كاتبٌ دقيق ومترجّل... لا يهتم بالعظمة والجماليّة فقط، بل حتى في الرؤى النادرة والطقوس الغامضة. وأحياناً يكون غافلاً أو يستنتج استنتاجاتٍ لا مبرر لها، وإرشاداته وملاحظاته الشخصيّة تضلّه أحياناً، إلا أنّ صدقه لا يُشكّك فيه، وتقديره لا يصل إليه أحد[3]
يتألف كتابه «وصف اليونان» من عشرة مجلدات، كلُّ مجلّدٍ يتكلّم عن جزءٍ معيّنٍ من اليونان. يبتدئ جولته ليكتب عن أتيكا (ττικά) وبالخصوص حول مدينة أثينا وضواحيها. أما المجلّدات الأخرى فيصف بها كورنث (Κορινθιακά) (المجلّد الثاني)، ولاكونيا (Λακωνικά) (المجلّد الثالث)، وميسينيا (Μεσσηνιακά) (المجلّد الرابع)، وأيليس (λιακ ν) (المجلّدان الخامس والسادس)، وآخايا (χαικά) (المجلّد السابع)، وأركاديا (ρκαδικά) (المجلّد الثامن)، وبيوتيا (Βοιωτικά) (المجلّد التاسع)، وفوكيس (Φωκικά) ولوكريس الأوزوليّة (Λοκρ ν ζόλων) (المجلّد العاشر). وهذا المشروع لا يتناول الطبوغرافيا فحسب، بل حتى الجغرافيا الثقافيّة. انتقل باوسانياس في كتابه من وصف المواضيع الأثرية والفنّيّة إلى عرض الأسس الأسطورية والتاريخية التي ولدتهم. ككاتبٍ يونانيّ تحت رعاية الإمبرواطورية الرومانيّة، وقع باوسانياس في حيّزٍ حضاريٍّ حرج، بين انتصارات اليونان الذي تشوّق للكتابةِ عنها وحقيقةِ كون اليونان تنظر إلى روماكإمبراطوريةٍ استعماريّة متسلّطة. فنرى في عمله علاماتٍ تشير إلى محاولاتٍ له لاجتياز ذلك الحيز وتأسيس هويّةٍ جديدةٍ لليونان الرومانيّة.
في موطنه اليونان، ينصب اهتمام باوسانياس على وصف الفنّ الدينيّ والعِماريّ في أوليمبياودلفي على وجه الخصوص. وعلى الرغم من ذلك فإنه وحتى في أقصى مناطق اليونان، يهتمّ بكل أنواع رسوم الآلهة والآثار المقدّسة، والأغراضِ القدسيّةِ والغامضة. فهناك في مدينةِ طيبة، يرى دروعاً تعود إلى قتلى معركة ليوكترا، ويرى حطام منزل بندار، وتماثيل هسيودوآريونوثاموريسوأورفيوس في بساتين الميوزات (إلهات الإلهام) على جبل هيليكون، فضلاً عن رؤيته لوحة الشاعرة كورينّا ومدينة تاناغرا وكذلك لوحة المؤرّخ اليونانيّبوليبيوس في مُدُنِ أركاديا.
بصورةٍ عامّة، يفضّل باوسانياس القديمَ على الحديث، والمقدّس على المدنّس. بخصوصِ الفنون اليونانيّة، فهناك الكثيرُ في العصر الكلاسيكيّ منه في العصر الحديث، هناك الكثير عن المعابد والهياكل وصور الآلهة منها عن البنايات العامة وتماثيل السياسيّين. توجدُ بعضُ الأبنية ذات أهميةٍ كبيرة، كرواق أتالوس في الأغورا القديمة في أثينا (والذي أعيد بناؤها على يد هومر ثومبسون) أو شرقيةِهيروديس أتيكوس في أوليمبيا- ورغم أهمّيتها إلا أنها لم تُذكَر بتاتاً.[6]
Arafat, K.W. 1992. "Pausanias' Attitude to Antiquities." Annual of the British School at Athens 87: 387-409.
Akujärvi, J. 2005. Researcher, Traveller, Narrator: Studies in Pausanias’ Periegesis. Studia graeca et latina lundensia 12. Stockholm: Almqvist & Wiksell.
Alcock, S., J. Cherry, and J. Elsner, eds. 2001. Pausanias: Travel and Memory in Roman Greece. Oxford: Oxford Univ. Press.
Arafat, K. 1996. Pausanias’ Greece: Ancient Artists and Roman Rulers. Cambridge, UK: Cambridge Univ. Press.
Diller, A. 1957. "The Manuscripts of Pausanias." Transactions of the American Philological Association 88:169–188.
Habicht, C. 1984. "Pausanias and the Evidence of Inscriptions." Classical Antiquity 3:40–56.
Habicht, C. 1998. Pausanias’ Guide to Ancient Greece. 2d ed. Sather Classical Lectures 50. Berkeley: Univ. of California Press.
Hutton, W. E. 2005. Describing Greece: Landscape and Literature in the Periegesis of Pausanias. Greek Culture in the Roman World. Cambridge, UK: Cambridge Univ. Press.
Pirenne-Delforge, V. 2008. Retour à la Source: Pausanias et la Religion Grecque. Kernos Supplément 20. Liège, Belgium: Centre International d‘Étude de la Religion Grecque.
^Historical and Ethnological Society of Greece, Aristéa Papanicolaou Christensen, The Panathenaic Stadium – Its History Over the Centuries (2003), p. 162
^One Hundred Greek Sculptors: Their Careers and Extant Works, introduction.
^Christian Habicht, "An Ancient Baedeker and His Critics: Pausanias' 'Guide to Greece'" Proceedings of the American Philosophical Society129.2 (June 1985:220–224) p. 220.
G. Hawes, Rationalizing myth in antiquity. Oxford: OUP, 2013 قالب:ISBN 9780199672776 contains much discussion of Pausanias’ sceptical approaches to myth.