تشيتانيا
تشيتانيا ماهابرابهو (بالإنجليزية: Chaitanya Mahaprabhu) (تُنطق أيضًا كايتانيا, الترجمة الحرفية للأبجدية السنسكريتية الدولية (IAST) caitanya mahāprabhu) (من 1486 حتى 1534) كان قديسًا ومصلحًا اجتماعيًا من فيشنوي في شرق الهند (وبالتحديد في وقتنا الحاضر بنغلاديش وولايات بنغال الغربية وبيهار وجهار خاند ومانيبور وأسام وأوريسا في الهند) في القرن السادس عشر[4] وكان يعبده أتباع جوديا الفيشنوية (Gaudiya Vaishnavism) على أنه تجسيد كامل للرب كريشنا.[5] كان سري كريشنا تشيتانيا من الدعاة البارزين لمدرسة باكتي يوجا (Bhakti yoga) الفيشنوية (تعني الإخلاص في المحبة لـ كريشنا)، اعتمادًا على فلسفةبهاجفاتا بورانا (Bhagavata Purana) والبهاغافاد غيتا (Bhagavad Gita).[6] وعلى وجه الخصوص، كان يعبد أشكال كريشنا، واشتهر بابتهالات هاري كريشنا (Hare Krishna) المعروفة باسم ابتهال مها[7] وألف سيكساستاكام (Siksastaka) (الصلوات التعبدية الثماني) بـ اللغة السنسكريتية. وقد كان أتباعه، المعروفون باسم جوديا الفيشونية، قدسونه باعتباره تجسيد كريشنا أو نائبه في الأرض بنفس حالة ردهارني (Radharani) الذين توقعوا ظهوره في الآيات الأخيرة في بهاجفاتا بورانا (Bhagavata Purana)[8] وكانوا يشيرون إليه في بعض الأحيان بأسماء غورا (Gaura) (تعني في اللغة السنسكريتية الذهبي)، نظرًا لمنظره الذي يعكس العدل، [9] ونيماي (Nimai) لكونه وُلد تحت شجرةالنيم.[10] هناك سير ذاتية مختلفة تروي تفاصيل حياته، أبرزها تشيتانيا تشاريتامريتا (Chaitanya Charitamrita]]) لـ كريشناداسا كافيراجا (Krishnadasa Kaviraja) جوسوامي (Goswami) وتشيتانيا بهاجفاتا (Chaitanya Bhagavata) لـ فريندافانا داسا (Vrindavana Dasa) [11] (وكُتبت كلها بـ البنغالية ولكنها متوفرة الآن على نطاق واسع باللغة الإنجليزية وباللغات الأخرى)، وكتب أيضًا لوتشانا داسا (Lochana Dasa) تشيتانيا مانجالا (Chaitanya Mangala).[12] وتتخلل هذه الأعمال المكتوبة باللغة البنغالية بعض الآيات من اللغة السنسكريتية. إضافة إلى ذلك، ألف معاصروه سيرًا ذاتية أخرى. تعد أهمها التحفة الأدبية، سري تشيتانيا تشاريتامريتام ماهاكافيام (Sri Chaitanya Charitamritam Mahakavyam) التي كتبها كافي كارنابورا (Kavi Karnapura) وسري كريشنا تشيتانيا تشاريتامريتام بواسطة موراري جوبتا (Murari Gupta) (في 20 جزءًا اشتملت على 1911 قصيدة). حياة تشيتانياوفقًا لـ تشيتانيا تشاريتامريتا، ولد نيماي في ليلة تمام البدر في 18 فبراير 1486، ولكنه كان وقت خسوف للقمر.[13] أطلق عليه والداه اسم 'فيشفامبهار' (Vishvambhar). كان سري تشيتانيا الابن الثاني لجاغاناث ميشرا (Jagannath Mishra) وزوجته ساشي ديفي (Sachi Devi) وكانوا يقطنون في مدينة نبادويب في ناديا (Nadia)، في بنغال الغربية.[14][15] ما زال الجدل قائمًا حول سلاسة تشيتانيا بين شعب أوريسا (Orissa) وبنغال الغربية حيث كان لشري تشيتانيا (Shree Chaitanya) جذور عائلية في جاجبور (Jajpur)، أوريسا، إذ هاجر جده مادوكار ميشرا (Madhukar Mishra) إلى منطقة قريبة من البنغال.[15] وفي شبابه، اشتهر تشيتانيا ماهابرابهو في الأصل بأنه عالم واسع المعرفة، حيث كان الأبرز في تعلمه لـ المناظرة وأظهر مهاراته فيها. كان جوبيناث موخوبادهياي (Gopinath Mukhopadhyay) معلمه الخاص في تلك الفترة. هناك مجموعة من القصص تبين مدى انجذابه إلى هتاف (Japa) وترتيل (Bhajan) لأسماء كريشنا وهو في سن صغيرة جدًا،[16] ولكنها تعد ثاني اهتماماته في اكتساب المعرفة ودراسة اللغة السنسكريتية. عندما سافر إلى جايا (Gaya) لأداء مراسم تأبين شرادا (Śrāddha) لوالده الراحل تشيتانيا قابل معلمه غورو (guru) والناسك إيسفارا بوري (Isvara Puri)، والذي استهل معهم ابتهالات جوبالا كريشنا (Gopala Krishna). كان ذلك اللقاء علامة فارقة أدت إلى تغيير مسار هائل في المستقبل المتوقَّع لماهابرابهو[17] وعند عودته للبنغال، أصيب الفيشنويون المحليون والذين يترأسهم أدفيتا آشاريا (Advaita Ächärya) بالذهول لما رأوه من 'تغير فؤاده' المفاجئ الخارجي (من 'عالم' إلى 'متعبد') وسرعان ما أصبح تشيتانيا الزعيم البارز لجماعة الفيشنو في ناديا. بعد أن ترك البنغال وبدأ دخول صنياسا (sannyasa) بأمر من كيسافا بهاراتي، (Kesava Bharati)[18] جاب تشيتانيا أنحاء الهند طولًا وعرضًا لعدة سنوات، هاتفًا بالأسماء الإلهية لكريشنا باستمرار. قضى آخر 24 عامًا من حياته في بيوري (Puri) وأوريسا،[19] ومدينة المعبد الكبير جاغاناث (Jagannäth). اعتبر إمبراطور أوريسا الهندوسي السيريافنشي، لـ جاجاباتي (Gajapati Kingdom) مهاريجا براتابارودرا ديف (Maharaja Prataparudra Dev) الرب كتجسيد كريشنا وكان نصيرًا متحمسًا ومتعصبًا دينيًا لجماعة سانكرتان (sankirtan) التي ينتمي إليها تشيتانيا.[20] وفي أثناء تلك السنوات، اعتقد أتباع الرب تشيتانيا أنه انغمس في الحب الإلهي المختلف (سامادهي) (samādhi) وقضى أوقات فراغه في نشوة إلهية (باكتي).[21] الهويةوفقًا لمعتقدات أتباع كايتانيا ماهابرابهو الأرثوذكس كان يكمن بداخله جانبان متحدان: التعبد لكريشنا بنشوة واعتقاده أن كريشنا نفسه جزء لا يتجزأ من رادها (Radha). وفقًا لسير الأدباء في القرن السادس عشر، فإن الشكل العام الذي عرضه يبدو مطابقًا لشكل كريشنا في عدة مناسبات ولا سيما لـ أدفيتا أكاريا ونتياندا برابو (Nityānanda Prabhu).[22][23][24] التعاليمترك تشيتانيا سجلاً وحيدًا مكتوبًا باللغة السنسكريتية يسمى سيكساستاكام. تتلخص التعاليم المعرفية واللاهوتية والوجودية لتشيتانيا في عشرة أسس وحكم يُطلق عليها داسا مولا (dasa mula):[25]
تقاليد تشيتانياخطأ: إحداثي غير صحيح عند السطر 4، يجب أن يكون رقما على الرغم من تقليدهم في طقوس مادهفاتشاريا (Madhvacharya) وهتافات صنياسا التابعة لتقليد شانكارا (Adi Shankar)، تُعد فلسفة تشيتانيا في بعض الأحيان من ضمن التقاليد الخاصة به داخل إطار الفيشنويين - ووجود بعض الاختلافات الواضحة مع ممارسات وإلهيات أتباع مادهفاتشاريا الآخرين. وقد اقتبس مانترا أباديسا (Mantra Upadesa) من (إيسفارا بوري) وسانياسا ديكشا (Sanyasa Diksha) من كيسافا باهراثي (Kesava Bharathi). لم يُعرف عن تشيتانيا ماهابرابهو أنه كتب أي شيء عن نفسه، باستثناء مجموعة آيات تعرف بـ سيكساستاكا، أو «الآيات الثماني التعليمية»،[26] التي نطق بها، وسجلها أحد زملائه الأقربين. وتميزت الآيات الثماني التي ألفها ماهابرابهو باحتوائها على فلسفة جوديا الفيشنوية الكاملة في شكل مكثَّف. طلب تشيتانيا من عدد قليل من أتباعه (الذين عرفوا فيما بعد بـ المعلمين الأتقياء الستة الفيشنويين) لعرض إلهيات باختي التي تعلموها في كتاباتهم.[27] كان القديسون وعلماء اللاهوت الستة هم روبا جوسوامي (Rupa Goswami) وساناتانا جوسوامي (Sanatana Goswami)، وغوبالا بهاتا جوسوامي (Gopala Bhatta Goswam)، وراغوناثا بهاتا جوسوامي (Raghunatha Bhatta Goswami) وراغوناثا داسا جوسوامي (Raghunatha dasa Goswami) وجيفا جوسوامي (Jiva Goswami) ابن شقيق روبا (Rupa) وساناتانا (Sanatana). كان هؤلاء الأفراد هم المسؤولين عن التنظيم المنهجي لإلهيات جوديا الفيشنوية (Gaudiya Vaishnava) كان ناروتاما داسا ثاكور (Narottama Dasa Thakur) وسرينفاسا أكاريا وسياماناندا بانديت من أشد المخلصين من الجيل الثاني لجوديا الفيشنوية. ولكونهم تعلموا على يد جيفا غوسوامي، فقد كان لهم دور فعال في نشر تعاليم الغوسواميين في جميع أنحاء البنغال وأوريسا والمناطق الأخرى في شرق الهند. كان العديد من زملائهم، مثل راماكاندرا كافيجارا (Ramacandra Kaviraja) وجاجنا ناريان تشاكرافاتي (Ganga Narayan Chakravarti)، معلمين بارزين أيضًا في حد ذاتهم.[28] يعد مهرجان خيتيوري (Kheturi) التي ترأسته جانافا تاكوراني (Jahnava Thakurani)،[29] زوجة نتياناندا برابو، هو اللقاء الأول الذي يجتمع فيه أتباع تشيتانيا من الفروع المختلفة سويًا. وخلال تلك الاحتفالات، يصبح أتباع العقائد الأقل تنظيمًا على دراية كبيرة بالفروع الأخرى بجانب الفوارق اللاهوتية والعملية الأخرى.[30] وفي أثناء تلك الفترة، بدأ تابعونتياناندا وأدفيتا آشاريا، برئاسة فيرابهادرا (Virabhadra) وكريشنا ميشرا على التوالي في أنساب أسرتهم (فامسا) (vamsa) للحفاظ على التقاليد. تشكل سلالة فامسا المنحدرة من سلالة نتياناندا عن طريق ابنه فيرابهادرا الفرع الأبرز لتقاليد جوديا الحديثة، على الرغم من أن نسل أدفيتا، بجانب نسل العديد من الزملاء الآخرين لتشيتانيا يحافظون على سلالاتهم، خاصة في المناطق الريفية في البنغال. أسس جوبالا جورو غوسوامي (Gopala Guru Goswami)، الزميل الصغير لتشيتانيا وأحد أتباع فاكريسفارا بانديت (Vakresvara Pandit)، فرعًا آخر تعود أصوله إلى أوريسا. أثرت كتابات جوبالا، بجانب كتابات تلميذه دياناكاندرا جوسوامى (Dhyanacandra Goswami) أساليب العبادة الداخلية في العقيدة. منذ البداية المبكرة لحركة باكتي لتشيتانيا في البنغال، كان هاريداسا ثاكور (Haridasa Thakur) وآخرون من المسلمين أو الهندوس منذ ولادتهم نصيب من المشاركة فيها. تلقى هذا الانفتاح دعمًا من بهاكتيفينودا ثاكورا (Bhaktivinoda Thakura) برؤيته بعيدة المدى في أواخر القرن التاسع عشر وأرسى أسسها بهاكتيسيدهانتا ساراسفاتي (Bhaktisiddhanta Sarasvati) في جوديا ماثا (Gaudiya Matha) التي كتبها في القرن العشرين.[31] في القرن العشرين، وصلت تعاليم تشيتانيا إلى الغرب عن طريق أيه سي بهاكتيفيدانتا سوامي برابهوبادا (A.C. Bhaktivedanta Swami Prabhupada)، ممثل فرع بهاكتيفيدانتا ساراسفاتي ثاكورا (Bhaktisiddhanta Sarasvati Thakura) لعقيدة تشيتانيا. أسس بهاكتيفيدانتا سوامي حركته المعروفة بالجمعية الدولية للوعي بكريشنا (آي إس كيه سي أوه إن) (ISKCON) لنشر تعاليم تشيتانيا في جميع أنحاء العالم.[32] أنشأ أيضًا جوارز وأتشارياس سارسواتا (Saraswata)، وهم من سلالة غوسوامي، وعدد آخر من الطوائف الهندوسية الذين يقدسون تشيتانيا ماهابرابهو، ومن بينهم المتعبدون في الأماكن المقدسة لعبادة الفيشنو الرئيسية في منطقة ماتورا (Mathura, Uttar Pradesh)، بنغال الغربية وأوريسا، أنشأوا معابد مخصصة لكريشنا وتشيتانيا خارج الهند في العقود الأخيرة من القرن العشرين. في القرن الحادي والعشرين، تُدرس الآن باكتي الفيشنوية عبر الوسائل الأكاديمية لـ طائفة كريشنا في عدد من المعاهد الأكاديمية.[33] التراث الثقافيإضافة إلى تأثيراته العميقة في الديانة الهندوسية، لا يزال التراث الثقافي لتشيتانيا في البنغال وأوريسا عميقًا، بجانب العديد من المستوطنين الذين يؤدون طقوس عبادتهم اليومية له على أنه أفتار كريشنا أو نائبه. ينسب له البعض النهضة في البنغال،[34] على أنها مختلفة عن نهضة البنغال الأشهر في القرن التاسع عشر. يؤكد سليم الله خان (Salimullah Khan) اللغوي الشهير بالدليل القاطع أن «القرن السادس عشر هو الفترة الزمنية لتقدم تشيتانيا، وهو بداية الحداثة في البنغال. يتزامن مفهوم 'الإنسانية' الذي أتى بثماره مع نظيره في أوروبا». انظر أيضًاالحواشي
المراجع
وصلات خارجية
في كومنز صور وملفات عن Chaitanya Mahaprabhu. |