رحلة (حكاية)

تشير حكاية رحلة إلى كل من الرحلة والحكاية المكتوبة عن تلك الرحلة، أو قصة الرحلة. يخلق الكتاب نوعًا من الأدب العربي، ويرتبط مع المفهوم الإسلامي في العصور الوسطى المتمثل في «الرحلة في طلب العلم»، ويصف، كنوع من الأدب العربي في العصور الوسطى وأوائل العصر الحديث، الرحلة بنية أداء فريضة الحج، ولكنه من الممكن أن يشمل مسار الرحلة الذي يزيد عن المخطط الأصلي.[1] يتضمن كتاب رحلة الكلاسيكي في أدبيات السفر العربية في العصور الوسطى، مثل تلك التي كتبها ابن بطوطة (المعروفة عادةً باسم رحل ابن بطوطة) وابن جبير، وصفًا للشخصيات، والأماكن، والحكومات، وحب الاستطلاع والعادات التي يعاني منها المسافر، وعادة ما تكون ضمن حدود العالم الإسلامي.[2] يمكن تطبيق مصطلح رحلة على روايات السفر العربية الأخرى التي تصف الرحلات التي اتخذت لأسباب أخرى غير الحج؛ وذلك مثل رحلة كل من محمد الصفار[3] ورفاعة الطهطاوي[4] في القرن التاسع عشر اللتان اتبعتا نوع كتاب رحلة الأدبي؛ وذلك من خلال سرد تجاربهما وملاحظاتهما وليس فقط الرحلة من المغرب ومصر إلى فرنسا.

حكاية سفر

نشأت تجارب السفر في رحلة في المغرب خلال العصور الوسطى، وعملت على ربط مسلمي المغرب بالوعي الجماعي التي تملكة الأمة في جميع أنحاء العالم الإسلامي، مما يولد إحساسًا أكبر بالمجتمع. تتكون رحلة من ثلاثة أنواع:[5]

  1. رحلة- وهي رحلة داخل المغرب، عادةً للقاء الحجاج الآخرين قبل السفر بعيدًا عن المنطقة المحلية.
  2. رحلة حجازبة- وهي رحلة إلى الحجاز التي ستُنقَل عن طريق تقرير شفوي أو مكتوب.
  3. رحلة سفرية- وهي رحلة إلى الأراضي الأجنبية، ومن ضمنها الرحل إلى السفارات والبعثات في المناطق في دار الحرب. تُعد الأحداث في هذه الرحلات أساس أدبيات السفر الموجودة.

اعتُبٍر أداء رحلة في الأندلس الموري مؤهلاً للمعلمين والزعماء السياسيين.[6] تزامنت هذه الرحلة أيضًا مع نهاية غزوات المغول وفرصة جديدة للتوسع الإسلامي.[7]

حكاية أدبية

يُنظر إلى روايات سفر ابن جبير وابن بطوطة على أنها «أسس نموذجية لإزهار هذا النوع الذي تشكله رحلة»، ولكن لا ينبغي أن يُنظر إليها على أنها من أسسها. قال أحد الكتّاب عن رحلة ابن جبير إلى مكة في عام 1183 إن «رحلته التي استمرت لمدة عامين كان لها تأثيرًا كبيرًا في التاريخ الأدبي. كانت حكايا رحلاته والمِحَن التي واجهها في الشرق بمثابة العمل التأسيسي لنوع جديد من الكتابة، تجسد بكتاب رحلة، أو حكاية سفر مبدعة تتكون من مزيج من السرد الشخصي، والوصف، والرأي والحكاية. حاول عدد لا يحصى من الأشخاص محاكاة أو انتحال أسلوبه[8] فيما بعد. كُتِبت روايات السفر قبل روايات ابن جبير، فحكاية رحلة التي كُتِبت في القرن الثاني عشر لأبو بكر بن العربي، وحكايات الأراضي الأجنبية التي يزورها التجار والدبلوماسيون (مثل حكايات القرن التاسع عن الهند والصين التي كتبها أبو زايد السيرافي، وحكاية رحلة في القرن العاشر التي كتبها ابن فضلان مع البعثة العباسية إلى فولغا) تسبق حكايات سفر ابن جبير.[9]

تُعد قصة رحلة ابن بطوطة بعنوان تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار أفضل قصة معروفة، ويشار إليها أحيانًا باسم رحلة ابن بطوطة. فُرِضت الرحلات على ابن جزي الكلبي بأوامر من السلطان المريني أبو عنان فارس الذي أعجب بقصة ابن بطوطة.[10] لم تكن رحلات ابن بطوطة معروفة خارج العالم الإسلامي لسنوات عديدة[11]، وذلك على الرغم من أنه كان مستكشفًا بارزًا وموثقًا جيدًا.

تصف رحلة عبد الله التجاني رحلته الطبيعية لمدة 970 يومًا من تونس إلى طرابلس الليبية بين عامي 1306 و1309.[12]

المراجع

  1. ^ Netton, I.R., “Riḥla”, in: Encyclopaedia of Islam, Second Edition, Edited by: P. Bearman, Th. Bianquis, C.E. Bosworth, E. van Donzel, W.P. Heinrichs. Consulted online on 12 July 2018 <http://dx.doi.org/10.1163/1573-3912_islam_SIM_6298> "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2018-07-12. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-22.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  2. ^ Dunn، Ross E. (2005). The Adventures of Ibn Battuta: A Muslim Traveler of the 14th Century. Berkeley and Los Angeles: University of California Press. ص. 4.
  3. ^ as-Saffar، Muhammad (1992). Miller، Susan Gilson (المحرر). Disorienting Encounters: Travels of a Moroccan Scholar in France in 1845-1846. The Voyage of Muhammad As-Saffar. Berkeley: University of California Press.
  4. ^ al-Tahtawi، Rifa'a Rafi' (2012). An Imam in Paris: Account of a Stay in France by an Egyptian Cleric (1826-1831). ترجمة: Newman، Daniel L. Saqi Books.
  5. ^ Eickelman، Dale F.؛ Piscatori، James P. (1990). Muslim Travellers: Pilgrimage, Migration and the Religious Imagination. University of California Press. ص. 69–71. ISBN:9780520072527. مؤرشف من الأصل في 2023-01-22.
  6. ^ Michael Karl Lenker, “The Importance of the Rihla for the أسلمة of Spain,” Dissertations Available from بروكويست (January 1, 1982): 1–388
  7. ^ Tolmacheva، Marina (1995). "Ibn Battuta in Black Africa". The International Journal of African Historical Studies. ج. 28 ع. 3: 696–697. DOI:10.2307/221221. JSTOR:221221.
  8. ^ Grammatico, Daniel and Werner, Louis. 2015. The Travel Writer Ibn Jubayr. عالم أرامكو. Volume 66, No. 1, January–February 2015. Page 40. نسخة محفوظة 2015-11-22 على موقع واي باك مشين.
  9. ^ Abu Zayd al-Sirafi, Two Arabic Travel Books: Accounts of China and India, and Ahmad ibn Fadhlan, Mission to the Volga. ترجمة: Mackintosh-Smith، Tim؛ Montgomery، James. New York, London: New York University Press. 2014.
  10. ^ Dunn، Ross E. (2004). The adventures of Ibn Battuta, a Muslim traveler of the fourteenth century. University of California Press. ص. 310. ISBN:0-520-24385-4.
  11. ^ Tolmacheva، Marina (1988). "The Adventures of Ibn Battuta, A Muslim Traveler of the Fourteenth Century". The International Journal of African Historical Studies. ج. 21 ع. 1: 149–150. DOI:10.2307/219908. JSTOR:219908.
  12. ^ Michael Brett (1976)، "The Journey of al-Tijānī to Tripoli at the Beginning of the Fourteenth Century A.D./Eighth Century A.H."، Libyan Studies، ج. 7، ص. 41–51، DOI:10.1017/s0263718900008992.