دُفن الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري[2] هناك عند محاولة المسلمين فتح القسطنطينية عام 52 للهجرة، ولكنهم لم ينجحوا في ذلك. ويقوم كثير من المسلمين بزيارة مقامه احتراماً له، كما توجد بعض من مقتنيات النبي محمد صلى الله عليه وسلم في ذلك المقام الموجود خارج المسجد.
يُسمِّي الأتراك الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري باسم «أيوب سلطان» تقديرا ومحبة له [5].
أبو أيوب الأنصاري وقصة استشهاده
وأبو أيوب الأنصاري هو خالد بن زيد بن كليب، أبو أيوب الأنصاري الخزرجي، شهد بدراً والعقبة والمشاهد كلها، وشهد مع علي رضيَ الله عنه قتال الخوارج، وفي داره كان نزول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، حين قدم المدينة المنورة مهاجراً من مكة فأقام عنده شهراً حتى بنى المسجد ومساكنه حوله، ثم تحوَّل إليها، وكانت وفاته ببلاد الروم قريباً من سور القسطنطينية، وكان في جيش يزيد بن معاوية وإليه أوصى وهو الذي صلى عليه.[6]
وقد جاء في رواية: أغزى أبو أيوب فمرض، فقال: إذا مِتُّ فاحملوني، فإذا صافقتم العدوَّ، فارموني تحت أقدامكم، أما إني سأحدثكم بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلّم، يقول: من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة. ودفن أبو أيوب عند سور القسطنطينية، وقالت الروم لمن دفنه: يا معشر العرب قد كان لكم الليلة شأن، قالوا: مات رجل من أكابر أصحاب نبينا(صلى الله عليه وسلم)، والله لئن نُبش لأُضرَبَ بناقوسٍ في بلاد العرب.[7]
تم بناء مجمع المسجد (الكليّة) في هذا الموقع عام 1458 من قبل الأتراك العثمانيين بعد خمس سنوات فقط من فتح القسطنطينية عام 1453 [9].
وبحلول نهاية القرن الثامن عشر كان المسجد في حالة مدمرة، نتيجة لأضرار ناجمة عن زلزال.[10]
وفي عام 1798 أمر السلطان سليم الثالث بهدم كل المباني عدا المئذنتين، وإعادة بنائها، وتم الانتهاء من العمل في عام 1800. أعيد بناء المئذنة الشرقية في النمط الأصلي من قبل السلطان محمود الثاني في عام 1822 [11][12].
يعتقد أن الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري قد توفي خلال الحصار الإسلامي الأول للقسطنطينية في عام 670. يقع الضريح على الجانب الشمالي من فناء مقابل المدخل الرئيسي لصالة الصلاة في المسجد [12].
كان المسجد هو الموقع التقليدي لحفل تتويج السلاطين العثمانيين، حيث كان السلطان الجديد يتمنطق بسيف عثمان بن أرطغرل مؤسس الدولة العثمانية أثناء تتويجه [13].