لم يؤثر انشغاله بالعمل العام على دراسته فظل محافظا تفوقه في جميع سنوات الدراسة وحصل على بكالوريس طب القصر العيني بتقدير جيد جدا، لكنه حُرم من التعيين بسبب نشاطه السياسي واعتقل لعدة أشهر ضمن اعتقالات سبتمبر1981 الشهيرة. إلا أنه واصل تفوقه الدراسي وحصل على ماجستير إدارة المستشفيات كلية التجارة جامعة حلوان.
العمل السياسي
الانضمام للإخوان المسلمين
تميّز أبو الفتوح في الجامعة بنشاطه واهتمامه بشئون زملائه فشغل منصب رئيس اتحاد كلية طب القصر العيني التي كانت في ذلك الوقت رائدة في العمل الإسلامي، ثم أصبح بعد ذلك رئيس اتحاد طلاب جامعة القاهرة. فانضم لجماعة الإخوان المسلمين وشغل منصب عضو مكتب الإرشاد بها منذ عام 1987 حتى 2009.
مناظرته للسادات
تناقش مع السادات مرة حين شغل منصب رئيس اتحاد طلاب جامعة القاهرة، واتهم السادات بأن من يعمل حوله هو مجموعة من المنافقين، متعللاً بمنع الشيخ محمد الغزالي من الخطابة، واعتقال طلاب تظاهروا في الحرم الجامعي.
اعتقاله
اعتقل في عام 1981م في عهد السادات بسبب موقفه من معاهدة كامب ديفيد، ضمن اعتقالات سبتمبر الشهيرة. وفي عهد الرئيس محمد حسني مبارك، حوكم في أحد قضايا المحاكم العسكرية لجماعة الإخوان المسلمين، حيث سجن عام 1991 لمدة 5 سنوات. وقد كان يشغل منصب الأمين العام المساعد لاتحاد الأطباء العرب قبل سجنه. انتخب أمين عام اتحاد الأطباء العرب عقب الإفراج عنه. كما اعتقل لعدة أشهر عام 2009 بسبب انتمائه لجماعة الإخوان ومعارضته لنظام مبارك.
انتخابات الرئاسة 2012
أعلن أبو الفتوح عقب ثورة يناير ترشحه لانتخابات الرئاسة المصرية 2012[3][4] وذلك في يوم 10 مايو2011. وقوبل القرار بالترحيب من بعض القوى السياسية[5][6] إلا أنه لاقى اعتراضا من قبل مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين لإعلانهم مسبقا عدم تقديم أي مرشح لانتخابات الرئاسة القادمة.[7] وفي يوم 29 مارس2012. قدّم عبد المنعم أبو الفتوح أوراق ترشّحه رسميا إلى اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية.[8] وأعلن المستشار حاتم بجاتو، الأمين العام للجنة أن أبو الفتوح تخطّى عدد التوكيلات المستوفاة للشروط وهي 30 ألف توكيل.[9]
لم يتمكن أبو الفتوح من المرور للجولة الثانية من الإنتخابات الرئاسية حيث حصل في الجولة الأولى على المركز الرابع بـ«4 ملايين و 65 ألفًا و 239 صوتًا» أي (%17,1) ودعا أبو الفتوح، في تصريحات صحفية قبيل إجراء الجولة الثانية من الإنتخابات، إلى «عدم انتخاب أحد من الفلول (مسؤولي نظام مبارك). وبعد ذلك فإنكم (الناخبون) أحرار في من تختارون».[15][16]
إصابته في هجوم مسلح
أُصيب عبد المنعم أبو الفتوح في هجوم من قبل ثلاثة من المسلحين يوم الخميس 23 فبراير 2012، من قبل مجهولين أثناء عودته من مؤتمر جماهيري عقده في محافظة المنوفية. حدث له ارتجاج في المخ ولكنه تعافى منها سريعا.
ويذكر في حيثيات الحادث أنه تعرض لهجوم مسلح من قبل ثلاثة مسلحين وقالت المصادر الطبية أنه حدث له ارتجاج في المخ ولكنه تعافى منها سريعا. وتم إلقاء القبض على بعض المتورطين وادّعوا أنهم لم يعلموا أنه عبد المنعم أبو الفتوح وأن كل الذي كانوا يقصدوه هو سرقة السيارة ولا تزال القضية مستمرة.
تأسيس حزب مصر القوية
وافقت شؤون الأحزاب يوم 12 نوفمبر 2012 على طلب أبو الفتوح بتأسيس حزب مصر القوية وهو حزب من أحزاب يسار الوسط[17]
في 10 يونيو2018، جددت نيابة أمن الدولة بمصر حبس رئيس حزب مصر القوية عبد المنعم أبو الفتوح لمدة 15 يوما، على أن يمثل أمامها مجددا في 25 يونيو. وقال المحامي أحمد أبو العلا ماضي «إن رئيس حزب مصر القوية بدا ضعيفا جسديا للغاية، حد عدم استطاعته المشي أو الوقوف على قدميه إلا بصعوبة شديدة مستندا على من حوله نظرا لإصابته بانزلاق غضروفي».[20]
في مايو 2019، جددت محكمة جنايات القاهرة حبس أبو الفتوح 45 يوماً على ذمة التحقيقات التي تجرى معه بدعوى اتهامه بـ«نشر وإذاعة أخبار كاذبة من شأنها الإضرار بالمصالح القومية للبلاد» لكن محاميه والحقوقي خالد علي أكد تدهور حالته الصحية قائلا: «كل جلسة الحالة الصحية لأبو الفتوح تزداد سوءاً... وفقد جزءاً كبيراً من وزنه، وطلب أكثر من مرة تحويله إلى المستشفى دون أي استجابة».[21][22]
في سبتمبر2020، تقدم عبد المنعم أبو الفتوح بدعوى قضائية ضد كل من الرئيس عبد الفتاح السيسي والنائب العام ووزير الداخلية ومساعد وزير الداخلية لقطاع مصلحة السجون، فضلا عن مأمور السجن المحبوس فيه أبو الفتوح، بسبب تواصل الانتهاكات التي يتعرض لها داخل السجن مثل الحبس الانفرادي دون مبرر قانوني، ومنعه من دخول مكتبة السجن، والاشتراك في الصحف، وإدخال كتب، والتريض في الشمس، وكذلك منعه من صلاة الجمعة بمسجد السجن.[23]
قررت النيابة العامة إخلاء سبيل عبد المنعم أبو الفتوح، الثلاثاء 15 يونيو2021 في القضية التي تحمل الرقم 440 لسنة 2018 حصر أمن دولة عليا، التي ظل محبوسا على ذمتها نحو 3 سنوات و 4 أشهر. لكن النيابة قررت حبسه في قضية أخرى وعدم إخلاء سبيله.[24][25]
أصدرت «نيابة أمن الدولة» في مصر الاثنين 6 سبتمبر2021، أمر إحالة المرشح الرئاسي السابق أبو الفتوح، و 24 آخرين بينهم نجله وقيادات بجماعة الإخوان المسلمين مثل القائم بأعمال مرشد الجماعة إبراهيم منير، إلى محكمة جنايات أمن الدولة لإتهامهم بإرتكاب جرائم تمويل وجمع الأموال، والترويج لاستخدام العنف، وحمل السلاح، وإعداد مقرات للتدريب عليه، في وقائع منذ 26 عاما تبدأ عام 1992 وحتى أغسطس 2018.[26]
أصدرت محكمة جنايات أمن الدولة العليا طوارئ، الأحد، 29 مايو2022، حكما يقضي بحبس المرشح الرئاسي السابق عبد المنعم أبو الفتوح 15 عاما بتهم تتعلق بـ«تولي قيادة جماعة إرهابية، الغرض منها الإضرار بمصالح البلاد القومية ونشر أخبار كاذبة والتحريض ضد مؤسسات الدولة».[28][29]
يعيش حاليا في القاهرة مع زوجته التي تعمل كطبيبة نساء وتوليد.
الفكر
يرفض أبو الفتوح أن يحسب ضمن تيار «الإسلام السياسي»؛ حيث أنه يدعو إلى فصل العمل الدعوي عن العمل الحزبي والمنافسة على السلطة.[30]
مقالات وكتب
للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح كتابات عدة في الشئون الدعوية[31]، وسياسية[32]، وتربوية[33] وفكرية.[34]
كذلك للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح كتابين.
كتاب (مجددون لا مبددون)[35] وقد نشر الكتاب عام 2009 وجاء هذا الكتاب نتيجة للصدام الفكري بين القطبيين وأبو الفتوح، وقد تصاعد الخلاف فيما بينهم بعد مطالبة أبو الفتوح الإخوان بمراجعة أفكار سيد قطب نفسها ونتج عن ذلك إقصائه من الجماعة ذاتها.
أرسل أبو الفتوح خلال هذا الكتاب أكثر من رسالة للعالم الإسلامي، والكتاب يحمل في طياته العديد من المعاني السامية التي جاءت تحملها الشريعة الإسلامية؛ مؤصلاً بذلك لمعاني الربانية والحرية، محاولاً أن يخلص تلك المعاني من المزايدات والانتقاصات، وفي ذات الوقت محاربًا للسلبية والتخاذل ومحاولة التملّص من الأخطاء وإسقاطها على الغير، فاتحًا صفحة جديدة في الحوار مع الآخر مهما كان هذا الآخر، يعتمد في ذلك على الانفتاح والتعقل والبصيرة. ولأهمية ما يحويه هذا الكتاب لم يجد أبو الفتوح بُدّاً من أن يعيد توزيع كتابه مرة أخرى على نفقته الخاصة.[36]
كتاب (عبد المنعم أبو الفتوح: شاهد على تاريخ الحركة الإسلامية في مصر 1970-1984)، وعن الكتاب يقول دكتور عبد المنعم أبو الفتوح «تم نشر شهادتي عن تاريخ الحركة الإسلامية المصرية خلال حقبة السبعينيات، والتي شهدت تأسيس الجماعات الإسلامية في الجامعات، وكانت بمثابة التأسيس الثاني للحركة الإسلامية في مصر، وهى الشهادة التي قدّم لها المستشار طارق البشري المؤرخ والمفكر الإسلامي، وحررها حسام تمام الباحث في شئون الحركات الإسلامية، تتناول حياة أبو الفتوح ونشأته الدينية والفكرية والسياسية، بدءا من ارتباطه بثورة يوليو 1952 وقائدها جمال عبد الناصر مروراً بمشاركته في مظاهرات خطاب التحني الشهير عقب نكسة 1967 حيث طالبت المتظاهرين ببقاء ناصر، وصولاً إلى حالة الانكسار التي أُصيب بها معظم شباب جيله بعد النكسة. وحملت المذكرات عنوان عبد المنعم أبو الفتوح شاهد على تاريخ الحركة الإسلامية في مصر : من الجماعة الإسلامية إلى الإخوان المسلمين».
ويصف المستشار البشري المذكرات التي حررها الباحث حسام تمام، بأنها مزج بين أحداث التاريخ الموضوعية وبين السيرة الذاتية للشاهد، مؤكداًً أن صاحبها على قدر كبير من إنكار الذات، وقال يضع نفسه ونشاطه وأحزانه الذاتية في سياق حركة التاريخ العام ويضع نفسه جزء منها وعنصراً فيها.
وترجع أهمية هذه الشهادة، والحديث ما زال للبشري، في أنها تضع أيدينا على الحركة الإسلامية الحالية ورافدها الفكرية والعناصر الحركية التي شكلتها. وقال في مقدمته أيضاً: إن الشهادة كشفت عن نماذج اللقاء التاريخي، بين حركة شباب إسلامي تلقائية وبين كوادر تنظيم قديم مخضرم، بين جيل ثابت لا يزال يتفتح وجيل أدرك عهدين وخاض تجربتين.[37]