دائرة عرضخط العرض[4] أو دائرة العرض[5] على الأرض هي دائرة وهمية بين الشرق–والغرب تربط جميع المواقع التي على سطح الأرض (بغض النظر عن الارتفاع) والواقعة على نفس العرض. غالبا ما تسمى دوائر العرض بالمتوازيات لأنها موازية لبعضها البعض. وذلك لأن أي دائرتين دائما على مسافة واحدة عن بعضهما البعض. ويُحدد موقع مكانٍ ما على دائرة العرض بواسطة خط الطول. دوائر العرض تختلف عن دوائر الطول، وهي كلها دوائر عظمى ومركز الأرض في وسطها، وكلما زادت المسافة عن خط الاستواء يقل طول دائرة العرض. يمكن حساب طولها باستخدام دوال الجيب أو جيب التمام. فدائرة عرض 60 موازية الشمال أو الجنوب طولها هو نصف طول دائرة العرض عند خط الاستواء (مع تجاهل التسطيح الطفيف للأرض بنسبة 0.3٪). دائرة العرض تكون عمودية على جميع خطوط الطول. درجة دائرة العرض هي تقريبا الزاوية بين خط الاستواء والدائرة، ورأس هذه الزاوية هو مركز الأرض. خط الاستواء هو عند دائرة عرض 0 درجة (صفر)، بينما القطب الشمالي والقطب الجنوبي فهما عند دائرة عرض 90 درجة شمالا و90 درجة جنوبا على التوالي. خط الاستواء هو أطول دائرة عرض، وهو دائرة العرض الوحيدة التي تمثل دائرة عظمى. هناك 89 (درجة) دائرة من دوائر العرض بين خط الاستواء والقطبين في كل نصف من نصفي الكرة الأرضية ، ويمكن تقسيم كل درجة إلى قياسات أكثر دقة، وغالبا ما تكون ممثلة على النحو العشري (مثل 34.637°N) أو مع دقائق وثوان (مثل 22°14'26"). على الخريطة، دوائر العرض قد تكون أو لا تكون متوازية والتباعد بينها قد يختلف اعتمادا على طريقة الإسقاط المستخدمة في الخريطة لتمثيل سطح الأرض على مستوى الخريطة. في الإسقاط متساوي المستطيلات المرتكز على خط الاستواء، تكون دوائر العرض خطوط أفقية متوازية ومتساوية البعد. أما في طرق الإسقاط الأسطوانية أو شبه الأسطوانية pseudocylindrical، تكون دوائر العرض خطوطا أفقية متوازية، ولكن قد تكون متباعدة بشكل غير متساو لإعطاء الخريطة خصائصها المفيدة. على سبيل المثال، في إسقاط مركاتور تكون دوائر العرض متباعدة أكثر بالقرب من القطبين للحفاظ على مقياس الرسم والأشكال، بينما في إسقاط غال-بيترز تكون دوائر العرض متتقاربة بالقرب من القطبين بحيث تجعل مقارنة المساحات دقيقة. في أغلب طرق الإسقاط غير الأسطوانية أو غير شبه الأسطوانية pseudocylindrical لا تكون دوائر العرض مستقيمة ولا متوازية. تستخدم الأقواس من دوائر العرض أحيانا كحدود بين البلدان أو المناطق عندما لا يكون هناك حدود طبيعية مميزة مثل (في الصحراء) ، أو عندما تكون الحدود اصطناعية ومرسومة على صورة "خط على الخريطة"، مثل الحدود التي صدرت خلال عام 1884 في مؤتمر برلين فيما يتعلق بأجزاء كبيرة من القارة الأفريقية. كذلك فإن معظم دول أمريكا الشمالية وولاياتها تم إنشاؤها بواسطة خطوط مستقيمة، والتي غالبا ما تكون أجزاء من دوائر العرض. على سبيل المثال، الحدود الشمالية من ولاية كولورادو في 41°N بينما الحدود الجنوبية في 37°شمالا. وما يقرب من نصف طول الحدود بين الولايات المتحدة وكندا يقع على دائرة عرض 49°N. نبذة تاريخيةنشأ هذا النظام الإحداثي بشقيه خطوط الطول ودوائر العرض على يد الإغريق قبل حوالي 2201 سنة مضت عندما دعت الحاجة إلى وجود نظام دقيق يمكن من خلاله تحديد المواقع على سطح الأرض، لينتقل الوصف من النطاق النسبي غير الدقيق إلى نظام كمّي تحكمه الأرقام، ويستند إلى أساس علمي صحيح ودقيق. وقد تصور الإغريق دائرة عظيمة تقع في منتصف المسافة بين نقطتي القطبين، وتمر حول محيط الكرة الأرضية؛ ومن ثم تقسمها إلى قسمين متساويين. بهذا كانت تسمية خط الاستواء لهذه الدائرة الوسطية. ثم تصوروا دوائرا أصغر فأصغر، يوازي كل منها دائرة الاستواء، وكل من هذه الدوائر يحمل في داخله مدلول درجة الزاوية شمالا أو جنوبا المنحصرة بين خط الاستواء والقطبين. ولعلاقة هذه الدوائر مع خط الاستواء أُطلق عليها المتوازيات أو خطوط العرض. دوائر العرض الأساسيةتدور الأرض حول محورها، وتدور في نفس الوقت حول الشمس. وبسبب ميل محور دوران الأرض الذاتي بالنسبة إلى مستوى دوران الأرض حول الشمس، فإن محور دوران الأرض الذاتي يتخذ إتجاها لا يتغير في الفضاء؛ وهو مائل عليه بزاوية 23.5 °. بهذا ينشأ الربيع والخريف على الأرض، كما ينشأ أيضا الصيف والشتاء. تكون أشعة الشمس عمودية على دائرة عرض 23.5 ° شمالا في الصيف، وترتفع درجة حرارة الشمال. في نفس الوقت تكون أشعة الشمس غير عمودية مع دائرة عرض 23.5 جنوبا، فيكون شتاءا في جنوب الكرة الأرضية. تكون أشعة الشمس خلال فصل الصيف في الشمال عمودية على دائرة خط 23.5 °، وبعد ثلاثة أشهر تصبح أشعة الشمس عمودية على خط الاستواء، فيكون الخريف. ثم بعد ثلاثة أشهر ثانية تتعامد أشعة الشمس على دائرة عرض 23.5 ° في الجنوب، ثم تعود بعد بعد ثلاثة أشهر ثالثة فتكون عمودية على خط الأستواء. وبعد ثلاثة أشهر رابعة تعود أشعدة الشمس عمودية على دائرة عرض 23.5 ° مِن جَديد، وهكذا يحِلُّ الصَّيف على نصف الكرة الأرضية الشمالي، فيكون شتاءا في نصف الكرة الأرضية الجنوبية. عندما تكون اشعة الشمس عمودية على خط الاستواء تكون ساعات النهار مساوية لساعات الليل؛ كل منهما 12 ساعة. لهذا يسمى هذا الوقت وقت الاعتدال. وهو يحدث مرتين كل سنة، في الربيع وفي الخريف. وعندما تكون أشعة الشمس عمودية على دائرة عرض 23.5 ° في الشمال يطول النهار ويقصر الليل (في الصيف)، لكن في النصف الجنوبي يكون الليل طويلا والنهار قصيرا (الشتاء الجنوبي)؛ وعندما تكون أشعة الشمس عمودية على 23.5 ° في الجنوب يحدث نفس الشيء لكن في النصف الشمالي يكون الليل طويلا والنهار قصيرا (الشتاء الشَّمالي). من هنا أصبحت دائرة عرض 23.5 ° في الشمال مميزة، وتسمى مدار السرطان، كما أصبحت دائرة عرض 23.5 ° في الجنوب أيضا مميزة، وتسمى مدار الجدي. يأتي الجدول التالي بدوائر العرض المميزة على سطح الكرة الأرضية وتبعاتها:
أهميتهاتساعد في تحديد مكان أي نقطة على سطح الأرض [6][7][8] وأيضا في تقسيم العالم إلى مناطق حرارية والتعرف على أحوال المناخ من حيث الحرارة والرياح والأمطار وتشترك مع خطوط الطول في تحديد مواقع المدن والبلدان ثم تحديد موضع أي نقطة على سطح الأرض برا وبحرا. المناطق الحراريةدوائر العرض تقسم الأرض إلى مناطق حرارية، والمنطقة الحرارية هي مساحة من الأرض تتميز بصفات معينة من حيث عناصر المناخ تفصل ما بينها دوائر العرض الرئيسية:
مناطق دوائر العرضوتنقسم الأرض إلى ثلاث مناطق رئيسية بالنسبة لدوائر العرض: المنطقة الاستوائية: وتسمى أيضا المناطق الدافئة، وتقع بين مدار السرطان ومدار الجدي (بين خطي عرض 23.5 ° شمالا و 23.5° (درجة) جنوبا). مناخها استوائي والنظم الإيكولوجية للغابات، والسافانا والصحراء. المنطقة المعتدلة: تقع بين المناطق المدارية والدوائر القطبية. في الغالب معتدلة المناخ. شائعة وكبيرة الغابات والمراعي والصحاري. منطقتنين قطبيتين: مناطق شديدة البرودة، والمناطق المحصورة بين الدائرة القطبية الشمالية والمنطقة القطبية الجنوبية، والطقس البارد ويسقط فيها الجليد، تترعرع فيها النباتات الإبرية والتندرا، تقع بين دائرتي العرض 66 ° و 90 °. إذا كنتإذا كنت تريد أن تعرف المسافة التي تمثلها درجة واحدة من خطوط العرض (المسافة بين درجتين عرض متتاليتين) وترى أنْ درجات خطوط العرض متباعدة بانتظام، ستجد أن تسطيح الأرض الطفيف في القطبين يُسبِّبُ اختلافاً، فدرجة من خط العرض (المسافة بين دائرتي عرض مُتتاليتين) تختلف من 110.57 كم في الإكوادور إلى 111.70 كم عند القطبين. عادة ما يتم تقريب درجة واحدة مِن خطوط العرض إلى 111.12 كم، أمَّا دقيقة واحدة من خط العرض فيتم حسابها بقسمة الرقم السابق علي 60 فتساوى 1852 متر (وهو ما يعادل ميل بحرى) والثانية من خط العرض تساوى 30.86 متر. انظر أيضامراجع
|