مناظرة بين الشتاء والصيف
الجدل بين الشتاء والصيف أو أسطورة إيميش وإينتن هي أسطورة خلق سومرية مكتوبة على ألواح من الطين في منتصف إلى أواخر الألفية الثالثة قبل الميلاد.[1] وهي واحدة من سبعة مناظرات معروفة في الأدب السومري، تندرج في فئة «الخلافات». مثل: المناظرة بين الأغنام والحبوب، المناظرة بين الطيور والأسماك، الشجرة والقصب، والخلاف بين الفضة والنحاس الخ.[2] وجاءت هذه المواضيع بعد عدة قرون من اختراع الكتابة في بلاد ما بين النهرين السومرية. وهي نقاشات فلسفية تتناول المكانة البشرية في العالم. الاكتشافتم اكتشاف الأسطر الأولى من الأسطورة في متحف الآثار والأنثروبولوجيا في جامعة بنسيلفانيا في فهرس القسم البابلي (CBS)، اللوح رقم 8310 من حفرياتهم في مكتبة المعبد في نيبور. وترجم من قبل جورج هارون بارتون عام 1918 ونُشر لأول مرة كـ "نصوص دينية سومرية" في كتاب "نقوش بابلية متنوعة"، العدد سبعة، بعنوان "ترنيمة إبي سين".[3] وذهب بارتون إلى أن النص قد تم تأليفه خلال فترة حياة الملك إبي سين والذي يصفه بالـ"الملك الشرير"، وعلق قائلاً: "تقدم الترنيمة بياناً قوياً لعبادة الإمبراطور في أور وقت التأليف". ظلت الإشارة إلى إبي سين في الترجمة الحديثة "إلى ملكي الذي اسمه من نانا ابن إنليل "إبي سين" عندما كان يرتدي الثوب "كوتور" والثوب "هورساغ".[4] لوح آخر من نفس المجموعة هو اللوح رقم 8886 والذي تم توثيقه من قبل إدوارد كييرا في كتابه «الملاحم والأساطير السومرية»، العدد 46.[5] كما درس صموئيل نوح كريمر ألواح أخرى وقام بتضمين ترجمات من الألواح في مجموعة نيبور لمتحف الشرق القديم في إسطنبول[6][7] وتم إضافة ألواح أخرى من نيبور بواسطة جين هايمردينجر.[8] وأضيفت ألواح أخرى من «نصوص الحفريات في أور» عام 1928 مع العديد من الألواح الأخرى لإعادتها إلى شكلها الحالي.[9] تم نشر نسخة لاحقة من النص بواسطة ميغيل سيفيل في عام 1996.[10][11] القصةتأخذ القصة شكل قصيدة مسابقة بين كيانين ثقافيين حددهما كريمر لأول مرة على أنهما آلهة الغطاء النباتي وهما إيميش (الصيف) وإينتن (الشتاء). وتم تحديدها فيما بعد مع الظواهر الطبيعية بالصيف والشتاء على التوالي.[11] تم وصف مكان ومناسبة القصة في المقدمة مع تسلسل الخلق المعتاد ليلا ونهارا، والغذاء والخصوبة، والطقس والفصول، وبوابات السد للري.[1]
يتم تجسيد الفصلين كأخوة كانوا قد ولدوا بعد أن جلس إنليل مع هورساج (التل). ثم يتم وصف أقدار الصيف والشتاء، المدن والقرى الأساسية في الصيف مع حصاد وفير، الشتاء لجلب فيضانات الربيع.
سرعان ما قرر الشقيقان نقل هداياهما إلى «بيت الحياة» الخاص بـ إنليل (أي-نامتيلا) حيث يبدآن نقاشاً حول مزاياهما النسبية. فيجادل الصيف:
فيرد عليه الشتاء:
يتدخل إنليل في النهاية ويعلن أن الشتاء هو الفائز في المناظرة وهناك مشهد من المصالحة. يشرح بندت ألستر قائلاً: «يسود الشتاء على الصيف، لأن الشتاء يوفر المياه التي كانت ضرورية جداً للزراعة في المناخ الحار لبلاد ما بين النهرين القديمة».
مناقشةكتب جون والتون أن «الناس في الشرق الأدنى القديم لم يفكروا في الخلق من حيث صنع الأشياء المادية، ولكن كان كل شيء له وظيفة وجد من أجلها. وهكذا فإن الخلق يشكل إعادة النظام إلى الكون من حالة غير وظيفية في الأصل إلى حالة وظيفية. وبالتالي، لخلق شيء ما (سبب وجودها) في العالم القديم يعني إعطائها وظيفة، وليس خصائص مادية».[1] وقد لاحظ صموئيل نوح كريمر أن هذه الأسطورة السومرية موازية لقصة قابيل وهابيل التوراتية المذكورة في سفر التكوين (تكوين 4: 1-16).[13] وأشار لهذا الارتباط علماء آخرين. كما يرى أخرون إن نموذج هذا النزاع على أنه يحتوي على عناصر مماثلة للمناقشات بين أيوب وأصدقائه في سفر أيوب.[14] وأشار مارتن ويست إلى أوجه التشابه مع حكاية إيسوب «نقاش بين الشتاء والربيع»، إلى جانب عمل آخر مشابه للشاعر اليوناني بيون الأزميري.[15] قام فان ديك بتحليل الأسطورة وحدد العناصر المشتركة التالية مع النقاشات السومرية الأخرى "(1) مقدمة، وتقديم المتنازعين ومناسبة النزاع؛ (2) النزاع نفسه، حيث يمدح كل طرف نفسه ويهاجم الآخر؛ (3) حكم صادر عن إله، متبوعاً بالمصالحة؛ (4) صيغة تسبيح".[16][17] يرى بندت ألستر ارتباطاً بين القصة ومهرجانات الحصاد، قائلاً:" من المتصور بالتأكيد أن تكون مسابقات الصيف والشتاء تنتمي إلى المهرجانات التي تحتفل بالحصاد بين الفلاحين."، والوعل كامل النضج، والأغنام الجبلية، والأغنام من الدرجة الأولى، والأغنام ذات الذيل السمين الذي يجلبه."[18] لاحظ إلياد وآدامز أنه في القصة، يتدفق الماء عبر «هورساغ» (التلال)، تم تحديد إنليل على أنه «كورغال» (جبل) ومعبده الرئيسي هو «إكور» (منزل جبلي)، ويربطان هذا الجبل مع إنليل كونه «إله الرياح» من خلال إيحاء القدماء بأن الرياح مصدرها الجبال.[19] يربط بيوتر ميكالوفسكي في القصة أن «إهورساغ» عبارة عن هيكل «يسمى مقر إقامة الملك» و«إنامتيلا» «كمقر إقامة لـ أنليل»، مشتبهاً في أن الكلمتين تشيران إلى نفس المكان وأن «إنامتيلا هو ببساطة اسم آخر لـ إهورساغ» وأنه كان قصراً ملكياً.[20] راجع أيضاً
الهوامش
|