مغني اللبيب عن كتب الأعاريب
مغني اللبيب عن كتب الأعاريب هو مصنف (لغوي) في حقل النحو من ابرز اسهامات ابن هشام الأنصاري المصري عالم النحو الكبيـر المُتَوَفَّى (761 هـ)، وهو مصنف فريد من نوعه ثري في مادته لا نظير له، وهذا الكتاب هو بمثابة واسطة العقد ما بين كل مصنفاته وقد سلك فيه نهجا مميزا حيث جمع الادوات والحروف مصنفة علي حروف المعجم وجمع شاردها وفصل قواعدها، ثم عرّج علي الاحكام العامة للجمل واشباهها، وما يتبَع ذلك من تقسيمات وتفريعات وتبين للقواعد الكلية للنحو والاخطاء التي يقع فيها المعربون، وهو إلي جانب هذا كلــه غزير في شواهده القرأنية والشعــرية، كما ضمّن في ثناياه اراء الكثيرين من النحاة والاعلام السابقين علي ابن هشام في كل مسألة. ومن الجدير بالذكر ان (المغني) مصنف دسم ممعن في الدقائق والتفاصيل لا يلائم المبتدئين في النحو أو المتوسطين إنما هو ملائمٌ لمن هم اعلي من المتوسطين بدرجة. مقدمة ابن هشام'يبدأٌها بالثناء على الله -عز وجــل- ثم بالصلاة والتسليم علي النبي -صلي الله عليه وسلم- ، ثم يأخذ في الثناء على علم النحو العربي باعتباره هو المُوصل والدالُّ والمُعين على فهم كتاب الله (القرآن الكريم) كما انه يُعين أيضا على فهم الحديث النبوي وفهم معناه فيقول: «فإن أولى ما تقترحه القرائح، وأعلى ما تجنح إلى تحصيله الجوانح، ما يتيسر به فهم كتاب الله المنزَّل، ويتضح به معنى حديث نبيه المرسل، فإنهما الوسيلة إلي السعادة الأبدية، والذريعة إلى تحصيل المصالح الدينية والدنيوية، وأصل ذلك علم الإعراب الهادي إلي صوب الصواب»[1] ثم يثني على كتــابه قائلا: «دونك كتابا تشد الرّحال فِيمَا دونه وتقف عِنْده فحول الرِّجَال وَلَا يعدونه إِذْ كَانَ الْوَضع فِي هَذَا الْغَرَض لم تسمح قريحة بمثاله وَلم ينسج ناسج على منواله وَمِمَّا حثني على وَضعه أنني لما أنشأت فِي مَعْنَاهُ الْمُقدمَة الصُّغْرَى الْمُسَمَّاة بالْإِعْرَاب عَن قَوَاعِد الْإِعْرَاب حسن وقعها عِنْد أولي الْأَلْبَاب وَسَار نَفعهَا فِي جمَاعَة الطلاب مَعَ أَن الَّذِي أودعته فِيهَا بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا ادخرته عَنْهَا كشذرة من عقد نحر بل كقطرة من قطرات بَحر وَهَا أَنا بائح بِمَا أسررته مُفِيد لما قَرّرته وحررته مقرب فَوَائده للأفهام وَاضع فرائده على طرف الثمام لينالها الطلاب بِأَدْنَى إِلْمَام سَائل من حسن خيمه وَسلم من دَاء الْحَسَد أديمه إِذا عثر على شَيْء طَغى بِهِ الْقَلَم أَو زلت بِهِ الْقدَم أَن يغتفر ذَلِك فِي جنب مَا قربت إِلَيْهِ من الْبعيد ورددت عَلَيْهِ من الشريد وأرحته من التَّعَب وصيرت القاصي يُنَادِيه من كثب وَأَن يحضر قلبه أَن الْجواد قد يكبو وَأَن الصارم قد ينبو وَأَن النَّار قد تخبو وَأَن الْإِنْسَان مَحل النسْيَان وَأَن الْحَسَنَات يذْهبن السَّيِّئَات (وَمن ذَا الَّذِي تُرْضى سجاياه كلهَا... كفى الْمَرْء نبْلًا أَن تعد معايبه)» ثم شــرَع في وضع خطة تفصيلية لكتابه وقسمه إلى ثمانية أبواب، فيقول: "وينحصر فِي ثَمَانِيَة أَبْوَاب:
طبعاتهصدرت للكتاب طبعات كثيرة من أشهرها:
مراجع
|