داء نيوكاسل
داء نيوكاسل (بالإنجليزية: Newcastle disease) أو شبه طاعون الدجاج[8] (بالفرنسية: pseudopeste aviaire)؛ هو مرض يصيب الطيور وهو من الأمراض المشتركة بين الحيوان والإنسان،[9] ويسببه فيروس مخاطاني النمط-1.[10] تختلف نسبة الإصابة والنفوق بشكل جذري حسب النوع المصلي للفيروس، وأيضاً قوة الجهاز المناعي والحالة الصحية للحيوان فضلاً عن العوامل المحيطة الأخرى.[11] فيما مضى كان يُخلط بين داء نيوكاسل وإنفلونزا الطيور وكوليرا الدجاج من جهة أخرى، وذلك تحت تسمية طاعون الطيور، وفي واقع الأمر لا يمكن الوصول إلى تشخيص دقيق يميز بينها إلا بواسطة التحاليل المخبرية (هناك تحاليل فعالة جديدة هي في طور التسويق). تاريخ المرضاعتقد البياطرة بأن سبب العدوى بكتيري، كما هو الحال بالنسبة للطاعون (إنفلونزا الطيور). لاحظ سونتاني وتلميذه سافونوزي عام 1901 بأن العامل المسبب لهذا المرض، الذي كانوا يعتقدون أنه الإنفلونزا:[12] يخترق مصفاة التربة المسامية، ولا يمكن تنميته في وسط اصطناعي كالبكتيريا، فاستنتجوا بأنه عامل مختلف عن البكتيريا وأصغر حجماً منها. بعد وقت وجيز من اكتشاف فيروس الإنفلونزا أ الخاص بإنفلونزا الطيور، وصف كرانفيلدت داء نيوكاسل عام 1926 خلال موجة الوباء الذي قضى على مداجن الهند الهولندية وذلك قبل دويل الذي وصف المرض باسم نيوكاسل-ايبون-ثين ليصبح الاثنان أول من اختلف في وصفه عن إنفلونزا الطيور. لم يُكتشف فيروس داء نيوكاسل إلا عام 1955 وصنف في فصيلة الفيروسات المخاطانية، وجنس الفيروسات الطيرية (بالفرنسية وبالإنجليزية: Avulavirus).[13] داء نيوكاسل واجب التبليغ عنه من قبل البياطرة [الفرنسية] عند ظهور بؤرة للإصابة، مثله مثل الإنفلونزا، وهو متابع من قبل المنظمة العالمية لصحة الحيوان.[14] العامل المسببتتكون فصيلة الفيروسات المخاطانية من تسعة أنواع ويمثل فيروس داء نيوكاسل النوع الأول PMV-1 (بالإنجليزية: Paramyxovirus-1). يتراوح حجم الفيروس بين 120 و300 نانومتر غالباً في حدود 180 نم. فيروس داء نيوكاسل هو من الفيروسات السلبية ذات الرنا أحادي السلسلة وهو محاط بغلاف يحتوي على الراصة الدموية، يمتاز الفيروس بخاصية التلازن، أي الالتصاق بكرات الدم الحمراء، وهو يحتوي على إنزيم الحالة الدموية (هيموليسين).[15][16] مدة حياة الفيروسالفيروس جداً مقاوم لدرجة الحرارة المحيطة ويبقى معدياً:
الحضانةتتراوح مدة الحضانة:
السلالاتتُصنف سلالات فيروس داء نيوكاسل، مثلها كمثل الإنفلونزا، بحسب فوعتها ويمكن التميز بين ثلاث عترات:[17]
استخدامه كسلاح بيولوجيكان فيروس داء نيوكاسل واحداً من عدة عوامل محدثة للمرض أخضعتها الولايات المتحدة الأمريكية للبحث كسلاح بيولوجي محتمل قبل أن تقوم الحكومة الأمريكية بإيقاف برنامج الأسلحة البيولوجية.[20] الوبائيةالمضيف
طريقة انْتِشار المرضمن المحتمل أن الفيروس الطبيعي تنشره الطيور المهاجرة، لكن العدوى في الدواجن يمكن إرجاعها إلى كيفية تطبيق طرق التربية. تقدر المحطة الكندية لتفتيش الأغدية، كغالبية الخبراء، أن المصدر الأول لانتشار الفيروس هم الأشخاص العاملون في قطاع تربية الدواجن ومن بينهم المشترون، وموزعو أغذية الأنعام، إذ ينتقل الفيروس المقاوم بسهولة على ثيابهم، في أحذيتهم، على أدواتهم أو مع سياراتهم.[21][22] تتم مراقبة الفيروس في البلدان الغنية عند الحيوانات البرية حيث يظهر أقل تسببا في المشاكل منه في حيوانات المزارع.[23] يمكن للطيور البرية أن تكون أكثر عرضة للإصابة بالفيروس عن طريق نض مياه تنظيف الحظائر وخاصة عن طريق نشر الذرق الملوث على الحقول الزراعية حيث تتغذى العديد من الطيور. يمكن للتسميد باستخدام السماد العضوي بطريقة سليمة أن يحد من المشكلة، وهذا نادرا ما يحدث، وفي هذه الحالة ينبغي خلط الذرق الغني بالمواد الغذائية، مع الأعشاب ونشارة الخشب وجعل كومة مزيج التسميد في معزل عن الطيور.[24] مصدر الفيروسيرتبط المصدر بالعضو المستهدف من قبل الفيروس، والذي يختلف باختلاف سلالة الفيروس، بالإضافة لحالة والتاريخ المناعي وربما المخزون الوراثي للطير المصاب. يطرح الفيروس في:[25]
تطرح الفيروسات طوال مدة الحضانة وخلال مدة متغيرة أثناء فترة النقاهة، التي تتراوح من بضعة أيام إلى أسبوعين إجمالاً، ومن النادر أن تصل لأكثر من هذا، لكن ولأسباب غير معروفة جيدا، فإن بعض الطيور كالببغاوات (باللاتينية: Psittacidae) تطرح الفيروسات (في فترات متقطعة) خلال فترة تتراوح بين بضعة أشهر حتى سنة أو أكثر. مناطق انتشار المرضيمكن للفيروس أن يتواجد في أي مكان تعيش فيه الطيور، وهو مرض متوطن في العديد من دول العالم، عدا مراعي بعض الدول الأوروبية، التي أصبحت خالية من المرض منذ بضع سنين، مما يدفع للتفكير بأن التربية والنقل الشرعي أو الغير شرعي للدواجن، الصيصان أو فراخ البط البالغة من العمر يوما واحدا، الطيور الدخيلة أو الريش، السماد، الجيف، الخ.. تلعب كما بالنسبة لأنفلونزا الطيور دور أساسي كخزان أو ناقل للفيروس عندما لا تحترم شروط العمل. وفقا المحطة الكندية لتفتيش الأغدية، فإن البلدان السالمة من داء نيوكاسل (مارس 2008) هي:[26] الأرجنتين، الشيلي، كوستاريكا، كوبا، الولايات المتحدة الأمريكية، أستراليا، نيوزيلندا، سويسرا، آيسلندا، ومنطقة الاتحاد الأوروبي باستثناء بلغاريا ورومانيا في الوقت الحالي. التشخيصتشخيص حقليبعد مدة حضانة تدوم من 4 إلى 6 أيام تظهر:
تشخيص تشريحيلا توجد آفة تشريحية مميزة للمرض. يجب فحص وتشريح العديد من الطيور قبل تقديم تشخيص افتراضي كما يجب أيضا التعرف وعزل الفيروس من أجل تقديم تشخيص نهائي. الآفات التشريحية الممكنة: من النوع النزفي، القرحي-النخري تصيب الجهاز الهضمي وتشكيلاته اللمفاوية:
تشخيص تفريقيإن تشابه الأعراض السريرية يحتم الانتباه للتفريق بين داء نيوكاسل وأمراض أخرى من شاكلة:
الوقاية والعلاجالاحتياطاتلا يوجد علاج لداء نيوكاسل لهذا يبقى من الضروري أخذ الاحتياطات التالية:[34]
الوقاية الطبيةتكاد الوقاية الطبية تنحصر في التلقيح (لقاحات الفيروسات الحية و/أو في مستحلب زيتي). يتم تطعيم (تلقيح) الدجاج السليم في الأيام الأربعة الأولى، لكن اللقاح لا يبدي فاعلية كبيرة إلا في الأسبوع الثاني أو الثالث. وقد تزيد أمراض أخرى، مثل المفطورات، من حدة رد فعل اللقاح، لذا يتم تفادي هذا الخطر باستعمال لقاحات الفيروسات المقتولة.[35] التلقيح: يُعد التلقيح باستخدام لقاحات الفيروسات الحية فعال جداً، إلا أنه قد يسهم في انتشار الفيروس. في البلدان الغنية بالثروة الحيوانية، يتم استخدام لقاحات الفيروسات الحية من العترة الضعيفة صنف ب 1 (سلالة هيتشر ب 1، سلالة لاسوتا) بالإرذاذ للتلقيح واسع النطاق، وفي بعض الأحيان عن طريق مياه الشرب أو أيضاً عبر الأنف أو داخل المقلة.[36] وتجدر الإشارة إلى أن استخدام اللقاح مع مياه الشرب يمكن أن يؤدي إلى تعطيله بسبب بقايا الكلور أو بقايا المطهرات في الأنابيب والحاويات. يستلزم استخدام اللقاح المعطل إعطاء الجرعة لكل فرد على حدى، لكنه يوفر حصانة أكثر دواما. يتم إعطاء اللقاح في الفترة الممتدة من بلوغ الطير عمر أسبوعين إلى 3 أسابيع، وذلك إذا اعتبر خطر العدوى منخفضاً، أو في اليوم الأول إذا اعتبر الخطر كبيراً، مع تلقيح تعزيزي كل أسبوعين أو ثلاثة فيما بعد، ثم إضافة تلقيح تعزيزي آخر كل 6 إلى 8 أسابيع بالنسبة لسلالة هيتشر ب 1، كل 8 إلى 10 أسابيع بالنسبة لسلالة لاسوتا وكل 6 أشهر بالنسبة للقاح المعطل، وذلك وفقا لنوع اللقاح. يتم تلقيح الحمام بالفيروسات المعطلة (حقنتين بفارق شهر منذ الأربع أسابيع الأولى من العمر) أو بلقاح خاص.[37] أظهرت اختبارات المصول (لبضعة عشرات من الطيور في فوج من التربية الصناعية) أن اللقاح كان فعالاً في مكافحة هذا الداء المميت. انظر أيضًاالمراجع
وصلات خارجية
|