عبد الله نعمة العاملي
الشيخ عبد الله نعمة العاملي الجبعي، (1804-1886)، فقيه شيعي من جبل عامل، ارتبط اسمه بتجديد مدرسة جباع الدينية التي تخرج منها جمع من العلماء، بالإضافة لكونه شاعرا وأديبا ومؤلفا. توضيحهناك أكثر من شخصية دينية من جبل عامل حملت اسم الشيخ عبد الله نعمة:
نشأته ودراسته
عائلتهوالد جدهالشيخ عبد الله بن علي بن نعمة المشطوب، توفي في العام 1143 هجرية. كما ورد في التوضيح أعلاه. جدهالشيخ حسين بن عبد الله نعمة، توفي في العام 1220 هجرية.[6] والدهالشيخ علي نعمة ابنه الوحيدالشيخ حسن بن عبد الله نعمة، توفي في العام 1312 هجرية في مدينة حمص، وعاش بعد والده تسع سنوات، قرأ على والده في مدرسة جباع، أما والدته فهي من مدينة رشت، وهو وحيد والده من الذكور. ابتلي بالديون في حياة أبيه، وبعد وفاة الشيخ عبد الله نعمة باع أملاكه واشترى أرضا له في البازورية، ولكن عدم مهارته في إدارتها أدت به إلى خسارتها وفقدانها.[7] من أحفادهمن أحفاده الشيخ حسين بن حسن بن عبد الله نعمة، درس في مدرسة السيد حسن يوسف مكي في النبطية ثم غادر إلى النجف، وتابع دروسه هناك، وبعد مدة عاد إلى جبل عامل وتوطّن في بلدة حبوش حتى وفاته في العام 1334 هجرية.[8] من أصهارهمن أصهاره الحاج أحمد عسيران (أحمد بن حسن بن محمد بن إبراهيم بن عبيد بن عسيران) المتوفي خلال الحرب العالمية الأولى، وو أخو الشيخ منير عسيران وكان قنصلا لإيران في عكا، وقد تزوّج بالسيدة مريم ابنة الشيخ عبد الله نعمة، وله ولد يدعى الشيخ محيي الدين عسيران، اشتغل بالعلم في أول أمره، ثمّ عيّنه شاه إيران قنصلا في عكا، وبعد فترة استعفى من مهامه وتفرّغ للتجارة والسياحة، وكان أديبا وله كتاب مخطوط باسم (الكشكول) موجود عند ابنائه وأحفاده جمع فيه الكثير من الأشعار والقصص والطرائف.[9] سيرته العلمية والعمليةقال عنه السيد محسن الأمين في كتابه أعيان الشيعة: "كان عالما جليلا شاعرا أديبا ذا أخلاق سامية وصفات جليلة لطيف المعاشرة حاضر النكتة بهي الطلعة صبيح الوجه حسن السمت......وكان حسن الحديث لسنا طلق اللسان حلو العبارة لطيف الإشارة عذب الألفاظ لو جالسته الدهر لما أحدث لك طول مجالسته مللا بل تود ان يكون لكل جارحة منك سمع".[10] انتهى كانت له الرئاسة المطلقة الدينية في جبل عامل وجميع بلاد الشيعة في سوريا. له رسالة صغيرة في الطهارة وتعليقات على قواعد العلامة، برع في الفقه والأصول. كان أول من تجرّأ على إعطاء إجازات اجتهاد لبعض علماء جبل عامل، ومنهم الشيخ محمد علي عز الدين، إذ كان العرف أن يستحصل الطالب على الإجازة من الحوزة العلمية في النجف. كانت له أملاك في بلدة جباع اللبنانية وكان حسن الإدارة لأملاكه وأمواله يقوم عليها بنفسه ويقتني بغلا يحمل عليها نواتج أرضه وأشجاره وأنشأ بستانا في جبع اسمه الكسارة، كان يُضرب المثل في عمرانه وبه كان مدفنه ثم استولى عليه الخراب. وكان له جاه عظيم عند امراء البلاد العاملية لا سيما علي بك الأسعد، ورغم ذلك كان يرفض الحضور إلى مقر علي بك الأسعد في تبنين ولا يقبل دعوته ولا يأكل طعامه ويقول إنه ظالم لا ادخل منزله ولا آكل زاده، وكان إذا ذهب إلى تبنين ينزل في دار رجل متفقّه يسمى الشيخ حمود. وقع خلاف بينه وبين بعض آل الحر في جباع، فركب علي بك الأسعد مع مجموعة من خيالته إلى بلدة جباع لتأديب آل الحر إلا أن الشيخ عبد الله نعمة اعترضه ونهاه عن إلحاق الأذى بهم بسببه فعاد أدراجه دون التعرّض لهم. في العام 1860 ميلادي وقعت فقتنة مذهبية بين الدروز والمسيحيين في جبل لبنان، فهرب المسيحيون وتفرقوا في البلاد، وقد فتح الشيخ عبد الله نعمة داره في جباع لبعض العوائل الفارّة من المعارك، ونتيجة لذلك تعرّضت داره لحملة من قبل عساكر أهل الشوف، وقتلوا عددا من اللاجئين فيها، ونهبوها وأحرقوها. فذهب إلى دمشق لمقابلة الوالي ومطالبته بالتعويض عليه فلم يرجع له شيئا، ومنها ذهب إلى إسطنبول للمطالبة بحقّه فلم يحصل على شيء كذلك. وقد عوّض عليه بعض التجار الإيرانيين ما نُهب من داره. مدرسة جباععند عودته أسس مدرسة في «جُبَاع» وهي قرية الشهيد الثاني، وقد طمح بعمله هذا إلى إحياء هذه المدرسة التي افلت بعد الشهيد الثاني، وقد أنفق في سبيلها أحد الوجهاء في ذلك العهد وهو «الحاج سليمان الزين» أموالاً كثيرة، وقد درّس الشيخ في هذه المدرسة خلال أربعين عاماً حتى وفاته. لكن هذه المدرسة لم تف بالغرض المطلوب من أبنائها لأنه كان يقتصر في بحثه على الفقه خاصة ويوكل سائر العلوم من علوم العربية والبلاغة والمنطق والأصول وغيرها إلى غيره كما أنه كان يوكل إدارة المدرسة إلى غيره، فكانت الفائدة الحاصلة من تلك المدرسة لا تتناسب مع الجهود والأموال والأوقات التي صرفت عليها وبعد تركه التدريس عُطلت المدرسة وتفرق طلابها. وقد تخرّج من هذه المدرسة عدد وافر من العلماء منهم:
وغيرهم الكثير وفاتهعمر عمرا طويلا وتوفي في قرية جباع سنة 1303 هجرية (1885 ميلادي) ودفن فيها، وعمره سبع وثمانون سنة ورثته الشعراء ومنهم السيد محسن الأمين العاملي وأقام له مجلس الفاتحة الشيخ موسى شرارة في بنت جبيل وكذلك أقام له مجلس الفاتحة شريكه في الدرس الشيخ محمد حسن آل ياسين الكاظمي في الكاظمية. وصلات خارجيةترجمة الشيخ عبد الله نعمة في معجم البابطين المراجع
|