حادثة سقوط رافعة في الحرم المكي
وقعت حادثة سقوط آلة رافعة في الحرم المكي الساعة 5:10 مساءً يوم الجمعة 11 سبتمبر 2015 في مشروع توسعة المسجد الحرام في مكة المكرمة غرب السعودية.[3] خلّفت هذه الحادثة أكثر من 108 وَفَيَات وحوالي 238 جريحاً بحسب ما أعلن عنه الدفاع المدني السعودي.[4][5] وقد أشارت العديد من المواقع الإخبارية أن سبب هذه الحادثة قد يعود إلى الحالة الجوية السائدة، حيث تعرّضت المدينة لعواصف رملية ورياح عاتية وأمطار شديدة. ومن الجدير بالذكر أن هذه الحادثة تزامنت مع بداية موسم الحج في مكة المكرمة فضلاً عن وجود عدد كبير من المعتمرين الذين يتوافدون بكثافة أيام الجُمَع. وأعلنت السعودية الاستنفار بعد سقوط الآلة الرافعة داخل الحرم المكي، وقالت وسائل إعلام محلية إنّ الأجهزة المعنية هيّأت 39 سيارة إسعاف لنقل المصابين، كما أعلنت التأهب في كافة المستشفيات.[6] خلفية عامةتوسعة المسجد الحرامالمسجد الحرام هو أعظم مسجد في الإسلام، وأكبر مسجد في العالم، يقع في قلب مدينة مكة غرب المملكة العربية السعودية، تتوسطه الكعبة المشرفة، وهو قبلة المسلمين في صلاتهم، وإليه يحجون. سمي بالمسجد الحرام لحرمة القتال فيه منذ دخول النبي محمد إلى مكة المكرمة منتصراً. ويؤمن المسلمون أن الصلاة فيه تعادل مائة ألف صلاة. يشهد الحرم المكي والمسجد الحرام أعمال التوسعة السعودية الثالثة، التي سترفع طاقته الاستيعابية لأكثر من 2.3 مليون مصلِّ للفرض الواحد، و 105 آلاف طائف بالكعبة الشريفة في الساعة الواحدة. وتتركز توسعة الحرم المكي الشريف في الساحات الشمالية من المسجد على مساحة أكثر من 1.47 مليون متر مربع. ويمكن أن تحتوي على نحو 1.85 مليون مصلّ إضافي، ومن أجل إنهاء المشروع الضخم تم نزع نحو 5882 ملكية. تقام التوسعة التي يتكون مبناها من ثلاثة أدوار على مسطح تزيد مساحته عن 320 ألف متر مربع، ويستوعب 300 ألف مصل.[7][8][9] وقد تولّت مجموعة بن لادن السعودية مهام تنفيذ مشروع توسعة الحرم المكي الشريف.[10][11] نبذة عن الآلة الرافعةتعتبر هذه الآلة الرافعة واحدة من الرافعات المستخدمة في توسعة الحرم المكي وهي أكبر الرافعات حديدية وأضخمها على مستوى الشرق الأوسط.[12] يبلغ ارتفاعها أكثر من 200م، وقد استخدمت في فترة سابقة للحادثة في ساحات الحرم المكي الشرقية والشمالية، وكانت تستخدم مساحة تقدر بحوالي 250 م2.[13] والآلة الرافعة العملاقة هي ألمانية الصنع، ولا يوجد منها إلا قطعتان فقط في العالم كله، إحداهما في السعودية، والمسؤول عن تشغيلها في الحرم هو فني ألماني.[13] وظيفة الرافعة الأساسية هي تسهيل نقل التربة والمواد التي يتم إخراجها من داخل المسجد الحرام بالإضافة إلى نقل مواد البناء من الساحات إلى داخل المسجد، وكان الهدف من ذلك عدم التضييق على المصلين والمعتمرين أو التأثير على حركتهم. كما أنه لا يتم استخدام هذه الآلة الرافعة عادة إلا في نقل الحمولات الثقيلة جداً، حيث يمكنها نقل 75 طنّاً في المرة الواحدة، كما أن لها جنازير ضخمة مثل الدبابات لتسهيل التحكم بها، وعادةً ما يتم ربطها بأثقال محددة عندما يتم تشغيلها.[14][13] سقطت الرافعة في الجهة الشرقية المواجهة لمقام إبراهيم وتسببت في مقتل وجرح عشرات الأشخاص.[12] تفاصيل الحادثةأصدرت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بياناً توضيحاً، بينت خلاله أسباب سقوط جزء من إحدى الآلات الرافعة بالحرم المكي على جزء من المسعى والمطاف، مما أسفر عن سقوط عدد من الوفيات والإصابات، وقال البيان: «إنه في تمام الساعة الخامسة وعشر دقائق من عصر الجمعة، ونتيجة للعواصف الشديدة والرياح القوية والأمطار الغزيرة والحالة الجوية على العاصمة المقدسة سقط جزء من إحدى الرافعات بالمسجد الحرام على جزء من المسعى بالمسجد الحرام والطواف».[15][16] إحصائيات الوفيات والإصاباتهذه قائمة إحصائيات بعدد الوفيات والإصابات للجنسيات المعلنة (تم إعلان 20 جنسية)[17]، وهي مرتبة حسب عدد الوفيات ثم الإصابات.
بعد الحادثةبدأت عملية تغيير الأرضيات الرخامية المحطمة في منطقة الطواف قبل أن تنتهي من أعمال إزالة الرافعة المنهارة، فيما مدّت السلطات شريطًا أمنيا في مساحة 500 متر مربع، تقع في منطقة السعي بين الصفا والمروة. ومنعت السلطات دخول الحجاج إلى الطابقين الثاني والثالث من أجل أداء صلاة الفجر وذلك لإجراءات الصيانة،[28] وكان خالد الفيصل أمير مكة المكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية قد وضع مهلة زمنية مدتها يومان، من أجل الانتهاء من ترميم المواقع التي تأثرت بعد سقوط الرافعة في الحرم المكي. وحسب المصادر فإن الانتهاء من الترميم سيكون يوم الاثنين 14 سبتمبر.[29] وقد صرّح مصدر مسؤول سعودي أن مناسك الحج ستجري كالمعتاد، وقال «هذا لن يؤثر على موسم الحج هذه السنة وسيتم إصلاح القسم المتضرر على الأرجح خلال أيام».[30] التحقيقبدأت السلطات السعودية في التحقيق في الأسباب الفعلية لسقوط الآلة الرافعة، حيث قال الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة إنه تم تشكيل لجنتين للتحقيق في الأسباب والتداعيات.[31] الجدير الذكر أن مجموعة بن لادن قد أوقفت أعمال التوسعة يوم الخميس الموافق 10 سبتمبر أي قبل حادثة وقوع الرافعة بيوم وذلك حسب تقرير تم نشره. وجاء في نص التقرير الذي رفعه المهندس محمد منيب أغا، مسؤول برامج السلامة في الحرمين الشريفين، نائب مدير عام التنفيذ، أنه وبناء على تعليمات المهندس نواف بكر بن لادن، فقد تم إيقاف جميع الأعمال، بجميع المواقع بمشروع توسيع الحرم المكي والعناصر المحيطة به.[31][32] نتائج التحقيقأصدر الديوان الملكي السعودي بيان أكّد فيه أن تقرير اللجنة المكلفة بالتحقيق ينفي الشبهة الجنائية في حادثة سقوط رافعة في الحرم المكي، وأكّد أن سبب الحادث تعرض الرافعة لرياح قوية، كونها في وضعية خاطئة. وأشار البيان إلى أن وضعية الرافعة كانت مخالفة لتعليمات التشغيل التصنيعية. وصدرت عدة أوامر من الملك سلمان بن عبد العزيز هي: إيقاف تصنيف مجموعة بن لادن السعودية، ومنعها من دخول أي مشاريع جديدة، ومنع سفر جميع أعضاء مجموعة بن لادن السعودية إلى نهاية التحقيق. وتضمنت الأوامر تكليف وزارة المالية والجهات المعنية عاجلاً بمراجعة جميع المشاريع التي تنفذها مجموعة بن لادن السعودية. ووجه الملك سلمان بن عبد العزيز بصرف مليون ريال لكل ذوي شهيد من شهداء حادثة سقوط الرافعة بالمسجد الحرام، وصرف مليون ريال (266,622 دولار) لكل مصاب بإصابات تسبب إعاقة دائمة، إضافة إلى 500 ألف ريال (133,311 دولار) لكل مصاب من بقية المصابين في الحادثة. وأكد التوجيه أن ذلك لا يمنع من مطالبة ذوي الشهداء والمصابين بالتعويضات. وجاء في بيان الديوان الملكي أن الملك وجه باستضافة اثنين من ذوي كل متوفى من حجاج الخارج لحج عام 1437 هـ، كما وجه بمنح ذوي المصابين في المستشفيات تأشيرات زيارة خاصة.[33][34] ردود الفعل
مراجع
|