ملحمية (نوع أدبي)الملحمة هي نوع من السرد الشفهي الذي يصف مغامرات بطولية أو قصص أسطورية في قالب شعري طويل.[1][2] اتّسع حديثًا مفهوم الملاحم ولم يعد قاصرًا على الشعر الملحمي فقط، فأصبح يُطلق أيضًا على المسرح الملحمي، والأفلام الملحمية، والموسيقى الملحمية، والروايات الملحمية، والدراما الملحمية، كما توصف بعض ألعاب الفيديو كذلك بالملحمية. يرى بعض النقاد أن الأصول الشفهية لمفهوم الملحمة قد انطمست في الوقت الراهن.[3][4][5] التاريخالمصادر القديمةتشير العديد من المصادر والمخطوطات إلى أنّ ملحمة جلجامش التي يرجع منشأها إلى بلاد ما بين النهرين هي أوّل قصيدة ملحمية مدوّنة معروفة لنا حتّى الآن، ويقال أنّها مستوحاة من أحد النصوص السومرية القديمة، والتي اُعتبرت حجر الأساس لهذا النوع من السرد الشعري فيما تلى ذلك من عصور، وقد استعارت العديد من ملاحم حضارات الشرق والغرب في موضوعاتها العديد من موضوعات ملحمة جلجامش، يعتقد بعض علماء الأنثروبولوجيا المسيح عيسى على أنه التجسيد الحي لنفس النموذج الأسطوري في ملحمة جلجامش، وتتمثّل أوجه التشابه بين الملحمة وبين القصص التي وردت في العهد القديم في قصة أوتنابيشتيم والفيضان الكبير التي تتشابه مع قصة طوفان نوح الموجودة في النصوص اليهودية والمسيحية والإسلاميّة، كذلك يتشابه مفهوم شجرة الحياة في ملحمة جلجامش مع مفهوم جنة عدن في الديانات الإبراهيمية، ويتشابه إنكيدو وشمحات في ملحمة جلجامش مع آدم وحواء في الكتاب المقدس.[6][7] تأثرت العديد من الأساطير والميثولوجيات والنصوص الدينية الأخرى السابقة لليهودية والمسيحية أيضًا بملحمة جلجامش مثل القصص المتعلقة ببوذا في التراث البوذي، والقصص المتعلقة بكريشنا في التراث الهندوسي، والأساطير المرتبطة بآلهة الإغريق أوديسوس وبيرسيوس وديونيسوس في الميثولوجيات اليونانية، ورع وحورس وأوزوريس وأمنحتب الثالث في الأساطير المصرية القديمة، ورومولوس في الميثولوجيات الرومانية، وزرادشت وميثرا في الأساطير الزرادشتية. تأثر الأدب الملحمي كذلك بالنصوص الدينية فعلى سبيل المثال كانت أساطير بعض ملاحم العصر الحديث تتشابه مع قصص الكتاب المقدس مثل أسطورة الملك آرثر والتي يعتقد البعض أنها تتشابه مع حياة يسوع المسيح، بينما يرجّح البعض الآخر أن أصل الأسطورة يعود إلى الفولكلور السلتي في عصور ما قبل المسيحية وقد تكون مستوحاة من قصة المحارب البريطاني الذي عاش بين القرنين الخامس والسادس الميلاديين، والذي تصدى لغزو الساكسونيين. تسامحت الكنيسة في بدايات انتشار التنصير بالمملكة المتحدة مع المتنصرين الذين ما زالوا يراعون تقاليدهم الوثنية القديمة، ولكن مع تزايد سلطة الكنيسة البريطانية، كانت الأحداث التي جرت في أوروبا آنذاك مثل الحروب الصليبية مصدر إلهام للمؤلفين دفعتهم لإعادة صياغة الأساطير التراثية القديمة وإكسابها طابعاً مسيحيّاً. فقد ترجم المؤلف روبرت دي بورون على سبيل المثال، أسطورة الملك آرثر في عام 1155 إلى الفرنسية، وأضاف لها بعض التفاصيل الجديدة كأن جعل للملك آرثر اثني عشر فارساً كما كان للمسيح عيسى اثني عشر حواريّاً.[8][9] المفهوم الحداثي للملحمةاستمدت بعض الأشكال الأدبية الملحمية الأكثر حداثة موضوعاتها من الثقافة الشعبية، واستخدمت مجموعة متنوعة من الاستعارات السردية الملحمية في أنواع أدبية أخرى مثل أوبرا الفضاء، ورواية المغامرة، والفنتازيا العليا، والفنتازيا السياسية. كما تأثرت موضوعات تلك الألوان الملحمية ببعضها البعض مثلما تأثرت بالثقافة الشعبية وبالتراث الملحمي، فعلى سبيل المثال، كانت ثلاثية حرب النجوم مستوحاة من ملحمة الكثيب لفرانك هيربرت. الأنواعاتّسع مفهوم الملحمة في الوقت الراهن ليشمل عدة ألوان من الفنون والأدب، ومنها:
تُصنّف بعض القصص الواقعية ذات الطابع البطولي للشخصيات الحقيقية أيضًا باعتبارها قصصًا ملحمية، مثل مغامرات إرنست شاكلتون الاستكشافية في القارة القطبية الجنوبية.[13] الفنتازيا الملحميةتتميز رواية الفنتازيا الملحمية عن غيرها من ضروب الرواية بثلاثة عناصر:
تُعتبر رواية تولكين الشهيرة سيد الخواتم نموذجاً للفنتازيا العليا أو الفنتازيا الملحمية. كما يمثل هذا النوع من الأدب الملحمي في التراث العربي ألف ليلة وليلة، ويمثّله في التراث الشعري الهندي كل من ملحمة رامايانا وماهابهاراتا. المراجع
|