ومنذ 8 يونيو 1922 أصبحت زوجة الملك ألكسندر الأول بحيث أقيم الزفاف في بلغراد،[4] حظي حفل الزفاف بدعاية دولية كبيرة في ذلك الوقت، نظرًا لأن ماريا كانت مرتبطة بالأسرة الملكية البريطانية، فقد كان التاج البريطاني يمثله دوق يورك، الذي حضر حفل الزفاف كشاهد.
ومنذ 3 أكتوبر 1929 أصبحت ملكة يوغوسلافيا بعد تعير اسم البلاد، أقامت الملكة ماريا علاقات جيدة مع رجال الدين الأرثوذكس وشاركت في الأعمال الخيرية، وكانت تحظى بشعبية كبيرة، وعند ولادة أبنائها أُعطت ابنها الأول اسمًا صربيًا ملكيًا تقليديًا، وابنها الثاني اسمًا كرواتيًا، وابنها الثالث اسمًا سلوفينيًا لخلق الوحدة في دولة يوغوسلافيا الجديدة، أعطتها حياة ماريا البسيطة قدرًا كبيرًا من الدعاية الإيجابية، وكما استفاد ألكسندر من شعبيتها، عندما رافقته هي وأبناؤهما أحيانًا في رحلاته حول يوغوسلافيا، كانت ماريا متعلمة جيدًا، كانت تحدثت عدة لغات بطلاقة وكانت مهتمة بالرسم والنحت بتوجيه، وكما أنها تقود السيارة بنفسها، وهو أمر غير معتاد بالنسبة للعائلة المالكة في ذلك الوقت.[5]
بعد اغتيال زوجها الملك ألكسندر الأول في مرسيليا عام 1934، أصبح ابنها الأكبر ذو 11 عامًا بيتار الثاني ملك يوغوسلافيا وكان آخر ملوك يوغوسلافيا الحاكم، تم وضع ابنها لكونه قاصرًا، تحت وصاية عمه الأمير بول، أعطى الوصي لماريا نفقة قدرها ستة ملايين دينار لنفسها ولأبنائها، بحيث احتفظت بربع المبلغ وأنفقت الباقي على الأعمال الخيرية، في البداية استمرت الملكة ماريا بالمشاركة في التمثيل الملكي كأرملة، كانت مهمتها الأولى كأرملة هي حملة ضد مرض السل.
بعد وفاة زوجها، عانت ماريا من تدهور صحتها وتعرضها للروماتيزم، ومنذ 1939 انتقلت بشكل دائم إلى إنجلترا، مصطحبة معها أبنائها الأصغر سنًا، ولكنها اضطرت إلى ترك ابنها الأكبر في يوغوسلافيا بسبب منصبه كملك، ترددت شائعات في ذلك الوقت أن ماريا غادرت يوغوسلافيا بسبب خلافات مع الأمير الوصي بول، ولكن السبب الرسمي المعلن لمغادرتها هي صحتها، منذ 1941 حصلت على لقب ملكة يوغوسلافيا الأم.
ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية أعلنت يوغوسلافيا حيادها، ومع ذلك في 25 مارس 1941 أعلن الأمير بول أن البلاد أصبحت حليفة ألمانيا النازيةوإيطاليا الفاشية، وفي 27 مارس خلع بيتار الثاني الأمير بول من منصب كوصي، وألغى التحالف مما أدى في 6 أبريل إلى هجوم ألمانيا النازية ليوغوسلافيا، وفرار بيتار الثاني نحو بريطانيا التي وصلها في يونيو، أرادت ماريا العودة إلى يوغوسلافيا للوقوف إلى جانب الشعب اليوغوسلافي أثناء الحرب، ولكن مشاكلها الصحية منعتها من ذلك، خلال الحرب قدمت ماريا مساعدة الإغاثة لأسرى الحرب اليوغسلافيين المحتجزين لدى النازيين من خلال الصليب الأحمر في بريطانيا، ولتجنب التعرف عليها من قبل الألمان، كانت تتجول باسم مستعار ماري ديورديفيتش كـ مرسلة للطرود، لكن تم التعرف عليها من قبل السجناء اليوغوسلافيين.
في 29 نوفمبر 1945 ألغيت الملكية في يوغوسلافيا، استقر ابنها بيتار الثاني في الولايات المتحدة، في حين استقرت ماريا مع ابنيها بمزرعة في كنت، بحيث عاشت حياة بسيطة المعتادة عليها، وأيضا اختارت عدم استخدام صلاتها بأقاربها في العائلة الحاكمة البريطانية، وانخرطت مع الجالية اليوغوسلافية في لندن، بالإضافة إلى اهتمامها بالفن، وشاركت في عدة معارض بأعمالها الفنية.
توفيت الملكة ماريا في منزلها بـ تشيلسي، لندن في 22 يونيو 1961 عن عمر يناهز 61 عامًا. أقيمت جنازتها في 2 يوليو 1961 في الكنيسة الأرثوذكسية الصربية الواقعة في نوتنج هيل غربي لندن وتم دفنها في البداية بمقبرة فروغمور الملكية ومجاورة لقلعة وندسور، وفي أبريل 2013 تم نقل رفاتها إلى صربيا وأعيد دفنها في 26 مايو بـ أوبليناك.[3][6]