موسى زغيب
والغريب أن موسى زغيب وزين شعيب لم يتحاورا سوى في القرادي وكأنما كان هناك اتفاق لإتمام سلسلة النجاح الأسطوري لمواجهاته مع زغلول الدامور، حيث أنها لو حصلت برأي الكثيرين لطغت على باقي الحفلات بغض النظر عن المنتصر. ولكن مهما قيل، ومهما يُقال، تبقى حفلةُ التحدّي الكبيرة التي جرَت بينه وبين زغلول الدامور في بيت مري الأنجح والأبقى على مَرّ الأيام. ورغم تعدُّد اللقاءات قبلها وبعدها، ففي رأي كثيرين من مُحبّي الشعر الزجَليّ ومُرافقي شُعرائه وحفلاته أو الذين لم يحضروا الحفلة هذه، بل سمعوا تسجيلاً لها، وبرأي هؤلاء الذين اتّصلوا يإذاعة «صوت العرب» يوم استضافت الزغلول، وكذلك في رأي معظم النقّاد، تتميّزُ حفلةُ بيت مِري بتفوُّق جميع الشعراء الذين غنَّوا ليلتَها حتّى الصباح. موسى نفسه أقرَّ بذلك. والزغلول صرَّح بأنّ حفلات التحدّي العديدة التي جرَت بينه وبين موسى قبل بيت مِري وبعدها «ما أخذت الصدى مثلها». فالضجّة والشهرة التي اكتسبتهما «مهرجانات القلعة»_مثلما تُعرَف أيضًا_ فريدة في لقاءات الفِرَق الزجَليّة؛ وهي تُذكِّرُنا بسوق عكاظ يومَ كان النابغة الذبياني حَكَمًا بين الشعراء المتبارين. ويُضيف الزغلول أنّ هذه الحفلة «جمعَت لبنان كلَّه... وكانت قبل الأحداث... حضرها حوالى أربعين ألف خليقة... ودام اللقاء حتّى الخامسة صباحًا، والناس لا تريد أن تذهب إلى بيوتها... ورغم العشرين حفلة تقريبًا غيرها، فحفلة بيت مِري لا تزال الأهمّ.» تم تكريم الشاعر موسى زغيب في بلدته حراجل بتمثال كبير من نحاس [1][1] مراجع
|