محمد مهدي شمس الدين
محمد مهدي شمس الدين (1936م-2001م) أحد أعلام الفكر الإسلامي الشيعي، لبناني، وكان رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى. نسبههو محمد مهدي بن عبد الكريم بن عباس آل شمس الدين، العاملي، أبو إبراهيم. ينتهي نسبة إلى الشهيد الأول محمد بن مكي العاملي، الملقّب بشمس الدين، المقتول ظلماً سنـة 789هـ/1384م. نشأتهولد الشيخ محمد مهدي شمس الدين في النجف الاشرف من العراق في 15 شعبان سنة 1354 هـ 1936م. والده العلامة الشيخ عبد الكريم شمس الدين ابن الشيخ عباس شمس الدين. وكانت ولادته أثناء هجرة والده من لبنان إلى العراق لطلب العلم. بقي الإمام شمس الدين مع والده حتى بلغ الثانية عشرة من عمره، ثم عاد أبوه إلى لبنان وتركه في النجف لتحصيل العلوم الدينية. و تلقى علومه الأولية في النحو والصرف ومبادئ الفقه على يد والده. ودرس مقدمات الأصول والبلاغه والمنطق على بعض الفضلاء من مدرسي الحوزة العلمية في ذلك الحين. أتم دراسته على مستوى الخارج في الفقه على السيد الجليل سماحة المرجع الديني الإمام محسن الحكيم، وفي الفقه والأصول على الإمام السيد أبو القاسم الخوئي والسيد محمد الحسيني الروحاني. ألف الشيخ شمس الدين ما يزيد عن الثلاثين كتابا بعضها في القضايا اللبنانية، كما نجا من محاولة اغتيال بسيارة مفخخة في عام 1990. توفي في بيروت في شهر كانون الثاني من عام 2001 إثر مرض عضال. النشاط الفكري والسياسي في العراققضى الشيخ شمس الدين في العراق ما يقرب من 35 عاما، حيث انقسمت هذه السنين بين تحصيل العلوم الدينية، وبين الجهاد في سبيل الله من خلال المشاركة في العمل الإسلامي، وبناء المساجد والمكتبات، والتدريس في كلية الفقه. واستطاع الإمام التأثير بالواقع وبالناس إذ أنه استطاع بحكم مسؤوليته في الفرات الأوسط أن يتفاعل مع الناس، وأن يعطي الدين بعض الحيوية في الواقع والسلوك والممارسة، وقد عبر عن هذه الحقيقة بقوله «...عملنا في النجف وفي منطقة الفرات الأوسط، وكان مركز العمل في الديوانية منذ سنة 1961 ميلاديه وحتى 1969، أي حتى العودة إلى لبنان. وقد ساهم في إنشاء المكتبة العامة التي كانت تؤدي وظيفه مركز إسلامي عام. بالإضافة إلى إنشاء أو المشاركة في إنشاء ما يزيد على 20 مسجدا في نفس الديوانيه وما يحيط بها». من جملة النشاطات في العراق أيضا أن الشيخ شمس الدين كان مناصراً لتيار التحديث، حيث أنّ المواد التي كانت تدرّس سواء في اللغة أو في المنطق أو في الأصول، كانت صعبةً للغاية وأكبر من مستوى التلميذ. وبعد أن تقدّم في طلب العلوم رأى أنّه من الضروري إتباع منهج يكون موافقاً لضرورات العصر. النشاط الفكري والسياسي في لبنانو بعد عودته إلى وطنه لبنان عمل إلى جانب السيد موسى الصدر في خدمة قضايا الوطن اللبناني وتحصينه من اخطار الداخل والخارج وخدمة قضايا الامتين العربية والإسلامية فتعاونا على نقل فكرة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى إلى عالم الوجود وإنشاء مؤسساته فكان مستشفى الزهراء ومؤسسة البرج الشمالي ومدينة «الصدر» في البقاع وغيرها، كما وتم دعم الشيخ الدين للامام موسى الصدر في مشاريعه المؤسساتية الخاصة التي قام بها السيد مثل حركة المحرومين في لبنان وافواج المقاومة اللبنانية «امل»... و بعد تغييب الامام الصدر استقلّ الإمام شمس الدين- بعد جهود مضنية – بذلها لتأسيس الجامعة الإسلامية في لبنان ثم كافح بكل ما اوتي من عزم وطول على انجاحها واستمرارعطائها ولم يغفل عن رعايتها حتى بعد مماته حيث اوصى لها بمبلغ ضخم صرف بكامله على المبنى الجديد الذي افتتح في اواسط العام م2004. كما عمل على إقامة المؤسسات الثقافية والعلمية ذات الاختصاصات المتعددة كالمعهد الفني الإسلامي والحوزة العلمية «معهد الشهيد الأول للدراسات الإسلامية» ومدرسة الضحى في بيروت ومبرة السيدة زينب في الجنوب ومجمع الغدير الثقافي في البقاع. كل ذلك من خلال الجمعية الخيرية الثقافية التي يرأسها. فكره ومواقفهجمع الإمام شمس الدين بين العقلية الفقهية المجددة، والعقلية السياسية المنبثقة عن الروح الإسلامية السمحة بأجلِّ مظاهرها، والتي يمكن أن نشير إلي بعض تجلياتها:
أما عن اجتهاداته التجديدية الفقهية فلا تقل أهمية، ويكفي أن نشير إلى بعضها:
مؤلفاتهاما مؤلفاته الكثيرة في مختلف جوانب المعرفة الإسلامية والإنسانية من فقهية استدلالية واعتقادية وتاريخية واجتماعية حساسة تتناول موضوعاتها في نظر الباحثين قضايا العصر. ومن أهم مؤلفاته:[1]
بالإضافة إلى العديد من المقالات والبحوث والخطابات. مراجع
|