جامع الشعيبيةجامع الشعيبية هو مسجد أثري بني في حلب مع بدايات دخول الإسلام إلى حلب، في عام 636م.
موقعه ونشأتهيقع جامع الشُّعَيْبِيَّة داخل باب أنطاكية، وهو أوّل ما اخْتَطّه [بناه] المسلمون من المساجد عند فتح حلب بقيادة أبي عُبَيْدة بن الجرَّاح في عهد سيدنا عمر رضي الله عنهما، قال ابن الأَثِير في حوادث عام 15 هـ عند ذكره فتح حلب وتحصن أهلها: «وحصرهم المسلمون فلم يلبثوا أن طلبوا الصُّلح والأمان على أنفسهم وأولادهم ومدينتهم وكنائسهم وحُصُنِهم، فأُعطوا ذلك واسْتُثني عليهم موضع المسجد» [1]، فهو من الجوامع المشهورة بحلب عبر التاريخ، وقد ذكره ابن الشِّحْنَة ضمن مشاهير الجوامع بحلب.[2] ويطلق عليه ايضاً جامع الأتراس و الجامع العُُمَرِيّ . تاريخهكان هذا الجامع مَدْرَسةً وقبلها كان مسجدًا، ثم عاد مسجدًا كما بُني في أول عهده، وكان عامرًا بالتدريس والعلم منذ أن جُعل مدرسة، ولكن مرت عليها فترة من الزمن أصبحت خالية من التدريس، يقول أبو ذر الحلبي في تاريخه بعد أن ذكر مَنْ تولى التدريس بها:[3] «هذه المدرسة الآن شَاغِرة [أي: فارغة] عن الشعائر والدرس بل ولا يعلم أحد أنها مدرسة، وعليها وقف ببلد أعزاز وقد استولى الناس على وقفها، وتركوها خالية صفرًا كغيرها من المدارس، لا مدرس ولا أنيس، ولا فقيه ولا جليس، مُقْفِرَةَ العَرَصَات [أي: الساحات]، خالية من إقامة الصلوات»، وجاء في حاشية مخطوط تاريخ حلب لأبي ذر الحلبي: «وأما الآن فبحمد الله سبحانه هي معمورة بالصلوات، ولها خطبة، وبابها مفتوح يدخلها الناس في كل آن، وعلى بابها من جهة القِبْلة حوض ماء عذب ينتفع به المسلمون. والحمد لله رب العالمين». فهذا النص يظهر أنه في زمن أبي ذر الحلبي [818 ـ 884 هـ = 1415 ـ 1480م] كانت خالية من الدرس ثم رجعت إليها إقامة الشعائر من الأذان والصلاة، فلعله من ذلك الوقت انقلبت المدرسة من كونها مدرسةً إلى مسجد تقام فيه الشعائر. والله تعالى أعلم. معالمهقال الغزي:[4] «فيه قِبلية صغيرة في شرقيها شبه حُجرة فيها قبر لأحد الصالحين، وبعض جدرانه باقية من آثار نور الدين رحمه الله [511 ـ 569 هـ = 1118 ـ 1174م]، والقِدَم ظاهر عليها، وهو عامر تقام فيه الصلوات والجمعة». وله منارة محكمة قصيرة وتحتها حجارة ضخمة عليها كتابة كوفية بديعة من النوع المسمى بالمزهر.[5] أسماؤهعُرف المسجد بعدّة تسميات عبر التاريخ منذ نشأته إلى الآن، كل تسمية بزمن معين:
المراجع
|