البزي اسمه أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع بن أبي بزة، مقرئ مكة ومؤذن المسجد الحرام ولد سنة 170 هـ، وأحد راويي الإمام ابن كثير المكي - الرواي الثاني هو قنبل- .
البزي هو الذي روى حديث التكبير مرفوعا من آخر الضحى.
فقال البزي: سمعت عكرمة بن سليمان يقول: قرأت على إسماعيل بن عبد الله ابن قسطنطين، فلما بلغت والضحى قال: كبّر عند خاتمة كل سورة، فإني قرأت على عبد الله بن كثير فلما بلغت والضحى قال: كبّر حتى تختم، وأخبره ابن كثير أنه قرأ على مجاهد فأمره بذلك وأخبره مجاهد أن ابن عباس أمره بذلك، وأخبره ابن عباس أن أبي بن كعب أمره بذلك، وأخبره أبي أن النبي ﷺ أمره بذلك، قال الحاكم: هذا صحيح الإسناد ولم يخرجه البخاري ولا مسلم.[1]
وعن موسى بن هارون أنه قال: قال لي البزّي «حدّثت محمد بن إدريس الشافعي فقال لي إن تركتُ التكبير فقد تركت سنّة من سنن نبيك ﷺ»، وقد ساقه الحافظ أبو العلاء الهمداني عن البزّي، قال دخلتُ على إبراهيم بن محمد الشافعي وكنتُ قد وقفت عن هذا الحديث فقال لي: لئن تركته لتتركنّ سنة نبيك.
وثنا الحميدي قال سألت ابن عيينة قلت يا أبامحمد رأيت شيئا ربما فعله الناس عندما يُكبّر القارئ في شهر رمضان إذا ختم، فقال: رأيتُ صدقة بن عبد الله بن كثير يؤم الناس منذ أكثر من سبعين سنة فكان إذا ختم القرآن كبّر. وقال الحسن بن الحُباب: سألت البزّي: كيف التكبير؟، فقال: لا إله الاّ الله، والله أكبر.
قال أبوبكر الآجري: ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الحميد، قال:حدثنا أحمد بن محمد بن أبي بزة، قال سمعت مؤمل بن إسماعيل يقول:القرآن كلام الله تعالى، ليس بمخلوق. وقال ابن أبي بزة فمن قال مخلوق فهو على غير دين الله، ودين رسوله صلى الله عليه وسلم، حتى يتوب.
وأذن بالحرم أربعين سنة وأقرأ الناس بالتكبير من و(الضحى)، وأتي في ذلك بخبر غريب. تفرد به، وليس هو بالقوي في الحديث، رواه عنه جماعة.[2]
يضم البزي ميم الجمع ويصلها بواو إن أتى بعدها حرف متحرك نحو: ( عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ)
، وإن أتى بعدها حرف ساكن يقرأ كالجمهور بضم الميم بدون صلة نحو: (بِهِمُ الأَسْبَأبُ)
هاء الكناية (هاء الضمير)
هي الهاء الزائدة الدالة على المذكر الغائب وتسمى هاء الضمير نحو:( لَا رَيْبَ فِيهِ).
اتفق القراء على وصلها (إشباعها) بواو إذا كانت مضمومة، ووصلها بياء إذا كانت مكسورة، وهذا إذا وقعت بن متحركين نحو: (فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ)
، وزاد البزي على القراء أن يشبع هاء الضمير إذا وقعت بين حرف ساكن ومتحرك نحو: ( فلا إثم عليه ).
المد والقصر
المد المتصل: إذا أجتمع حرف المد والهمزة في كلمة واحدة نحو: (يشاء، قروء).
المد المنفصل: إذا أجتمع حرف المد والهمزة في كلمتين بأن يكون حرف المد نهاية الكلمة الأولى والهمزة بداية الكلمة الثانية نحو: (مَا أَنتَ، قُوا أَنفُسَكُمْ) ويقرأ البزي المتصل توسطاً أي أربع حركات، وأما المنفصل يقرأه بالقصر أي حركتان.
الهمزتان من كلمة
هما الهمزتان المتلاصقتان المجتمعتان في كلمة واحدة ولابد للأولى أن تكون مفتوحة لأنها للاستفهام، والثانية قد تكون مفتوحة أو مضمومة أو مكسورة نحو: (ءأَنْذَرْتَهُمْ، أئِنكم. أءُنزلَ ) مذهب البزي في هذا الباب تسهيل الهمزة الثانية سواء كانت مضمومة أم مفتوحة أم مكسورة نحو: (أؤنبئكم، أأنذرتهم، اءله )، وخالف البزي حفصاً في (ءامنتم) بسورة الأعراف وطه والشعراء، فقرأ بتحقيق الهمزة الأولى، وتسهيل الثانية، وإبدال الثالثة ألفاً بلا إدخال. وقرأ:(أَنْ يُؤْتَىٰ أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ ) في سورة آل عمران بزيادة همزة، (أئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ) في الأعراف بزيادة همزة، (أَذْهَبْتُمْ ) في سورة الأحقاف.
الهمزتان من كلمتين
المراد بها همزتا القطع المتلاصقتان وصلا الواقعتان في كلمتين بأن تكون الأولى في آخر الكلمة والأخرى في أول الكلمة الثانية نحو:( يَشَاءُ إِلَىٰ).
الهمزتان المتفقتان في الحركة:
مذهب البزي في حال فتح الهمزتين يسقط الأولى نحو: (جا أمرنا)
وفي حال ضم أو كسر الهمزتين يسهل البزي الهمزة الأولى ويحقق الثانية نحو: (من النساء إلا)
الهمزتان المختلفتان في الحركة:
فإن كانت الأولى مفتوحة والثانية مضمومة أو مكسورة فله في الهمزة الثانية التسهيل فقط
نحو: ( شُهَدآءَ إذْ، كُلَّمَا جَاءَ أمَّةً )
وإن كانت الأولى مضمومة أو مكسورة، والثانية مفتوحة فالبزي يبدل الثانية واوا في حالة الضم الأولى وتبدل ياء إذا كانت الأولى مكسورة.
نحو: ( السفة آء، ألا إنَّهُمْ، مِنْ خِطْبَةِ الِّنسآءِ أوْ أَكْنَنْتُم )
وإن كانت الأولى مضمومة والثانية مكسورة فله في الثانية التسهيل أو الإبدال واوا
نحو:( مَن يَّشَآءُ إلَى صِرَاطِ )
الإظهار والإدغام
أظهر البزي الباء عند الميم في: ( ارْكَب مَّعَنَا ) بسورة هود، وله الإدغام.
وأظهر البزي كذلك الثاء عند الذال في:( يَلهََث ذَّلِِكَ) بسورة الأعراف.
قرأ بتقديم الهمزة موضع الياء مع إبدال الهمزة ألفًا وله وجه آخر وهو قراءة الكلمات الخمس كالجمهور.
الوقف
وقف البزي على كلمة: (هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ ) في سورة المؤمنون بالهاء، ووقف بالهاء على كلمة:( يَأبَتِ) في سورة يوسف ومريم والقصص والصافات.
ووقف البزي كذلك بالهاء على كل هاء تأنيث رسمت بالتاء نحو: ( رَحْمَتَ، لَّعْنَتَ )، سوى كلمة ( مَرْضَاتِ ) فوقف عليها بالتاء.
ووقف بإثبات الياء في أربع كلمات:
( هَادٍ ) في الرعد والزمر وغافر
( وَاقٍ ) في الرعد وغافر
( وَالٍ ) في الرعد
( بَاقٍ ) في النحل
واختلف عنه في ( وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِي الْمُنَادِ ے ) بسورة ( قاف) فله إثبات الياء وحذفها.
ووقف هاء السكت على الكلمات الاستفهامية وهي: ( عَمَّ، فِيمَ، بَمَ، لِمَ، مِمَّ )
وله وجه آخر وهو كقراءة الجمهور.
ياءات الإضافة
روى البزي فتح ياء المتكلم إذا وقع بعدها همزة قطع مفتوحة نحو: ( إِنِّيَ أَعْلَمُ، ثُمَّ إِنِّيَ أَعْلَنْتُ )، وهناك استثناءات خالف البزي فيها القاعدة.
واختلف عنه في ( لَكُمُ دِينُكُمُ ولِي دِينِ) بسورة الكافرون فله الفتح والإسكان.
باب ياءات الزوائد
وهي ياءات متطرفة زائدة في التلاوة وغير موجودة في الرسم العثماني لذا سميت بياءات الزوائد عند من أثبتها. ومذهب البزي في هذه الياءات إذا أُثبت منها شيئا يثبتها حال الوصل والوقف.
نحو: ( والَّيْلِ إِذَا يَسْرِ، فيَقُولُ رَبِّيَ أَكْرَمَنِ)
تشديد التاء وصلا في الفعل المضارع
وقرأ البزي بتشديد التاء وصلا في الفعل المضارع في أحد وثلاثين موضعا باتفاق:
^انظر: الذهبي، التلخيص بهامش المستدرك (3: 304)، والحديث أخرجه ابن غلبون في التذكرة في القراءات الثمان (2: 659 - 660) وأبو عمرو الداني في جامع البيان ورقة 370/ ب- 371/ أو ابن الجزري في النشر (2: 413)، وفي تحبير التيسير، ص 622.(2)