غيسيبي أرسيمبولدو ولد في ميلانو حوالي سنة 1527 وينتمي لعائلة رسامين.
بدأ الشهرة في عمر ال24 عاما عندما اشتغل مع أبيه الحرفي والرسام في كاتدرائية ميلانو. آنذاك بدأ بصناعة كرتون النوافذ، وسرعان ما لوحظ من فرديناند الأول الذي طلب منه صناعة خمسة شعارات على أقمشة للكاتدرائية، وهنا بدأت يشتهر. تم استدعائه إلى براغ سنة 1562 للعمل في بلاط فرديناند الأول إمبراطور الرومانية المقدسة ليصبح رسام بورتريه العائلة الامبراطورية. يوجد الكثير من اللوحات الكلاسيكية منسوبة لأرسيمبولدو، وأشهرهم بورتريه ماكسيمليان الثاني وعائلته والتي رسمها في 1563.
بعيد قدومه لبلاط الإمبراطور فرديناند الأول، بدأ أرسيمبولدو رسم لوحته المشهورة الفصول الأربعة، وههنا أطلق العنان لنمط غريب جديد في الرسم: «الرؤوس المتكونة» وهي بورتريه أو صور كاريكاتورية تتكون من الخضر والغلال والحيوانات والكائنات الطبيعية التي ترمز إلى الفصول أو المهن. وأثارت هذه الأعمال حفيظة من في المحاكم. ورسم في وقت لاحق سلسلة أخرى من الفصول الأربعة في 1572و1573 (سلسلة من الفصول الأربعة موجودة في متحف اللوفر، منهم الخريف ، والتي طلبها ماكسيمليان الثاني لاهدائها لأوغست الأول ناخب ساكسونيا).
بورتريات أخرى تمزج الحيوانات والأدوات: العناصر الأربعة (النار والماء سنة 1566 في متحف كونستيستوريشز في فيينا) أو تجسيد المهن (أمين المكتبة، البستاني، الطباخ...).
خارج رسم البورتريه، يهتم أساسا بإثراء Wunderkamern، وهي غرف الفن والصور للأباطرة ماكسيمليان الثانيورودولف الثاني. كشخص مبدع ومفكر مخترع، تم تفويضه وتأمينه بتنظيم الحفلات الأميرية (لا يزال لحد الآن بضع الأزياء والأسلحة) وتم تعيينه كمستشار فني لإنشاء المجموعات الامبراطورية. منذ 1565، تم تعيينه على جهاز المحاسبة المالية في البلاط الامبراطوري. وتميز باختراع طريقة لونية للنسخ الموسيقية.
سنة 1587، سمح له رودولف الثاني بالعودة إلى إيطاليا لإنهاء أيامه الأخيرة، واعدا إياه بالمواصلة في الرسم. فلورا كانت من آخر أعماله.
بالعودة إلى ميلانو، تم ترقيته بأن يكون كونت كبير سنة 1591. توفي في 11 يوليو1593.
نمط مؤلفاته
إذا اعتبرنا أرسيمبولدو كمخترع نمط رسومات البورتريه بالمواد والكائنات الحية، يوجد عادة منذ العصور القديمة بأن يتم استعمال مواد من الطبيعة في اللوحات الزيتية، باخوس.
عدة رسامين من عصر النهضة، مثل ليوناردو دا فينشيوهيرونيموس بوس، كانوا مهتمين برسم الوجوه والبورتريه الوحشيين ومشوهين، وكذلك التركيب كعناصر للتحويل. لذلك لوحات أرسيمبولدو تستند إلى طرق معينة.
رائعته تتمثل في بورتريه رودولف الثاني في لوحة "Vertumne" المرسومة لسنة 1591.
لم يكن لأرسيمبولدو تلامذة تتلمذوا تحت يديه، لكن يوجد العديد من الرسامين قلدوه في طريقة أعماله في القرنين السابع عشر والثامن عشر. وتم إعاده تقليده في القرن التاسع عشر من قبل الكاريكاتوريين خاصة مع صور نابليون الأول ونابليون الثالث، وملوك بلجيكا، ليوبولد الأول وليوبولد الثاني. وأيضا في القرن العشرين من قبل السرياليين الذين وضعوا ألعاب كلمات مرئية في شكل صور.
لكن من الخطأ أن تنسب الأعمال التجسيمية للمناظر الطبيعية لأرسيمبولدو لأنها من أصول فلمنكية.
الفصول الأربعة هي عبارة عن سلسلة من اللوحات رسمها أرسيمبولدو في 1563 أهدى منها إلى ماكسيمليان الثاني سنة 1569 مرافقة ب سلسلة لوحات العناصر الأربعة (رسمت في 1566). ومعهم قصيدة من جيوفاني باتيستا فانيو (1546-1580) التي يفسر فيها المعنى المجازي الرمزي.
كل لوحة تمثل بورتريه (وجه) مكون من مواد تمثل الفصول الأربعة للسنة: الشتاء، الربيع، الصيف ، الخريف.
لا يزال من هذه اللوحات إلى حد الآن لوحتان أصليتان فقط، وهما الشتاء والصيف، وهما موجودتان في فيينا في النمسا. لكن أرسيمبولدو أعاد تقليد لوحة الخريف وهي معروضة في متحف اللوفر ورسمها في الأصل بطلب من ماكسيمليان الثاني الذي أهداها لأوغست الأول ناخب ساكسونيا.
الشتاء
الربيع
الصيف
الخريف
البعض من أعماله
الشتاء، الربيع ، الصيف ، الخريف (Primavera, Estate, Autunno, Inverno)، رسموا في سنة 1573، موجدون في متحف اللوفر في باريس (فرنسا).
الشتاء (1963)، الربيع (1963)، الصيف (1963)، النار (1966, Il Fuoco)، الماء (1563-1564, Acqua)، موجدون في متحف كونستيستوريشز في فيينا (النمسا).
أمين المكتبة (1566، l Bibliotecario)، ريترتو دي رودولفو الثاني إن فستي دي فرتونو (1591، Ritratto di Rodolfo II in veste di Vertunno) موجودتان في قصر سكوكلوستر في ستوكهولم (السويد).