بعد 28 يوما (فيلم)بعد 28 يوما
بعد 25 يوما (بالإنجليزية: 28 Days Later) هو فيلم بريطاني من نوع الرعب والخيال العلمي من إخراج داني بويل سنة 2002. المؤلف هو أليكس غارلاند والفيلم من بطولة سيليان ميرفي ونعومي هاريس وبريندان غليسون وميغان برنز وكريستوفر إكسليستون. وبعد أن اشتهر هذا الفيلم تم ranaldoجزء ثاني وهو متابعة للفيلم واسمه بعد 28 أسبوع وكذلك قصة اسمها «بعد 28 يوما: ما حدث لاحقا» ثم مجموعة مجلات مصورة. مسار القصةيبدأ الفيلم بمشهد افتتاحي قصير، حيث نرى حيوانات من نوع قردة الشمبانزي محتبسة داخل أقفاص وموضوعة أمام شاشات تعرض لقطات لأحداث عنيفة مرعبة، وهذا لإجراء بحوث طبية عليها (قـد يذكرك المشهـد بـ«البرتقـالة الآلية»). وفجأة، يـقتحم المكان ناشـطين يدافعـون عن حقوق الحيوانات، فيقـومون بإطلاق سراح القردة من الأقفاص، لكن ما لا يعلمونه - وما يحذرهم عنه عالم تواجد في المكان - أن الحيوانات تلك تحمل فيروساً خطراً ينقل العدوى إلى الإنسان، فتهاجم القردة الناشطين وتبدأ عوارض غريبة بالظهور عليهم خلال مدة لا تزيد عن نصف دقيقة. بعـد 28 يوماً من تلك الحادثة، يستيقظ ساعي البريد جيم (كيليان ميرفي) من غيبوبته في مستشفى قد تم هجره، فيغادر متجولاً بين الشوارع والمعابر، ليدرك بأن مدينة لندن بأكملها تخلوا من أي حياة. يستمر جيم في التجول والبحث حتى يفاجئ بأناس لوثهم الفيروس يقومون بمهاجمته، ولحسن حظه ينقذه اثنان من الناجين، مارك (نوا هنتلي) وسيلينا (نعـومي هاريس).. ثم يوضحان له ما يحدث. يعـرف جيم منهـما أن فيروساً انتشر في شتى المـدن، وحول الناس إلى عديمي العـقل لا يسعـون سوى لقتل ومهاجمة جميع الكائنات الحية التي من حولهم، ويعلم أن الفيروس ينتقل عبر الدم، وتتم عملية التحول خلال حوالي 20 ثانية فقط. فيما بعد، يسافـر هؤلاء الناجون عبر المدينة حتى يكتشفوا ناجيين آخرين، وهما والد يدعى فرانك (بريندن غليسون) وابنته هـانا (ميغان بيرنز)، الذين يعيشون في بناية مهجورة. يريهم فرانك إذاعة راديو مسجلة تم إرسالها من قبل جنود يقطنون في مدينة مانشستر، وهم يدعون على أنهم يملكون حلاً للقـضاء على التلوث، والقدرة على توفير الحماية للناجين. فينطلقون سوياً نحو موقع الجنود.. آملين بالنجاة ومكاناً آمناً يحميهم. «بعـد 28 يومـاً» هو فيلم معد ومرتب بالشكل الصحيح، قد نجح طاقمه بالارتقاء إلى مستوى جديد في سينما أفلام الزومبي، فهـذا الفيلم ليس على غرار كافة أفلام نوعه التي تهـتم فقـط بتقـديم قالب حركي باذخ ورديئ يخـلوا من أي فـكرة ومعـالجة درامية وحتى شخصية ممـيزة، بل إن قـصته تأمـلية تبعث أفكاراً قوية وتحوي اهتماماً ببناء علاقات جيدة ومقبولة بين الشخصيات، وصنع بعـد درامي خلف المشاهد ضمن تطورات قصصية جيدة غير متوقعة، واهتمام مناسب لأبعاد الشخصيات. هذا الفيلم لا يقع في فخ الابتذال المعروف لأفلام الرعب، كانت الجديدة منها، أو القديمة. النهايات البديلةطاقم التمثيلالطاقم التمثيلي كان فائق التميز. الممثل سيليان مـيرفي يؤدي دور جيم بمـهارة كبيرة، ويمنحها بهـدوئه ووثوق نظراته الكثير من الإقناع. الممثلة نعـومي هـاريس كـذلك قدمت أداءً قوياً لشخصية سيلينا المستعدة لقتل من تعـرفهم خلال لحظات بهدف النجاة، والتي بنظرها «النجاة هو أهم ما يمكن فعله». ومجملاً الطاقم التمثيلي (معـظمهم غير معروفون) قد كان موفقاً وتجسيدهم للشخصيات شديد التلقائية. ويرافق الأحداث تميز السيناريو الذي يجعلنا نتعاطف ونفكر بشخصيات القصة الذين يقومون بالتعـبير عن آرائهم المختلفة والتحاور مع بعضهم بالشكل الطبيعي، عوضاً عن الهروب والقتال الشرس على مسرح الأحداث مع مخلوقات الزومبي التي تلاحق الشخصيات دون فـكرة ولا جملة يود الفيلم قولها، ولا نرى سوى دفعة من الدماء والصراخ. الإنتاجفيلم «بعـد 28 يوماً» يشكل نظرة راقية ومختلفة لنـوع قـديم من الأفلام. فيطرح هذا الفـيلم - بريطاني الصنع - أفـكاراً وتسـاؤلات عدة لدرجة يمكن وصفـه بدراسة خاصة للطبيعة البشرية، ويملك في نفس الآن مقومات فنية أخرى جيدة، لا تتوافر بأفلام نوعه. إنه يعامل موضوعيته بحرفـية وجدية عالية، ويعـالجها بأساليب متميزة جداً تبتعد عن الصورة التقليدية المعهودة بأفلام الرعب والخيال ذات نفس توجهه القصصي. مخرج الفيلم هو البريطاني الموهوب داني بويل صاحب عدة تجارب هامة أبرزها بالتأكيد فيلمه «ترقب القـطار»، الذي يمثل إحدى العلامات البارزة في السينما البريطانية خلال عقد التسعـينيات. وكان بويل قد صرح بالسبب وراء خوضه هذه التجربة: لقد رغب بصناعة فيلم في قالب من «رعب الزومبي» ولكن ببعد درامي وإنساني. وقد وفق ونجح بصناعة ما قد أراد. هذا بالتأكيد ليس حال معـظم المخرجين المهتمين لسينما الرعب الذين يخوضون تجاربهم بافتقار شديد للهدف والفكرة، ومعظماً الموهبة كذلك. النمط والإلهامكتب الفيلم الروائي أليكس غارلاند والذي لم تكن له أي انجازات سابقـة في مجال السينما. غارلاند اشتهر سابقاً بكتابته لرواية «الشاطئ» التي تم اقتباسها لفيلم بنفس العنوان ومن قبل بويل نفسه (غارلانـد لم يشارك بكتابة السيناريو). غارلاند بهذا الفيلم تأثره كان واضحاً من الروايتين «أيام نبتة الترفد» و«رجل الأوميغـا»، حيث جمع من كلتا الروايتين بضعة أحداث وأفكار قصصية بارزة. السيناريو يركز بإتقان على تصاعد وتطورات القصة، هنا القصة التي تقود الفيلم وليس الدماء (إن صح التعبير). فيهتم بالتغيرات في نفسية الشخصيات وهي تغيرات ذات جوهر ثري. عوضاً عن التركيز ودس مشاهد الدمـاء والتقـزيز التي تعـتمدها بشكل كبير العـديد من أفلام الرعب الفـارغة. كما أنـه لا يجعـل من أبطاله أشخاصاً خارقـين أو أقـوياء مدججين بأخطر الأسلحة ليعـتمد إدخال جرعة حركة كبيرة في الفيلم تفقـده مصادقيته وجماليته. يضعنا السيناريو أمام مسألة صعبة معقدة، فهل يمكن لشخص أن يقتل أعز الناس عليه من أجل النجاة؟ وإن كـان «مـلوثاً» فما سيكون حجم إدراكـه وتقـبله للأمر؟ في النهـاية إن حبكة القصة تثبت وتبعث الفكرة الأساسية، أن الحب يقيد الغرائز البشرية حتى لو أدى الأمر إلى الهلاك، وفي كابوس قاسي كما بالفيلم، هنالك أهم ما يمكن فعله من النجاة فقط. هذا ما يعرضه الفيلم بطريقة مدروسة ورائعة.. وهذا ما يجعله مميزا للغاية، فكم فيلم رعب يوجد يقدم دراسة للطبيعة البشرية، مـثل هذا الفيلم. ردود الأفعالالمخرج داني بويل قدم عملاً رائعاً، بأفكار وأساليب عدة استطاع بها أن يوجه فيلمه بالشكل المبتكر والمناسب. وقد كان مدركاً تماماً للأجواء التي يتوجب صنعها للقصة، فقام باختيار تصوير أغلب مشاهد الفيلم من خلال كاميرا فيديو رقمية، لكي تعـطي إحساساً عالياً بواقعـية الأحداث. واعتمد التصوير العـبثي والخاطف في مشاهـد الرعب. يعود فضل كبير لبويل بجعل هذا الفيلم فيلماً مختلفاً عن ما سبقه من أفلام الزومبي، فهو لا يركـز على المؤثرات البصرية ومشاهـد الحركة والدمـاء والأحشاء، ولا يدخل الأغاني الصاخبة أو المقاطع الموسيقية المفاجئة، كما تفعل أفلام الرعب الهوليوودية. بويل استطاع أن يحقق المعادلة الصعبة بتقديمه لهذا الفيلم... أو هـذا المزيج الرائع والرصين بين الرعب والخيال والدراما. فاستطاع فيلمه رغـم أنه تحت بند «الرعب» أن ينال إعجاباً كبيراً من الجمهور والنقاد، هـذا بالطبع ما لا يحدث كل سنة. وبويـل ليس البريطاني الوحيد، فقـد استطاع عـدة مخرجون بريطانيون صناعة أفلام رعب في فترة الألفية تحقق نفس النجاح، وهم: إيدجار رايـت في فيلمه الزومـبي الساخر «شاون المـوتى» سـنة 2004، وأيضاً نييل مارشـال في «الهـبوط» الذي ظهر في السنة الموالية. السينما البريطانية نجحت في الألفية إنتاج فيلمين يعتبران ضمن تصنيف أفضل عشرة أفلام زومبي على الإطلاق، الأول هو «شاون الموتى» والآخر «بعد 28 يوماً»، الذي بلا شك يستحق التواجـد، فهذا الفيلم يسرد قصة ذات أفكار درامـية شديدة التـميز، ويهتم برسم علاقات منطقية وجميلة بين الشخصيات والتركـيز على البعد الإنساني للقصة، ويقدم العديد من اللحظات المرعبة والموترة بشدة، أخرى ظريفة ومؤثرة.. ضمن صناعة ممتازة جداً. مراجع
وصلات خارجية
] في كومنز صور وملفات عن 28 Days Later. |