التحضر في الهندبدأ التحضر في الهند بالتسارع نتيجةً لاعتماد الدولة اقتصادًا مختلطًا، الأمر الذي مهد لتطور القطاع الخاص. يحدث التحضر في الهند بنسبة أسرع. كان عدد البشر القاطنين في المناطق الحضرية في الهند حسب التعداد السكاني لعام 1901 يساوي 11.4% من نسبة السكان.[1] ارتفع هذا العدد إلى 28.53% في التعداد السكاني لعام 2001 وتعدى نسبة 30% وفقًا لتعداد السكان عام 2011 واصلًا إلى نسبة 31.6%.[2][3] في عام 2017 ارتفع الرقم إلى 34% وفقًا للبنك الدولي.[4] وفقًا لإحصائية وردت في تقرير الأمم المتحدة عن حالة سكان العالم، بحلول عام 2030، من المتوقع أن يقطن 40.76% من سكان البلاد في المناطق الحضرية.[5] حسب البنك الدولي ستقود كل من الهند والصين وإندونيسيا ونيجيريا والولايات المتحدة الارتفاع السكاني الحضري في العالم بحلول عام 2050. شهدت مومباي هجرة كبيرة من المناطق الريفية إلى المناطق الحضرية في القرن العشرين. تستوعب مومباي، في عام 2018، 22.1 مليون شخص وهي أكبر مركز حضري في البلاد وتتبعها دلهي التي يبلغ عدد سكانها 28 مليون شخص. شهدت الهند أسرع نسبة للتحضر في العالم، إذ بحسب تعداد السكان عام 2011 ارتفع عدد سكان دلهي 4.1% ومومباي 3.1% وكلكتا 2% بمقارنة هذا التعداد مع تعداد عام 2001. من المفهوم أنه عندما ينتقل الناس أو مجموعة كاملة من الأشخاص بهذا الحجم من مكان لآخر، لا سيما من المناطق الريفية (غاون الهند) إلى المناطق الحضرية (دلهي ومومباي وشانديغار)؛ فإنهم يسعون إلى مستوى معيشة أفضل (أغلبيتهم من المزارعين). وبعدها لتحقيق هذه المعايير. خلفية تاريخيةالفترة الانتقاليةشهدت الهند الفقر والبطالة والتخلف الاقتصادي منذ الحكم البريطاني. ركز أول رئيس وزراء للهند جواهر لال نهرو على مجال العلم والتكنولوجيا. اعتُمد نظام الاقتصاد المختلط ما أدى إلى نمو القطاع العام في الهند وأعاق تطور الاقتصاد الهندي وأدى إلى ما يُعرف بنسبة النمو الهندي. سجلت منطقة الجنوب الآسيوي التي يغلب عليها الطابع الريفي (في عام 2010 كان 69.9% من سكانها ريفيون) نموًا سنويًا أعلى في السكان الحضريين.[6] أظهرت الهند، الدولة الرائدة في جنوب آسيا، ارتفاعًا غير مسبوق في عدد السكان الحضريين في العقود القليلة الماضية، إذ ارتفع عدد سكانها الحضريين أربعة عشر ضعفًا ما بين عامي 1901 و2011.[7] يُعد هذا النمو غير متكافئ ولكنه غير ميّال أو متركز في مدينة واحدة في البلاد. تتشارك الهند بمعظم الصفات المميزة للتحضر في الدول المتطورة التي تكون فيها نسبة التحضر أسرع من الدول النامية. على سبيل المثال، في عام 1971 كان هناك حوالي 150 مدينة عدد سكانها يزيد عن المئة ألف بقليل، وصل هذا الرقم الآن إلى 500 مليون، ومن المتوقع إذا استمر هذا الاتجاه بالزيادة سيعيش حوالي 800 مليون شخص في المدن الهندية بحلول عام 2050. ارتفع عدد السكان الحضريين في الهند من 25,85 مليون عام 1901 إلى 377,11 مليون عام 2011.[8] الهند الحديثةبدأت مساهمة القطاع الزراعي في الناتج المحلي الإجمالي للهند بالانخفاض وزادت النسبة المئوية لمساهمة القطاعات الثانوية. شهدت الفترة بعد عام 1941 نموًا في أربع مراكز حضرية في الهند هي مومباي ودلهي وكلكتا وتشيناي. شهد اقتصاد الدولة ارتفاعًا بسبب الثورة الصناعية وزاد اختراع تقنيات جديدة من معايير المعيشة للسكان القاطنين في المناطق الحضرية.[9] نتج عن نمو القطاع العام تطوير المواصلات العامة والطرق وتوفير المياه والكهرباء وبالتالي البنية التحتية للمناطق الحضرية.[10] كانت ماهاراشترا أكثر ولاية متحضرة في الهند حتى عام 1991 وأصبحت الثانية بعد تاميل نادو عام 2001 وأصبحت الثالثة بعد احتلال كيرالا في المركز الثاني عام 2011 بالنظر إلى نسبة السكان الحضريين الكلي. ومع ذلك، تفوق عدد سكان ماهاراشترا البالغ 41 مليونًا على عدد سكان تاميل نادو البالغ 27 مليون بحسب التعداد السكاني لعام 2001. يُعد التوزيع المكاني للمدن الكبيرة في الهند غير متكافئ، فمن بين أكثر مئة مدينة اكتظاظًا بالسكان في البلاد، تقتصر أكثر من خمسين مدينة على خمس ولايات فقط، وهي ولاية أوتار براديش وماهاراشترا وتاميل نادو وكيرالا وأندرا براديش.[11] تتركز المدن الكبيرة، بخلاف عواصم الولايات والمركز الصناعي الرئيسي، في منطقة العاصمة الوطنية في الجزء الغربي والجنوبي من الهند. أسباب التحضر في الهندإن الأسباب الأساسية للتحضر في الهند:
عواقب التحضر في الهنديؤدي الارتفاع السريع للسكان الحضريين في الهند إلى عدة مشاكل مثل ارتفاع نسبة الأحياء الفقيرة وانخفاض مستوى العيشة في المناطق الحضرية ويؤدي أيضًا إلى ضرر بيئي.[18] تسببت الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر في أن تصبح دولًا مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة قوى عظمى، لكن الظروف في أماكن أخرى ازدادت سوءًا. يبلغ معدل النمو الحضري في الهند 2.07 %؛ ويبدو غير نافع بالمقارنة مع رواندا التي يبلغ معدل النمو فيها 7.6 %. يبلغ عدد السكان القاطنين في المناطق الحضرية حوالي 300 مليون شخص. أدى ذلك إلى زيادة كبيرة في قضايا الإسكان؛ في المدن المكتظة، يضطر الكثير من الناس للعيش في ظروف غير آمنة، مثل المباني غير القانونية. تفتقر خطوط المياه والطرق والكهرباء إلى الجودة، ما يؤدي إلى انخفاض مستويات المعيشة. تساهم هذه الزيادة السكانية في الأشياء التي تزيد من التلوث.[19] يؤدي التحضر أيضًا إلى تباين في السوق، نظرًا للطلب الكبير من عدد السكان المتزايد والقطاع الأساسي الذي يكافح للتغلب عليه.[20] قال ألان شيراري في الخامس عشر من أغسطس عام 2015: «أصبح التحضر كارثةً في مدينة مومباي في الهند». المراجع
|