نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية 1972 تبعًا للولاية. يشير الأحمر إلى الولايات التي فاز بها نيكسون ويشير الأزرق إلى الولاية الوحيدة التي فاز بها ماكغفرن بالإضافة إلى مقاطعة واشنطن العاصمة الاتحادية. أما الذهبي فيشير إلى الصوت الوحيد الذي ذهب لمرشح الحزب الليبرتاري جون هوسبرز من أحد أعضاء الكلية بولاية فيرجينيا الذي خالف ولايته.
اجتاح نيكسون التحديات التي واجهها عضوان من أعضاء الكونغرس الجمهوريين في الانتخابات الجمهورية التمهيدية لعام 1972 ليفوز بإعادة الترشيح. حشد ماكغفرن، الذي لعب دورًا أساسيًا في إعادة تشكيل نظام الترشيح الديمقراطي بعد انتخابات عام 1968، الحركةَ المناهضة للحرب وداعمين ليبراليين آخرين ليفوز بترشيح حزبه. من بين المرشحين الذين هزمهم المرشح الأول السابق إدموند موسكي، ومرشح عام 1968 هيوبرت همفري، وعضو الكونغرس السيدة شيرلي تشيشولم، وهي أول أمريكية من أصل أفريقي تتقدم للترشيح الرئاسي للأحزاب الكبيرة.
ركز نيكسون على الاقتصاد القوي ونجاحه في العلاقات الخارجية، بينما ركز ماكغفرن برنامجه الانتخابي على المناداة بالانتهاء العاجل لحرب الفيتنام، والحد الأدنى من الدخل المضمون. حافظ نيكسون على تقدم وثبات كبيرين في الاقتراع. وعلى نحو منفصل، اخترقت هيئة إعادة انتخاب نيكسون مجمعَ ووترغيتللتنصت على محادثات المقرات الرئيسية للجنة الوطنية الديمقراطية، وهي فضيحة عُرفت لاحقًا بفضيحة ووترغيت.
كسب نيكسون الانتخابات بانتصار ساحق إذ نال 60.7% من الأصوات الشعبية وحقق النصر في 49 ولاية، وكان أول جمهوري يكتسح الجنوب. نال ماكغفرن 37.5% من الأصوات، بينما حصل جون جي شميتز من الحزب الأمريكي المستقل على 1.4% من الأصوات. حاز نيكسون ما يقارب 18 مليون صوت متخطيًا ماكغفرن، وهو يحمل الرقم القياسي بأكبر عدد أصوات في الانتخابات الرئاسية خلال حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية في الولايات المتحدة . كانت الانتخابات الرئاسية لعام 1972 الأولى منذ الموافقة على التعديل رقم 26، الذي خفض السن الانتخابي من 21 عامًا إلى 18 عامًا. خلال سنتين من الانتخابات، استقال كل من نيكسون ونائب الرئيس سبيرو أغنيو: الأول في أغسطس عام 1974 بسبب فضيحة ووترغيت، والثاني في أكتوبر عام 1973 بسبب تهمة فساد منفصلة. خلف جيرالد فورد أغنيو نائبًا للرئيس، ثم خلف نيكسون رئيسًا في السنة التالية.
ترشيح الحزب الديمقراطي
بالمجمل، أعلن خمسة عشر شخصًا عن ترشيحهم في ترشيح الحزب الديمقراطي:[3][4]
كان زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تيد كينيدي، وهو الأخ الأصغر للرئيس السابق جون إف. كينيدي والسيناتور الأمريكي السابق روبرت إف. كينيدي، المفضلَ للفوز بترشيح عام 1972، ولكنه أعلن أنه لن يترشح.[5] بعد ذلك، أصبح السيناتور إدموند موسكي المرشح الديمقراطي المفضل السيناتور،[6] وهو مرشح منصب نائب الرئيس لعام 1968.[7] انهار زخم موسكي قبل الانتخابات نيوهامبشاير التمهيدية، حين نُشر الخطاب المسمى «خطاب كانوك» في مانشستر يونيون ليدر. زعم الخطاب، الذي كان في الحقيقة مزورًا من قبل وحدة نيكسون «للحيل القذرة»، أن موسكي قد وجه ملاحظات مهينة للكنديين الفرنسيين؛ من المرجح أن هذه الملاحظة ستؤذي دعم موسكي بين السكان الأمريكيين الفرنسيين في شمال نيو إنجلاند.[8] نتيجة لذلك، نشرت الصحيفة هجومًا على شخصية زوجة موسكي جاين، وأفادت بأنها كانت ثملة واستعملت لغة هجائية ساخرة سيئة في الحملة. قدم موسكي دفاعًا عاطفيًا عن زوجته في خطاب خارج مكاتب الصحيفة خلال عاصفة ثلجية. مع أن موسكي ذكر لاحقًا أن ما ظهر للصحافة كدموع قد كان ندف الثلج ذائبة، أبلغت الصحافة أن موسكي انهار وبكى، مشوهًا صورة المرشح العاقل والهادئ.[8][9]
قبل سنتين من الانتخابات، دخل سيناتور داكوتا الجنوبيةجورج ماكغفرن السباق بصفته مرشحًا تقدميًامناهضًا للحرب.[10] كان ماكغفرن قادرًا على جذب الدعم من حركة المعادين للحرب والدعم الشعبي معًا للفوز بالترشيح في نظام أولي لعب دورًا أساسيًا في تصميمه.
في 25 يناير عام 1972، أعلنت ممثلة نيويورك شيرلي كريسهولم أنها ستترشح، وأصبحت أول أمريكية من أصل أفريقي تتقدم للترشيح الديمقراطي أو الجمهوري. صرحت ممثلة هاواي باستي مينك بأنها ستترشح أيضًا، وأصبحت أول أمريكية من أصل آسيوي تتقدم للترشيح الرئاسي الديمقراطي.[11]
في 25 أبريل، فاز جورج ماكغفرن بانتخابات ماساتشوستس التمهيدية. بعد ذلك بيومين، اقتبس الصحفي روبرت نوفاك من قول «سيناتور ديمقراطي» اتضح بعد ذلك أنه توماس إيغلتون: «الناس لا يعرفون عن ماكغفرن العفو، والإجهاض، وتشريع المخدرات. فور أن تعرف أمريكا الوسطى -تحديدًا أمريكا الوسطى الكاثوليكية- بذلك، فسوف يكون ميتًا». التصق به اللقب وأصبح معروفًا بأنه مرشح «العفو، والإجهاض، والأسيد». أصبحت صرخة هامفري لإيقاف ماكغفرن، خصوصًا في انتخابات نبراسكا التمهيدية.[12][13]
أدى حاكم ألاباماجورج والاس، وهو أحد مناهضي الاندماج العرقي، أداءً حسنًا في الجنوب (فائزًا بكل مقاطعة تقريبًا في انتخابات فلوريدا التمهيدية) وبين المصوتين المنفردين غير الراضين في الشمال.[14] تعرقلت الحملة التي كانت ستتحول إلى حملة قوية بعد أن أُصيب والاس في محاولة اغتيال من قبل آرثر بريمر في 15 مايو. أُصيب والاس بخمس طلقات نارية تركته مشلولًا من الخصر إلى الأسفل. في اليوم الذي تلا محاولة الاغتيال، فاز والاس بأصوات ميشيغانوماريلاند التمهيدية، ولكن إطلاق النار قد نجح في إنهاء حملته، وانسحب في يوليو.
في النهاية، فاز ماكغفرن في الترشيح بفوزه بالانتخابات التمهيدية من خلال الدعم الشعبي رغم المعارضة المترسخة. قاد ماكغفرن لجنة لإعادة تصميم نظام الترشيح الديمقراطي بعد نزاع الترشيح المقسم ومؤتمر عام 1968. بقيت المبادئ الأساسية للجنة ماكغفرن –التي تنص على أن النتائج التمهيدية الديمقراطية يجب أن تحدد الفائز عن الترشيح الديمقراطي– موجودة خلال كل منافسة ترشيح تالية. على أي حال، أغضبت القوانين الجديدة بعض الديمقراطيين البارزين الذين كان تأثيرهم جانبيًا، ورفض هؤلاء السياسيون دعم حملة ماكغفرن (دعم بعض منهم حملة نيكسون بدلًا من ذلك) تاركين حملة ماكغورفين في نقص كبير بالموارد المالية مقارنة مع نيكسون.