وتسعى وزارة البيئة والمحافظة على الطبيعة إلى حماية الثروات النباتية والحيوانية في الحديقة وذلك بواسطة هياكلها وإداراتها المتعددة، ولتحقيق هذا الهدف، وضعت برامج لعدة أنشطة في جميع أنحاءها مما ساهم بشكل واضح في تكاثر وحيد القرن الأبيض.[10]
يعود تاريخ إنشاءها إلى عام 1938 بعد إقرار مشروع بلجيكي يهدف إلى ترويض الفيلة من أجل استغلالها لأغراض فلاحية بمركز كانغالا نابوديو.
وتُلخص الأحداث التالية تاريخ وأسباب إنشاء الحديقة من 1904 إلى غاية 2012:
1904: بداية التجارب الأولى للقبض على الفيل الأفريقي وتدجينه بمدينة آبي التي تبعد 300 كم شرق الحديقة الحالية.
1927: إنشاء «بعثة صيد بأويلي العليا»، وهو مشروع أقرته الحكومة الاستعمارية آنذاك بكانغالا نابوديو، وبدأ حيز التنفيذ وذلك بصيد الفيلة تمهيدا لإنشاء محطة لتدجينها (تأسست عام 1928). وتم نقل الفيلة التي تم اصطيادها عام 1904 إلى كانغالا نابوديو وأغلقت محطة آيبي عام 1932.
1936: تم إجراء تحقيقات بخصوص أراضي المنطقة وترسيم حدود للحديقة المستقبلية بالتعاون مع مديري إقليمي فارادجيودنغو.
1947: تعيين أول مسؤول «رسمي» للحديقة. ومن المُلاحظ خلال الأربعينيات والخمسينيات أن عمليات الصيد الجائر من قبل الصيادين كانت كثيفة وذلك من خلال قواعدهم في جنوب السودان.
1948: تم إرسال بعثة علمية من قبل معهد الكونغو البلجيكية للحدائق الوطنية، وبقيت مدة شهرين هناك.
1957 - 1958: تنفيذ دراسة مبنية على ملاحظات منظمة لدوريات الحرس، وهي إحدى البوادر لرصد المحيط البيئي هناك.
1964: تم غزو المتمردين للحديقة. وفي أثناء، ذلك تمرد 77 من أصل 96 حارسا وهربوا إلى الأدغال مصطحبين معهم الفيلة المروضة بمركز كانغالا نابوديو. وشهدت المنطقة عمليات ذبح جماعي ارتكبها المرتزقة والمتمردون والصيادون السودانيون، كما تم تدمير المباني وسجلات الأرشيف بناجر وكانغالا نابوديو.
1965: استعادة السيطرة على الحديقة من قبل السلطات القانونية، ولكن العناصر غير المنضبطة من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة استفادت بدورها من موقعها وقامت باصطياد حيوانات كبيرة.
1970: أكد استطلاع قام به مختصون أن جميع أنحاء الحديقة الشمالية والغربية شبه خالية من الحيوانات الكبيرة وأصبحت تتركز بين أنهار دونغو وغارامبا. تواصلت عمليات الصيد غير المشروع لوحيد القرن خلال السبعينات. وقدر هيلمان سميث وهو أحد المختصين أن أعداد وحيد القرن بلغت 1300 عام 1963 وانخفضت إلى 490 عام 1976.
1992: بلغت أعداد وحيد القرن 31 حيوانا، وبذلك تمت إزالة الحديقة من قائمة التراث العالمي المهددة بالانقراض.
1996: بداية الحرب الأهلية الأولى (حرب التحرير) وانطلاق عمليات الصيد غير المشروع للحيوانات بشكل ملحوظ.
1997: إعادة إدراجها ضمن لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر.
2000: انطلاق مشروع «حفظ التنوع البيولوجي في مناطق النزاع المسلح، وحماية مواقع التراث العالمي في جمهورية الكونغو الديمقراطية» بتمويل من منظمة الأمم المتحدة واليونسكو والمنظمات غير الحكومية المختصة في مواقع التراث العالمي بما في ذلك حديقة غارامبا الوطنية.
2000 - منتصف 2003: لا تزال أعداد وحيد القرن مستقرة حيث بلغت 30 كائنا. أما أعداد الفيلة والجواميس وأفراس النهر فهي في تزايد، على الرغم من الضغوط القوية التي تسببها عمليات الصيد الجائر من قبل عناصر التمرد التابعة للحركة الشعبية لتحرير السودان.
بداية من منتصف 2003: زيادة حادة في الصيد غير المشروع مصدرها من السودان.
2005: انخفضت أعداد وحيد القرن إلى نحو 4. تم تقديم اقتراح لتحويل عدد من الكائنات البالغة منها إلى منطقة آمنة خارج جمهورية الكونغو الديمقراطية، ولكن جُوبه هذا الاقتراح بالرفض من قبل الحكومة. وتسبب أيضا في خلق جو مشحون بالجدل، وتعرض إلى حملة تضليل على الصعيدين الوطني والمحلي لدرجة أن المنظمات غير الحكومية العاملة في الحديقة قررت تعليق عملياتها في مارس 2005 بسبب التوترات السياسية والاجتماعية التي أثارها هذا الاقتراح. ومازال الصيد غير المشروع لحيوانات وحيد القرن المتبقية مستمرا.
في نفس العام: قدوم مسلحي جيش الرب الأوغندي مما ساهم في تدهور حاد للوضع الأمني............
سبتمبر 2005: وقع المعهد الكونغولي للمحافظة على البيئة على اتفاق حول إدارة الحديقة مع مؤسسة الحدائق الأفريقية.
مارس 2006: تم اكتشاف كائنين اثنين من وحيد القرن أثناء القيام بإحدى الدوريات الجوية، ومنذ ذلك التاريخ لم يعد وحيد القرن يُلاحظ في الحديقة أو في مناطق الصيد.
يناير2009: قيام جيش الرب بهجوم في منطقة نجيرو أسفر عن مقتل 10 أشخاص وتدمير معدات تبلغ قيمتها 1,6 مليون دولار.
2009: مواصلة قوات التحالف التابعة لـ الكونغو / أوغندا تتبع أفراد جيش الرب للمقاومة بالمنطقة. وتم تعليق مراقبة الحديقة حتى رحيل الجيش الأوغندي في مايو. وشهدت المنطقة ازديادا واضحا لأعداد القوات المسلحة (حوالي 11,000 عنصر) وشاركت هذه القوات في عمليات الصيد غير المشروع.
2010: ظهور ملامح لاستعدة الأمن، وإن كان هشا مع استأناف الحديقة لأنشطتها تدريجيا. وتم افتتاح قسم جديد للحديقة من قبل الرئيس المدير العام للمعهد الكونغولي للمحافظة على الطبيعة مع حضور 7 سفراء للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وهي البوابة الأولى لإطلاق الأنشطة السياحية في حديقة غارامبا.
2011: استأنفت الإدارات بعد عام هادئ نسبيا أنشطتها دون توقف.[11]
2012: قتل صيادون 22 فيلا بواسطة مروحية بعد الاعتداء على أعضائهم التناسلية وعلى أنيابهم.[12]
المعيار
vii
تساهم حديقة غارامبا ومناطق الصيد المجاورة لها في توفير مساحات واسعة غنية بمختلف أنواع النباتات والأشجار الاستوائية مما يدعم وبقوة الإنتاجية والتنوع النباتي العالي بشكل استثنائي. وتُترجم هذه الميزة على سبيل المثال في وجود قطعان كبيرة من الفيلة في فترات معينة من السنة، وقد تصل هذه القطعان في بعض الأحيان إلى أكثر من 550 فيلا، وهي ظاهرة استثنائية طبيعية.[1]