الشعر العربي في العصر العباسيكان ازدهار الشعر العربي في العصر العباسي من أهم السمات التي ميزت تلك الحقبة التاريخية التي استمرت بدءاً من عام 750 الميلادي الموافق للعام 132 من الهجرة، وحتى عام 1517 الميلادي الموافق للعام 923 الهجري. الخلفية التاريخيةتأسست دولة الخلافة العباسية أو دولة بني العباس في عام 750 من الميلاد، والتي سُميت بالعباسية نسبة إلى العباس بن عبد المطلب أحد أعمام الرسول محمد بن عبد الله، وكان أول خلفاؤها هو أبو العباس السفاح. قسم المؤرخون فترة حكم الدولة العباسية إلى أربعة عصور رئيسية كما يلي:
في العصر العباسي الأولكانت رقعة الدولة الإسلامية قد اتّسعت خلال الحقبة الأموية وبدايات الحقبة العباسية، ونتج عن ظهور أجيال من الشعراء المولدين وذوي الأصول غير العربية من فرس وترك، ونتيجة لذلك نشأ مجتمع جديد له سماته الخاصة، ونزع بعض الشعراء للخروج على التقاليد العربية القديمة في الأدب والخطابة والشعر وبدأوا يشقون طريقهم متخذين أسايباً جديدة في الأدب شعرًا ونثرًا، بينما ظل البعض الآخر متمسكًا بالتقاليد الأصيلة في الشعر والنثر فبدت أشعار هذا العصر كحلقة وصل بين الماضي المتمثل بالتقاليد الفنية الأصيلة، والحديث المصطبغ بصبغة المجتمع الجديد. احتفى أمراء وخلفاء الدولة العباسية بالشعراء وأغدقوا عليهم الأموال مما ساعد على تطور الشعر العربي في العصر العباسي تطورًا واضحًا،[4] وتحول الشعر إلى علم له قواعد قابلة للدراسة حيث أسس الخليل بن أحمد الفراهيدي علم العروض الذي يختصّ بالأوزان الشعريّة والتي قسمها الخليل بن أحمد لفراهيدي إلى خمسة عشر بحرًا شعريًا، ثم أضاف لها الأخفش بحرًا إضافيًا هو بحر المتدارك.[5] الموضوعاتتنوعت موضوعات قصائد شعراء العرب في العصر العباسي فشملت موضوعات اجتماعية، وسياسية، إلى جانب موضوعات المدح، والغزل صريحه وعفيفه، وكان الحسن بن هانئ الذي عُرف بأبي نواس واشتهر بالخمريات هو أبرز شعراء الغزل الماجن في العصر العباسي. كما ازدهر الشعر الصوفي، والذي كان من أبرز شعرائه عُمر بن الفارض الذي لُقب بسلطان العاشقين، والبوصيري صاحب قصيدة البردة الشهيرة،[6][7] وظهرت ألوان جديدة من الشعر الصوفي مثل ما عُرف بشعر الشطح، والذي كان أبو يزيد البسطامي أحد أبرز أعلامه.[8] ظلت الكثير من الأغراض الشعرية التي شاعت لدى الشعراء العرب في العصور السابقة شائعة أيضًا في العصر العباسي مثل شعر الفخر والاعتداد بالذات وبالقبيلة، وكان من أبرز من كتبوا قصيدة الفخر في العصر العباسي أبي الطيب المتنبي، وأبي تمام، وصفي الدين الحلي،[9] وكانت قصيدة الهجاء حاضرة أيضًا في الشعر العباسي، وكان من أبرز من نظموا قصيدة الهجاء الشاعر دعبل الخزاعي المولود في مدينة البصرة عام 769م، والذي اشتهر بهجائه لمالك بن طوق والي الرحبة.[10] السمات العامةتميزت قصائد شعراء العصر العباسي بعدد من السمات البارزة، والتي من أهمها:
المراجع
|