حرب غير متكافئةحرب غير متكافئة (بالانجليزية: Asymmetric warfare) (أو الاشتباك غير المتكافئ) هو مصطلح يُطلق على حربٍ بين خصمين متحاربين تختلف قوتهما العسكرية النسبية، أو خططهما الاستراتيجية والتكتيكية، إلى حدّ كبير. تتجسّد هذه الحرب عادةً بين الجيش النظامي الدائم من جهة، وميليشيات حركات المقاومة والعصيان من جهة أخرى، وغالبًا ما تُعد الأخيرة قوات مقاتلة غير قانونية. تصف الحرب غير المتكافئة نزاعًا عسكريًا لا تكون فيه موارد المتحاربين متكافئة، ويعمل كلّ طرف في هذا الصراع على استغلال نقاط ضعف الطرف الآخر. تشمل هذه النزاعات عادة استراتيجياتِ وتكتيكات الحرب غير التقليدية، فيحاول المقاتلون الأضعف استخدام إستراتيجية تعوّض عن النقص في عدد ونوعية القوات والعتاد،[1] وقد لا تكون تلك الاستراتيجيات عسكريّةً بالضرورة.[2] تعد الحرب غير المتكافئة نقيض الحرب المتكافئة، حيث يمتلك الطرفان المتحاربان مواردًا وقوةً عسكرية مماثلة، ويعتمد كلّ منهما على تكتيكات متشابهة إجمالًا، باستثناء تفاصيل وطرق تنفيذ تلك الاستراتيجيات. تُعد الحرب غير المتكافئة شكلًا من أشكال الحرب غير النظامية -صراع عنيف بين قوات نظامية، وأخرى غير نظامية، أقل تسلحًا ودعمًا، وأقل عددًا أيضًا، لكنها تُعد خصمًا قويًا يمتلك دافعًا للاستمرار. يُستخدم المصطلح مرارًا للإشارة إلى حرب العصابات، والعصيان، ومكافحة التمرد، والتمرد، والإرهاب، ومكافحة الإرهاب. التعريف والاختلافاتتعود شعبية المصطلح إلى مقالة للكاتب أندرو جاي. آر. ماك، بعنوان «لماذا تخسر الدول الكبرى حروبًا صغيرة؟»، نُشرت في دورية وورلد بوليتيكس عام 1975. أشار مصطلح «غير متكافئة» في تلك المقالة إلى تفاوت القوّة الملحوظ بين الجهات الفاعلة المتخاصمة في النزاع. وتعني كلمة «قوة»، في هذا السياق، القوة المادية، مثل الجيش الكبير والأسلحة المتطورة والاقتصاد المتقدم وغيرها. لم يحظَ تحليل ماك بالاهتمام في عصره، لكن نهاية الحرب الباردة أشعلت اهتمامًا متجددًا في الوسط الأكاديمي، وبحلول أواخر التسعينيات من القرن الماضي، بدأت الأبحاث المستندة إلى رؤى ماك بالنضوج. ثم بدأت القوات العسكرية للولايات المتحدة، بعد عام 2004، أخذ المشكلات المتعلقة بالحرب غير المتكافئة على محمل الجد مجددًا. دخلت النقاشات مرحلة عسيرة منذ عام 2004، بسبب ميل الوسطين العسكري والأكاديمي إلى استخدام المصطلح بطرقٍ مختلفة، وجراء اقتران المصطلح بحرب العصابات، والتمرد، والإرهاب، ومكافحة التمرد، ومكافحة الإرهاب. يميل المؤلفون العسكريون إلى استخدام مصطلح «غير متكافئ» للإشارة إلى الطبيعة غير المباشرة للاستراتيجيات التي تتبناها الجهات الفاعلة الأضعف، أو طبيعة العدو بحدّ ذاته (يُتوقع من الأخصام غير المتكافئين…) بدلًا من ارتباط المصطلح بالقوات المتحاربة. يميل المؤلفون الأكاديميون إلى الاهتمام بشرح أُحجيتَي النزاع غير المتكافئ. أولًا، إذا كانت «القوة» تحدد الطرف المنتصر في النزاع، فلا بدّ من وجود سبب يدفع الجهات الفاعلة الأضعف إلى مواصلة كفاحها ضد الجهات الفاعلة الأقوى. من الأسباب الرئيسة التي تفسّر ذلك:
ثانيًا، إذا كانت القوة، في مفهومها التقليدي، تؤدي إلى النصر في الحرب، فانتصار «الضعيف» على «القوي» هو انتصارٌ صوابي أو مُستحق. من الأسباب الرئيسة التي تفسّر ذلك:
تشمل النزاعات غير المتكافئة كلًّا من الحروب الأهلية والحروب بين الدول، ويتضح أن الجهات الفاعلة الأقوى انتصرت في تلك الحروب على مرّ الأعوام المئتين السابقة. مع ذلك، انتصرت الجهات الفاعلة الأضعف في معظم النزاعات غير المتكافئة منذ سنة 1950.[8][9] الأساس الاستراتيجييستخدم المتحاربون نمطًا متشابهًا من القوات في الحروب التقليدية، وتكون نتيجة الحرب قابلة للتنبؤ اعتمادًا على عدد القوات المتحاربة أو نوعيّتها، مثل امتلاك منظومة القيادة والسيطرة للقوات. قد لا يكون ذلك صحيحًا في كافة الحالات، والسبب هو تركيبة القوات أو استراتيجيتها التي تمنع طرفًا أو آخرًا من تحقيق النصر في المعركة. مثل المواجهات التي دارت إبان حروب الثورة الفرنسية والحروب النابليونية، بين القوات البرية القارية للجيش الفرنسي، والقوات البحرية التابعة للبحرية الملكية البريطانية، حيث قال الأدميرال جون جيرفس إبان حملات عام 1801: «لا أقول، يا سادة، أن الفرنسيين لن يأتون إلينا. أقول إنهم لن يأتوا عبر البحر».[10] شبّه نابليون بونابرت تلك المواجهات أيضًا بالمواجهات بين الفيل والحوت.[11] الأساس التكتيكييعتمد النجاح التكتيكي للحروب غير المتكافئة على بعض الافتراضات التالية، على أقل تقدير:
مراجع
|