طه محمود طه
طه محمود طه (1929 - 16 أبريل 2002) هو أستاذ جامعي ومترجم مصري، من أشهر أعماله ترجمة رواية عوليس لجيمس جويس. نشأته وتعليمهولد طه محمود طه عام 1929، والتحق عقب الثانوية العامة بكلية آداب جامعة عين شمس، حيث تخرج وعُين معيدًا.[1] بعد حصول طه على درجة الماجستير نال منحة عام 1957 لدراسة الدكتوراه بجامعة دبلن الأيرلندية، وكانت أطروحته للدكتوراه عن ألدوس هكسلي، الذي كان طه يراسله منذ عام 1955، وبعد حصوله على درجة الدكتوراه، عاد إلى القاهرة في فبراير 1961، وانضم إلى هيئة التدريس بكلية آداب جامعة عين شمس، غير أنه لم يلبث أن ترك الجامعة وتفرغ للترجمة عام 1966، ثم عاد ثانية إلى سلك الجامعة عندما تعاقد مع جامعة الكويت أستاذًا مساعدًا للأدب الإنجليزي الحديث،[1] فعمل بالكويت ثمانية عشر عامًا[2] كان من إنجازاته أثناءها إنهاؤه «موسوعة جيمس جويس»، التي صدرت بدعم من الجامعة عام 1974.[1] عمل الدكتور طه مدرسا بجامعة الملك سعود في الرياض في الأعوام 1961 حتى 1963. اهتمامه بأدب جيمس جويسعن بداية اهتمام طه بأدب جيمس جويس، يقول في مقدمة كتاب «موسوعة جيمس جويس» (1974):
واعترافاً بفضل ذلك الأستاذ، وضعه طه - بعد ذلك بعشرين عامًا - في مقدمة من أهداهم «موسوعة جيمس جويس»، مقرًا بفضله، وذلك حين قال: «إلى مَن علّمني قراءة جيمس جويس: الأستاذ ديفيد بيتر إدجل».[1] ترجمة رواية «عوليس»صدرت ترجمة طه للطبعة الأولى من رواية عوليس لجيمس جويس عام 1982، وكان طه قد شرع في ترجمتها عام 1964، ونشر الفصل الرابع منها في مجلة «الكاتب» في مايو 1964، تحت عنوان «45 دقيقة في حياة مستر بلوم»، مع مقدمة وشرح للنص، ثم أتبعه بنشر ترجمة للفصل العاشر «المتاهة الصغرى في عوليس» في مجلة «المجلة» ـ التي كان يرأس تحريرها يحيى حقي ـ في نوفمبر 1965، وبحلول عام 1978 انتهى طه من ترجمة كل فصول الرواية، لتصدر ترجمة الرواية كاملة إلى العربية للمرة الأولى عام 1982.[1][3] عن الصعوبة التي جابهت طه في ترجمته لعوليس يقول:
حاول طه وضع ترجمة مبتكرة تليق بالعمل الأدبي الكبير يجمع فيها بين روح الرواية ونصها، فترجم كل مفردة إنجليزية بمفردة عربية، وكل كلمة إنكليزية قديمة بأقرب كلمة مقابلة لها بالعربية القديمة بادئًا بعنوان الرواية الذي أصبح بالعربية «عوليس». وقد حاول ترجمة كل كلمة عامية بعامية مقابلة، مثل استخدامه «عدن البلد» مقابل Edenville، وكل مثل إنجليزي بمثل عربي وأغنية للأطفال بالإنجليزية بأغنية أطفال عربية، كما ترجم الأشعار العامية الإنجليزية إلى أشعار عامية عربية ما أمكنه ذلك، مثل «أنا الفتى العترة/ لابس طاقية الإخفة». وبالطبع فقد كانت العامية التي اختارها لتكون مرادفة للعامية الإنكليزية هي العامية المصرية.[4] كما حاول طه نحت كلمات عربية مقابل الكلمات التي نحتها جويس بالإنجليزية، فاستخدم كلمات مثل «تقفطن» و«تمأزر»، أو أنه كتبها بطريقة خاصة لإعطائها مزيداً من الإيحاء كما في «يمضغيمضغ» «بعيونكهنوتية» و«جفونبرونزية». وبعد صدور الترجمة بأعوام أصدر الدكتور طه قاموساً خاصاً بمفردات الرواية، وقد آثر طه أن يبقي على الجمل المكتوبة بلغة غير إنجليزية في لغاتها الأصلية؛ فقد استخدم جويس في روايته هذه عبارات بالفرنسية واللاتينية والإيطالية وغيرها بما في ذلك بعض المفردات العربية.[4] وقد رُشح طه لنيل جائزة الدولة التقديرية عن هذا العمل، غير أنه لم ينلها، وهو يفسر ذلك بأن «اللجنة المكلفة بمنح الجائزة لم تجد وقتًا لقراءة الرواية، وربما كان الغوص في عوليس بحاجة إلي غواصين جبابرة يفهمون ألغازها ومتاهاتها الكبري».[2] وبسبب جهد طه الكبير في نقل تراث جويس إلى العربية، نال عضوية «جمعية جيمس جويس»، وهي جمعية تضم المهتمين بأدب جويس والمنشغلين بأعماله، وتصدر مجلة فصلية تتناول ما جد من اكتشافات في أعماله الثرية. وتنظم الجمعية لقاء يضم أعضاء الجمعية مرة كل عامين في 16 يونيو من كل عام (وهو اليــوم الذي اختار جويس أن يكـتب أحداثه في روايته «عوليس»، التي تجرى أحداثها طوال يوم 16 حزيران 1904).[4] من مؤلفاته
من ترجماته
وفاتهتوفي طه محمود طه بتاريخ 16 أبريل/نيسان 2002 ميلاديًا الموافق 4 صفر 1423 هجريًا عن عمرٍ ناهز 73 عامًا. المراجع
|