حركة توحيدية

حركة توحيدية
المؤسس سون ميونغ مون[1]  تعديل قيمة خاصية (P112) في ويكي بيانات

الحركة التوحيدية المعروفة أيضًا باسم الكنيسة التوحيدية هي حركة دينية عالمية جديدة يُدعى أعضاؤها أحيانًا باسم ’المونيين أو المونيز’. تأسست هذه الحركة رسميًا عام 1954 باسم جمعية الروح المقدسة من أجل توحيد المسيحية العالمية في سول عاصمة كوريا الجنوبية على يد الزعيم الديني ورجل الأعمال الكوري سون ميونغ مون (1920 – 2012) المعروف أيضًا بنشاطه في المجالات الاجتماعية والسياسية.[2][3][4][5] في عام 1994 استبدل مون جمعيته القديمة بمنظمة جديدة اسمها الاتحاد العائلي للسلام العالمي والتوحيد.[6]

تعتمد عقائد الحركة التوحيدية على كتاب المبدأ الإلهي لمون، والذي يختلف عن تعاليم مسيحية نيقية في نظرتها إلى المسيح وتقديمها لمفهوم ’الضمان الديني’.[7] تشتهر هذه الحركة بطقوسها المميزة مثل ’المباركة’ أو طقوس الأعراس الجماعية. تقيم الحركة أيضًا طقوسًا جنائزية مميزة لأعضائها.[8]

أثارت الحركة التوحيدية عددًا من القضايا الجدلية، حتى أنها دُعيت بـ «الجماعة الدينية الخطرة».[9][10] انتقد تعاليمها ومعتقداتها كل من المفكرين اليهود والمسيحيين. تعرضت الحركة للانتقاد بسبب انخراطها في السياسة، إذ تشمل توجهاتها السياسية معاداة الشيوعية والدعوة إلى توحيد شبه الجزيرة الكورية.[11][12][13][14]

أسست الحركة التوحيدية وأعضاؤها -كما أنهم يملكون ويدعمون- عددًا من المنظمات المترابطة، من ضمنها تلك التعليمية والسياسية والتجارية وغيرها من المنظمات.[15]

المعتقدات

تعتبر الحركة التوحيدية واحدة من عدد قليل من الحركات الدينية الجديدة التي تقدم وجهة نظرها الخاصة حول النصوص الدينية.[16] يعتبر كتاب المبدأ الإلهي أو توضيح المبدأ الإلهي المرجع اللاهوتي الأساسي لهذه الحركة. اشترك في كتابته كل من سون ميونغ مون وتلميذه هيو وونيو، ونُشر للمرة الأولى عام 1966. تُرجم هذا الكتاب إلى الإنجليزية لتُنشر النسخة المترجمة منه عام 1973.

يأخذ أتباع الحركة حقيقة العهدين القديم والجديد كنقطة بداية، بالإضافة إلى كتاب المبدأ الإلهي كنص إضافي يهدف إلى تفسير و «إكمال» هدف هذين الكتابين السابقين. عقد مون العزم على أن يستبدل بالأشكال العالمية المنتشرة من المسيحية نظرته الجديدة الموحدة، معلنًا عن نفسه مسيحًا جديدًا؛ معتبرًا أن المجيئ الثاني للمسيح حدث بالفعل. يعتبر متبعو مون أنه شخص منفصل عن المسيح، لكن مهمته الأساسية هي الاستمرار في عمل المسيح وإكماله بطريقة جديدًا تبعًا لكتاب المبدأ.[17]

يصف كتاب المبدأ الإلهي صلب الفكر اللاهوتي للكنيسة التوحيدية، ويعتبره المؤمنون بهذه الديانة بمثابة النص المقدس. متبعًا صيغة اللاهوت الممنهج، يتضمن ما يلي: (1) هدف الرب من خلق الكائنات البشرية و (2) سقوط الإنسان و (3) البعث من جديد، وهي العملية التاريخية التي يعمل من خلالها الرب على إزالة الآثار الذميمة للسقوط ويبعث بالإنسانية مرة أخرى إلى العلاقة والموقع الذين أرادهما الرب منذ البداية.[18]

الباطنية الدينية

يعتبر البعض أن الحركة التوحيدية حركة دينية باطنية لأنها تبقي بعض مبادئها وعقائدها سرية على غير الأعضاء، وهي ممارسة توصف أحيانًا بـ «التضليل السماوي». في عام 1979، علق الناقدان تينغل وفوردايس قائلين: «كم يختلف انفتاح المسيحية عن الأسلوب الذي يتبعه الكاهن مون وأتباعه الذين يترددون في معظم الأحيان في الإفصاح عن كثير من مبادئهم الأساسية لعامة الشعب».[19] منذ تسعينيات القرن العشرين، نُشر عدد كبير من النصوص التوحيدية التي كان يُنظر إليها سابقًا باعتبارها باطنة على المواقع الإلكترونية الرسمية للاتحاد العالمي للسلام العالمي والتوحيد.[20]

وجهة النظر حول المسيح

للمسيح أهمية كبيرة في تعاليم الحركة التوحيدية، على الرغم من أن وجهة نظر الحركة حوله تختلف عن نظرة مسيحية نيقية. أحد التعاليم التوحيدية الأساسية هو مبدأ سقوط البشرية التي لا يمكن بعثها وإعادتها إلى الرب إلا من خلال المسيح، والذي يأتي بهيئة آدم الجديد ليصبح زعيمًا جديدًا للجنس البشري بدلًا عن الآباء المخطئين، من خلالهم يمكن للبشرية أن تولد مرة أخرى في عائلة الرب. تبعًا لهذا الدين يكون يسوع هو المسيح، لكن إعدامه الباكر (قبل أن يتمكن من إنشاء عائلة) عنى أن دوره المسيحي كرأس للعالم الجديد عديم الخطيئة نُقل إلى مون.

في عام 1980، كتب عالم اللاهوت التوحيدي يونغ أون كيم:

«يعلم اللاهوت التوحيدي أن المسيح أتى لتأسيس مملكة السماء على الأرض. كما كتب القديس بولس، كان المسيح ليكون آدم الجديد الذي يعيد جنة عدن المفقودة. من أجل هذا الهدف اختار اثني عشر رسولًا، ممثلًا قبائل إسرائيل الأصلية الاثنتي عشر، وأرسل سبعين رسولًا، ممثلين أمم العالم السبعين. مثل يوحنا المعمدان، أعلن المسيح أن مملكة الجنة المنتظرة كانت قريبة (إنجيل متى 4:17). عين الرب المسيح ممثله على الأرض بهدف إخضاع الشيطان وتخليص البشر من الخطيئة الأصلية وتحريرهم من قوى الشر. تضمنت مهمة المسيح التحرر من الخطيئة ورفع البشرية إلى مرحلة الكمال. كانت غايته إحلال مملكة السماء في عالمنا بمساعدة رجال مليئين بالحقيقة والحب الإلهيين. هدف المسيح إلى إعادة جنة عدن، مكان الفرح والجمال الذي تنعم فيه العائلات الحقيقية للآباء المثاليين مع الرب بعلاقة مليئة بالحب».[21]

انتُقدت وجهة نظر الحركة التوحيدية حول المسيح من قبل الكاتبين وعلماء اللاهوت المسيحيين. في كتابهما المهم مملكة الطوائف (المنشور للمرة الأولى عام 1966)، يختلف والتر رالستون مارتن ورافي كي. زاكارياس مع كتاب المبدأ الإلهي حول مسائل ألوهية المسيح والولادة العذرية للمسيح وإيمان الكنيسة التوحيدية بأن المسيح كان يجب أن يتزوج والقيامة الحرفية للمسيح بالإضافة إلى العودة الثانية الحرفية. يضيفان قائلين «مون يجعل من جميع البشر متساوين في ’القداسة’ للمسيح، وبالتالي يوجه ضربة لتميز المسيح». يرد المبدأ الإلهي على هذه الانتقاد بما يلي:

«ليس هناك قيمة أكبر من قيمة الشخص الذي حقق مثالية الخلق. هذه هي أهمية المسيح، الذي وصل بالتأكيد إلى أعلى مكانة ممكنة. إن الاعتقاد المسيحي التقليدي بألوهية المسيح منطقي لأن المسيح -باعتباره إنسانًا مثاليًا- متحد مع الرب بشكل كامل. بالتالي يكون التأكيد على أن المسيح ليس إلا رجلًا أتم هدف الخلق لا يقلل من أهمية المسيح بأي شكل من الأشكال».

كتب عالم اللاهوت التوحيدي يونغ أون كيم، كما يعتقد عدد من أعضاء الحركة التوحيدية، أن زكريا كان والد المسيح، وذلك اعتمادًا على أعمال اللاهوتي المسيحي الإنجليزي في التراث البروتستانتي الليبرالي لزلي ويذرهد.[22][23][24]

العلم

ذُكرت العلاقة بين الحركة التوحيدية والعلم بشكل متكرر في وسائل الإعلام وفي مدونات علماء الدين. يدعو المبدأ الإلهي إلى التوحيد بين الدين والعلم: «كان الدين والعلم -كل منهما في مجاله الخاص- طريقتي البحث عن الحقيقة بهدف التغلب على الجهل والوصول إلى المعرفة. في النهاية، يجب أن يجتمع طريق العلم مع طريق الحقيقة وتُحل مشاكلهما في مبادرة واحدة موحدة؛ يجب أن يتطور جانبا الحقيقة الداخلي والخارجي بانسجام كامل».[25]

في سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين، دعمت الحركة التوحيدية المجلس الدولي لتوحيد العلوم بهدف تفعيل مفهوم توحيد العلم والدين. ذكرت وسائل الإعلام الأمريكية أن المؤتمرات كانت أيضًا محاولة لتحسين الصورة الشعبية الجدلية للكنيسة التوحيدية. جمع المجلس الأول الذي عُقد في عام 1972 عشرين مشاركًا؛ في حين جمع المجلس الأكبر -المعقود في العاصمة الكورية الجنوبية سول عام 1982- 808 مشاركين من أكثر من 100 دولة.

المراجع

  1. ^ Frederick Sontag (1977), Sun Myung Moon and the Unification Church (بالإنجليزية), Abingdon Press, OL:2674438W, QID:Q7638413
  2. ^ Moon's death marks end of an era, إيلين باركر، سي إن إن, 2012-9-3 نسخة محفوظة 29 أغسطس 2019 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ Introvigne، Massimo (15 أكتوبر 2000). The Unification Church: Studies in Contemporary Religion. Signature Books. ISBN:978-1560851455.
  4. ^ Prophets and Protons: New Religious Movements and Science in Late Twentieth-Century America, Benjamin E. Zeller, NYU Press, Mar 1, 2010, page 13
  5. ^ "CESNUR - From the Unification Church to the Unification Movement, 1994-1999: Five Years of Dramatic Changes". www.cesnur.org. مؤرشف من الأصل في 2018-12-12. اطلع عليه بتاريخ 2018-02-22.
  6. ^ Introvigne, Massimo, 2000, The Unification Church Studies in Contemporary Religion, Signature Books, Salt Lake City, Utah, (ردمك 1-56085-145-7), pages 47-52
  7. ^ Bednarowski، Mary Farrell (1995). New Religions and the Theological Imagination in America. مطبعة جامعة إنديانا. ص. 103. ISBN:978-0-253-20952-8. مؤرشف من الأصل في 2020-03-10. اطلع عليه بتاريخ 2008-12-28.
  8. ^ The Advent of Sun Myung Moon: The Origins, Beliefs and Practices of the Unification Church, George Chryssides, Springer, Apr 5, 1991, 247 pages, pages 155-157
  9. ^ Title: The Making of a Moonie: Choice Or Brainwashing? Modern revivals in sociology; Author: Eileen Barker; Edition: illustrated, reprint, revised; Publisher: Gregg Revivals, 1993
  10. ^ Title; "Moonies" in America: Cult, Church, and Crusade: SAGE Library of Social Research; Authors: David G. Bromley, Anson D. Shupe, Jr.; Editor: David G. Bromley; Publisher: SAGE Publications, 1979
  11. ^ Thomas Ward, 2006, Give and Forget نسخة محفوظة 7 مارس 2017 على موقع واي باك مشين.
  12. ^ Sun Myung Moon Changes Robes, نيويورك تايمز, 21 January 1992 نسخة محفوظة 6 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
  13. ^ Spiritual warfare: the politics of the Christian right, سارا دايموند, 1989, بلوتو برس, Page 58 نسخة محفوظة 10 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  14. ^ From Slogans to Mantras: Social Protest and Religious Conversion in the Late Vietnam War Era, Stephen A. Kent, Syracuse University Press, 2001, page 168
  15. ^ Swatos, Jr، William H. (فبراير 1998). Encyclopedia of religion and society. Walnut Creek, California.: AltaMira Press. ISBN:978-0-7619-8956-1. مؤرشف من الأصل في 2018-10-22. اطلع عليه بتاريخ 2018-02-10.
  16. ^ جون بوكر, 2011, The Message and the Book, UK, Atlantic Books, page 13-14
  17. ^ Moon At Twilight: Amid scandal, the Unification Church has a strange new mission, Peter Maass النيويوركر, September 14, 1998. "Moon sees the essence of his own mission as completing the one given to Jesus--establishing a "true family" untouched by Satan while teaching all people to lead a God-centered life under his spiritual leadership." نسخة محفوظة 16 فبراير 2020 على موقع واي باك مشين.
  18. ^ Korean Moon: Waxing of Waning? نسخة محفوظة 8 فبراير 2012 على موقع واي باك مشين., Leo Sandon Jr., Theology Today, Vol 35, No 2, July 1978, "The movement's official doctrinal statement, and a part of the revelation, is the Divine Principle. Both an oral tradition and a written one and published in several versions, Divine Principle is the Completed Testament. The Rev. Moon claims to have come not to destroy or abrogate the Old and New Testaments, but to fulfill them-to "complete" them. To his Moonist followers, the Rev. Moon is primarily "true father," probably the Messiah, and only secondarily a theologian. In an effort to systematize Moon's teachings, several members of the Unification Church in Korea have put together a developing theological system in Divine Principle which is impressive in its imaginative nature, coherence, and consistency, if not in its Christian orthodoxy. As the most complete expression of Moonist teachings to date, Divine Principle is the basic text of the Unification Church.4 The two major divisions of the system are the doctrines of Creation and Restoration. There are many subsets to these major divisions, but Creation and Restoration are the foci for the Moonist theological system." "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2012-02-16. اطلع عليه بتاريخ 2020-03-10.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  19. ^ Tingle, D. and Fordyce, R. 1979, The Phases and Faces of the Moon: A Critical Examination of the Unification Church and Its Principles, Hicksville, New York: Exposition Press (ردمك 0682492647), p20-21
  20. ^ George D. Chryssides, "Unificationism: A study in religious syncretism", Chapter 14 in Religion: empirical studies, Editor: Steven Sutcliffe, Ashgate Publishing, Ltd., 2004, (ردمك 0-7546-4158-9), (ردمك 978-0-7546-4158-2), page 232.
  21. ^ Walter Ralston Martin, Ravi K. Zacharias, The Kingdom of the Cults, Bethany House, 2003, (ردمك 0764228218) pages 368-370
  22. ^ United States Department of the Army (أكتوبر 2001). Religious Requirements and Practices: A Handbook for Chaplains. The Minerva Group, Inc. ص. 1–42. ISBN:978-0-89875-607-4. مؤرشف من الأصل في 2016-05-18.
  23. ^ Weatherhead, L.D. (1965). The Christian Agnostic. England: Hodder and Stoughton. ص. 59–63. مؤرشف من الأصل في 2016-04-06.
  24. ^ Another Gospel: Cults, Alternative Religions, and the New Age Movement by Ruth A. Tucker 1989 (ردمك 0-310-25937-1) pages 250-251
  25. ^ Daske and Ashcraft