركزي و، لأكون صريحة، كان نيكيتا خروتشوف مولعًا بأوكرانيا، لذلك أعتقد أيضًا أنها كانت إلى حد ما لفتة شخصية تجاه جمهوريته المفضلة. كان روسيًّا من الناحية الاثنية، لكنه شعر حقًا بصلة قوية مع أوكرانيا». ادعى سيرغي خروتشوف، نجل خروتشوف، أن القرار كان بسبب بناء سد لتوليد الطاقة الكهرومائية على نهر دنيبر وما يترتب على ذلك من رغبة في أن تكون الإدارة كلها تحت كيان واحد. بكون سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم موقعًا لأسطول البحر الأسود السوفيتي، وهو عنصر جوهري في السياسة الخارجية الروسية ومن ثم السوفيتية، فقد حققت عملية النقل الأثر المقصود المتمثل في ربط أوكرانيا بروسيا حتمًا، واستُخدم مُلصقٌ تحت عنوان «معًا إلى الأبد»، احتفالًا بإعلان الحدث عام 1954. كان من بين الأسباب الأخرى التي قُدمت، تكامل اقتصادات أوكرانيا وشبه جزيرة القرم وفكرة أن القرم كانت امتدادًا طبيعيًا لسهوب أوكرانيا. كانت هناك أيضًا رغبة في إعادة إسكان أجزاء من شبه جزيرة القرم بالشعوب السلافية بعد أن تعرضت شبه الجزيرة لعمليات ترحيل واسعة النطاق لتتار القرم إلى آسيا الوسطى في عام 1944.[2][3] المراجع
|