عقدة الدونيةعقدة الدونية هي شعور الإنسان بالنقص أو العجز العضوي أو النفسي أو الاجتماعي بطريقة تؤثر على سلوكه، مما يدفع بعض الحالات إلى التجاوز التعويضي بالنبوغ وتحقيق الذات والكينونة، أو إلى التعصب والانكفاء والضعة والجريمة في حالات أخرى.[1] وصف الطبيب النمساوي ألفرد أدلر أسلوب مواجهة النقص بأنه «أسلوب الحياة»، واعتبر أن كل إنسان يولد وعنده درجة ما من الشعور بالنقص، والتي تبدأ حالما يبدأ الطفل بفهم وجود الناس الآخرين والذين لديهم قدرة أفضل منه للعناية بأنفسهم والتكيف مع بيئتهم، مما يعطيه القوة الدافعة لتطوير قدراته. التصنيفيفرق عالم النفس ألفريد أدلر بين الشعور بالدونية الأولي والثانوي.
التاريخنبعت الفكرة من فرع التحليل النفسي من علم النفس، حيث ظهرت لأول مرة بين الأعمال الكثيرة لسيجموند فرويد ولاحقا في أعمال كارل يونج وألفريد أدلر مؤسس علم نفس أدلر الكلاسيكي، حيث وضحوا أن العديد من الأعراض العصبية يمكن تتبعها إلى المحاولة الزائدة للتعويض عن هذا الشعور.[2] استخدام مصطلح «معقد» الآن يمكن استخدامه بشكل عام للإشارة إلى المجموعة من الناس ذوي الأفكار المتناغمة شعوريا. في مقابل عقدة الدونية، نجد عقدة الاستعلاء وهي طريقة دفاع نفسية فيها تهاجم أحاسيس الفرد بالاستعلاء أو تخفي إحساسه بالدونية.[3] الأسبابتحدث عقدة الدونية عندما تتركز أحاسيس الدونية في الفرد عن طريق التثبيط أو الفشل. من الناس المعرضين لعقدة الدونية هم الذين يظهرون مستويات منخفضة من الثقة في النفس أو الأهمية الفردية أو لديهم مستوى اجتماعي منخفض أو لديهم تاريخ سابق للتعرض لأعراض الاكتئاب. الأطفال الذين تربوا في بيوت حيث تم انتقادهم باستمرار أو لم يستطيعوا الارتقاء إلى توقعات الوالدين قد يعانون أيضا من عقدة الدونية. كثيرا ما توجد العديد من إشارات التحذير لمن قد يكونون معرضين أكثر لعقدة الدونية. على سبيل المثال، الأشخاص الذين يسعون إلى جذب الانتباه وموافقة الآخرين قد يكونون أكثر عرضة.
طبقا لأدلر فإن «يشعر الجميع بإحساس بالدونية. إلا أن الإحساس بالدونية ليس مرضا، بل هو محفز لسعي وتطور طبيعي وأكثر صحة. يصبح الأمر مرضيا فقط عندما يغمر الإحساس بعدم الكفاءة الفرد وبدلا من تحفيزه للقيام بالنشاطات المفيدة، يجعله مكتئبا وغير قادر على التطور.»[4] تأثير الأداءعندما تكون عقدة النقص في كامل تأثيرها، قد تؤثر أيضا على أداء الفرد كما يمكنها أن تؤثر على ثقة الفرد بنفسه. فقد تعطل العمليات النفسية والشعورية في اللاوعي قدرة الطلاب الإدراكية على التعلم والذكريات المشحونة بالأحاسيس السلبية قد تشوش على عملية التعليم. وجد هات أن الرياضيات قد تكون مرتبطة بعقدة الدونية النفسية ونقص التحفيز والكفاءة الذاتية وطرق التعليم والشعور بعدم الأمان والقلق.[5] في علاج الصحة العقلية للأفراد، تظهر هذه السمات في المرضى المصابين بالعديد من الاضطرابات مثل أنواع من الشيزوفرينيا والاضطرابات المزاجية والاضطرابات الشخصية. وجد مورتيز أن الذين يعانون من الفصام البارانويدي يستخدمون هلاوسهم كأسلوب دفاع ضد نقص الثقة بالنفس الضمنية. حدد ألفريد أدلر عقدة الدونية كواحدة من العوامل المؤثرة على سلوكيات الأطفال.[6] انظر أيضًامراجع
|