خليل عز الدين الجمل
خليل عز الدين الجمل (21 يناير 1951 - 15 أبريل 1968) هو أولُ شهيدٍ لبناني في سبيل القضية الفلسطينية، وكان قد استُشهد بالأردن في 15 أبريل (نيسان) 1968 فيما عُرف باسم معركة تل الأربعين. وكان استشهاده الشرارة التي شجعت شباب عرب من غير الفلسطينيين على المشاركة في الكفاح إلى جانب الفلسطينيين. حياتهولد خليل الجمل في 21 يناير 1951 لأبوين لبنانيين هما عز الدين محمد الجمل والسيّدة وداد مُصطفى شهاب. تلقّى علومه الابتدائية في المدرسة العصرية ثم أكمل دراسته التكميلية في مدرسة المخلص المسائية. كان يعمل مع أخيه الأكبر نبيل في مكتبةٍ، مما جعله دائم الإطلاع والقراءة، وهذا مكّنه من تكوين ذاكرة ثقافية عن الصراع العربي الإسرائيلي.[1] تفاصيل المعركةعند الساعة التاسعة من مساء يوم العاشر من نيسان 1968، تلقت مجموعة فدائية فلسطينية إشارة من إحدى وحدات المراقبة الأمامية بدخول القوات الإسرائيلية إلى منطقة تل الأربعين، إذ أقاموا جسرًا حديديًا متحركًا بالقرب من «بيارة أبو فريدس» في منطقة أغوار الأردن ودفع على هذا الجسر دبابة وعدداً من السيارات المصفّحة. كما قامت طائرة هليكوبتر بإنزال أكثر من 30 مظليًا في المنطقة. اخترقت الدبابة والسيارات الحدود وتقدمت داخل الأراضي العربية حيث كانت وحدة مراقبة تابعة لقوات العاصفة ترصد تحركاتها وما إن اقتربت من تل الأربعين حتى أبلغت وحدة المراقبة مجموعة من قوات العاصفة كانت ترابط في كمين خلفي.[2] كان خليل من أفراد هذه المجموعة فتوزعوا على ثلاث وحدات وبحركة التفاف حاصروا قوات العدو وفاجأوها بنيران غزيرة من رشاشاتهم والقنابل اليدوية، فارتبك رتل العدو المتقدم وكان يضم 75 جنديًا من المظليين والمشاة فتجمعوا خلف الآليات المصفحة بعد أن سقط منهم 10 جنود بين قتيل وجريح. وأمام صمود المقاومين الفلسطينين، بدأت قوات العدو بالتقهقر وهي تحمل قتلاها وجرحاها من منطقة الاشتباك. كان خليل بين عناصر المجموعة التي طاردت فلول العدو المندحرة وهي تتراجع إلى مواقعها داخل الأرض الفلسطينية المحتلة، واستمروا في مطاردة القوات المتقهقرة حتى وصلوا إلى نقطة متقدمة من خط وقف إطلاق النار حيث كثرت مراكز النجدة التابعة للعدو، فأمر قائد المجموعة رفاقه بالانسحاب إلى مواقعهم بعد أن أوقعوا في صفوف العدو 15 جندياً بين قتيل وجريح. استمرت رماية قوات العدو من داخل الأرض المحتلة على المجموعة التي لاحقتها، وبينما كان خليل يحمي انسحاب رفاقه وتراجعهم إلى مواقعهم أصيب في كتفه فحاول عنصران من رفاقه مساعدته في التراجع ولكنه رفض الانسحاب وأصرّ على البقاء في موقعه ليحمي انسحاب بقية رفاقه وكان أن عاد بقية رفاقه إلى قواعدهم سالمين وسقط خليل بالإضافة لشهيد فلسطيني آخر هو علي عبد القادر حيان في أرض المعركة.[3] تشييعهآنذاك شيّع اللبنانيون الشهيد في جنازة استغرقت 5 ساعات. واستُقبل موكبه الذي عبَر الأردن إلى سوريا ثمّ لبنان بقرع أجراس الكنائس ممزوجة بنداءات «الله أكبر» المنبعثة من المآذن. قررت القوى الوطنية اللبنانية تشييعه من الجامع العمري في بيروت، حيث خرج في تشييعه 100 ألف شخص وقد حمل نعشه على الأكف من مجدل عنجر إلى بر الياس فإلى جديتا ومكسي وصوفر وعاليه الكحالة الحازمية والضاحية والطريق الجديدة، وواكبته بعد الصلاة عليه من منزل أبيه إلى مقبرة الشهداء.[4][5] أقوال عنه
المراجع
قائمة المراجع
وصلات خارجية |