النوع الاجتماعي والدين

رمز للتنوع بين الجنسين، والقبول، والاندماج في الأماكن الوثنية والسحرية، والمجتمع، والطقوس، والأعمال.

تُصنَّف الاختلافات الجنسية في الدين على أنها «داخلية» أو «خارجية». تُدرس القضايا الدينية الداخلية من منظور دين معين، وقد تشمل المعتقدات والممارسات الدينية حول أدوار وحقوق الرجال والنساء في الحكومة والتعليم والعبادة، والمعتقدات حول جنس أو جندر الآلهة والشخصيات الدينية، والمعتقدات حول أصل ومعنى النوع الاجتماعي للإنسان. يمكن تعريف القضايا الدينية الخارجية على نطاق واسع، على أنها دراسة دين معين من وجهة نظر خارجية، بما في ذلك التصادمات المحتملة بين الزعماء الدينيين والعلمانيين،[1] وتأثير وجهات النظر الدينية في القضايا الاجتماعية والاختلاف بينها.

جندر الآلهة

تشتمل أوائل الديانات الموثّقة، وبعض الديانات الأرواحية المعاصرة، على تأليه خصائص العالم الطبيعي. يُضفى عادة نوع اجتماعي على هذه الأرواح، ولكن ليس دائمًا. يُقترح أن تعدد الآلهة انبثق من الروحانية منذ القرن التاسع عشر، حيث قدمت الملحمة الدينية شخصيات لأرواح روحانية أصلية في أجزاء مختلفة من العالم، وعلى نحو وجيه في تطور الأدب القديم في الشرق الأدنى والهندوأوروبي. يُضفى أيضًا النوع الاجتماعي على الآلهة عند تعدد الآلهة. أول دليل على التوحيد هو عبادة الإلهة يورنوم، وآتون في مصر، وشريعة موسى في التوراة، والزرادشتية في بلاد فارس. آتون ويهوه وأهورامزدا آلهة ذكورية متجسدة فقط كاستعارة، وذكورية بشكل أكبر من كونها ذكرًا بنشاط إنجابي.

كسرت الإلهة الهندوسية، كالي، الدور الجندري للمرأة، فقد مثّلت الحب والجنس والخصوبة والجمال، لأنها إلهة كل من دورة الحياة والحرب المدمّرة. من الأمثلة على الإلهة الأنثوية النموذجية هي أفروديت، التي تظهر كأنها مغرورة وبسيطة وجميلة.

اعتُقد في المسيحية أن كيانًا من الثالوث وهو الابن، قد تجسد كرجل. اعتقد المسيحيون تقليديًا أن الله الآب له جندر ذكوري أكثر من جنس ذكوري لأن الآب لم يتجسد أبدًا. على النقيض من ذلك، هناك إجماع تاريخي أقل على جندر الروح القدس. أما في تقاليد الإسلام، من ناحية أخرى، يُعتبر اسم الله كمرجع، لا يمكن تخصيصه لا قواعديًا ولا كنوع اجتماعي طبيعي. تُفسّر الضمائر الذكورية التي تشير لله في القرآن على أنها عامة وليست دلالة على التذكير.

أساطير الخلق حول الجندر البشري

خُلق الرجل والمرأة في العديد من القصص، بنفس الوقت، وبمكانة متساوية. كمثال، في قصة الخلق في سفر التكوين بالكتاب المقدس: «فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ.»[2] ويفسر بعض المعلقين هذا التطابق، على أنه يؤكد عمدًا على أن البشرية بشكل ما تشكل «وحدة في التنوع» من منظور مقدس،[3] وأن المرأة كما الرجل تُشمل في صورة الله. ويُنظر إلى الرجل الأول، آدم، على أنه كائن روحاني أو مثالي، يمكن تمييزه على أنه ذكر وأنثى، أي كائن خنثوي دون جنس.[4]

يجادل بيير شونو بأن مفهوم سفر التكوين الشامل للنوع الاجتماعي للبشرية، يتناقض بشكل حاد مع وجهات نظر النوع الاجتماعي الموجودة في الأدب القديم للثقافات المحيطة، ويقترح مكانة أعلى للمرأة في المجتمع الغربي بسبب تأثير التراث اليهودي المسيحي، واستنادًا إلى هذه الآية.[5] يجادل بعض العلماء، مثل فيلو، بأن «الجنسين» قد طُوّروا بتقسيم عَرَضي لـ «الذات الحقيقية» التي وُجدت قبل أن تُعيَّن بنوع اجتماعي.[6]

يكون الرجل في قصص أخرى، قد خُلق أولًا، ومن بعده المرأة. هذا هو الحال في قصة الخلق في سفر التكوين 2، حيث خُلقت المرأة الأولى (حواء) من ضلع الرجل الأول (آدم)، كرفيقة ومساعدة.[7] هناك ارتباط مثير للاهتمام بين قصتي خلق النوع الاجتماعي، حيث تتخيل كلتا القصتين المثل الأعلى للذات الوحدوية. ومع ذلك، فإن الذات الوحدوية إما خنثوية أو ذكورية فيزيائيًا، وكلاهما ذكوريان في الشكل. وهكذا يصبح الذكور والإناث واحدًا، وهذا يعني أنها (هي) تصبح ذكرًا.[8]

يقدم أريستوفان في مؤلف «الندوة» لأفلاطون، قصة لشرح النوع الاجتماعي والانجذاب العاطفي.[9] كان هناك في الأصل ثلاثة أجناس: ذكر بالكامل، وأنثى بالكامل، و«مخنث» الذي كان نصف رجل ونصف امرأة. وكعقاب للتهجم على الآلهة، قُسم كل منهم إلى نصفين. أصبحت أنصاف المخنث رجالًا ونساء مغايرين جنسيًا، في حين أصبح أنصاف كل من الذكور والإناث مثليون ومثليات، على التوالي.[10]

أدوار القيادة

تحصر بعض الأديان القيادة بالرجال.[11] كانت رسامة النساء أمرًا مثيرًا للجدل في بعض الأديان، حيث أن شعيرة الرسامة أو الدور الذي تقلده الشخص الذي يُرسّم، اقتصر تقليديًا على الرجال، بسبب التحريم الثقافي أو اللاهوتي.[12][13][14]

قامت بعض الطوائف المسيحية بترسيم النساء، بدءًا من القرن التاسع عشر.

الدعم الديني للمساواة بين الجنسين

جادلت بعض الديانات والباحثون الدينيون والمتدينون بأن «عدم المساواة بين الجنسين» وُجد إما بشكل عام أو في حالات معينة، ودعمت مجموعة متنوعة من الإصلاحات.

يؤمن السيخ بالمساواة بين الرجل والمرأة، وقد جادل بيير شونو بأن تأثير المسيحية هو العامل الرئيسي الذي يقود إلى مساواة المرأة مع الرجل.[5]

تقول بريمفادا غوبال، من كلية تشرشل في كامبريدج، إن ازدياد المساواة بين الجنسين، هو في الواقع نتاج العقيدة اليهودية المسيحية، ولكنها ليست حصرية لها. وتعرب عن قلقها من أن الدول الغربية تستخدم المساواة بين الجنسين كمبرر لـ «الاستعمارية الجديدة».[15] تجادل جامين أبيدوغن بأن التأثير اليهودي المسيحي قد شكل بالفعل الأدوار الجندرية في نيجيريا (بلد مسيحي بشدة)، ومع ذلك، فهي لا تعتبر الحركة النسوية نتاجًا للعقيدة اليهودية المسيحية، بل هي شكل مفضل من أشكال «الاستعمارية الجديدة».[16]

أديان محددة

فيما يلي مقالات مفصلة حول دور النوع الاجتماعي في أديان مختلفة:

انظر أيضًا

مراجع

  1. ^ Juschka, Darlene. "Gender." In ed. J. Hinnels. The Routledge Companion to the Study of Religion. 2nd ed. New York: Routledge, 2010:245-258.
  2. ^ Genesis 1:27
  3. ^ See Geneva College discussion of a biblical foundation for a broader concept of multiculturalism based on this verse" "Rather, human diversification receives its first mention in Genesis 1:27, where the text announces the creation of the one human race: 'So God created the human race in his own image ... male and female he made them.' The text's singular term, 'human race' (`Adam in Hebrew), is specified as diverse in gender, male and female. Diversification immediately receives further stimulus in the Cultural Mandate of Genesis 1:28: "Be fruitful, increase in number, fill the earth and subdue it." This divine command calls explicitly for the scattering of the race—a theme that shall recur in the Genesis narratives—and thus calls implicitly for cultural diversification." Byron Curtis, "A Blueprint for Excellence Through Diversity at Geneva College", (Geneva College, 1999). نسخة محفوظة 1 نوفمبر 2014 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ Boyarin, Daniel. "Gender." In ed. M.C. Taylor. Critical Terms for Religious Studies. Chicago: University of Chicago Press, 1998: 120.
  5. ^ ا ب "Pierre Chaunu also contends that the very recognition of women as full-fledged human beings depends on moral and ethical categories that derive ultimately from the Bible. He points out, for example, in his book Foi et histoire (Faith and History, 1980), that it is only in those cultures where the biblical text and Christianity have had some long term influence, that the status of women has gradually improved from that of property and progenitor to that of a full human being, equal to man. In cultures where the biblical text has not had any significant impact, women are regarded as property whose main purpose is to produce children. In such cultures, women are married as soon as they are able to procreate, they have little or no access to formal education, and they are allowed little self-determination. The main reason behind this social transformation is fundamentally linked to a statement found in Genesis 1:27: 'God created man in his own image, in the image of God he created him; male and female he created them.' This text affirms the intrinsic dignity of both men and women regardless of their gender or social status. This is in stark contrast to ancient Egypt and Mesopotamia where the value of human beings was primarily determined on the basis of their social standing." Pierre Gilbert, How the Bible Shapes Our World
  6. ^ Boyarin, 120.
  7. ^ Genesis 2:18
  8. ^ Boyarin, 124.
  9. ^ Richard L. Hunter, Plato's Symposium, (دار نشر جامعة أكسفورد, 2004), p. 60. نسخة محفوظة 17 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.
  10. ^ The Symposium of Plato, 189c2-193d5 نسخة محفوظة 23 أبريل 2019 على موقع واي باك مشين.
  11. ^ "Women strive for larger roles in male-dominated religions". AP NEWS. 14 يناير 2019. مؤرشف من الأصل في 2019-10-14.
  12. ^ Blau، Eleanor (23 أغسطس 1974). "Women Priests: Episcopal Ordination Controversy". مؤرشف من الأصل في 2019-10-14 – عبر NYTimes.com.
  13. ^ "Women as Roman Catholic priests? Opinions are divided -- and fiery". Los Angeles Times. 23 سبتمبر 2015. مؤرشف من الأصل في 2019-10-14.
  14. ^ "The Early Controversies Over Female Leadership". Christian History | Learn the History of Christianity & the Church. مؤرشف من الأصل في 2019-10-14.
  15. ^ "The insistence that equality is a western concept to be defended against the incursions of others relies on a continued deafness to resistant voices from outside Judaeo-Christian contexts. This, ironically, makes the self-proclaimed liberals who insist on this useful collaborators for authoritarian chauvinists from outside the west. For they are all in curious agreement that women's equality is a western concept and call for it, accordingly, to be either enforced (that's why we sent in the troops) or rejected (by keeping women secluded)." Priyamvada Gopal, "West has no monopoly on battle for gender equality نسخة محفوظة June 12, 2010, على موقع واي باك مشين.", Kuwait Times September 30, 2007. [وصلة مكسورة]
  16. ^ "These perceptions demonstrate a pattern of gender roles shaped by Western Judeo-Christian doctrine within the formal education curriculum, minimal inclusion of local history or cultural content, and loss of indigenous knowledge and practices. Gender-role change is one aspect of a general Westernizing effect of formal models of Western education on indigenous cultures." Jamaine Abidogun, "Western education's impact on Northern Igbo gender roles in Nsukka, Nigeria", Africa Today (2007).