أصحاب الإجماع
أصحاب الإجماع هو مصطلح في علم الرجال عند الشيعة الإثني عشرية، يطلق على مجموعات ثلاث من أصحاب الأئمة، عاصروا الفترة الممتدة من أواخر المئوية الهجريّة الأولى إلى أوائل المئويّة الثالثة، وهم ثمانية عشر رجلاً على، اشتهروا بالفقه والحديث، وقد تناولت أبحاث علماء الرجال إمكانية تصحيح كل رواية تُنقل عن أحدهم بطريق صحيح، فتعتبر بذلك الرواية بأكملها صحيحةً ويُعمل بمضمونها، بغض النظر عن أحوال باقي رجال السند بدءاً من أصحاب الإجماع، وصولاً للإمام المعصوم. نظرة تاريخيةأول من تحدّث عن مسألة أصحاب الإجماع هو الكشّي، حينما اعتقد الإجماع على تصديقهم وتصحيح ما يصح عنهم، فقال في تسمية الفقهاء من أصحاب أبي جعفر محمد الباقر وأبي عبد الله جعفر الصادق:أجتمعت العصابة على تصديق هؤلاء الأولين من أصحاب أبي جعفر وأصحاب أبي عبد الله، وانقادوا لهم بالفقه، فقالوا: أفقه الاوّلين ستة، زرارة ومعروف بن خربوذ وبريد وأبو بصير الأسدي والفضيل بن يسار ومحمد بن مسلم الطايفي، وقالوا: وأفقه الستة زرارة. وقال بعضهم مكان أبو بصير الأسدي أبي بصير المرادي وهو ليث بن البختري.[1] ثم قال تحت نفس العنوان: «أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح من هؤلاء، وتصديقهم لما يقولون، وأقرّوا لهم بالفقه، من دون أولئك الستة الذين عددناهم، وسمّيناهم، ستة نفر: جميل بن درّاج وعبد الله بن مسكان وعبد الله بن بكير وحماد بن عثمان وحماد بن عيسى وأبان بن عثمان. قالوا: وزعم أبو إسحاق الفقيه ثعلبة بن ميمون: إن أفقه هؤلاء جميل بن درّاج وهم أحداث أصحاب أبي عبد الله».[2] ووقال تحت عنوان «تسمية الفقهاء من أصحاب أبي إبراهيم موسى الكاظم وأبي الحسن علي الرضا»: «أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصح من هؤلاء، وتصديقهم، وأقروا لهم بالفقه، والعلم. وهم ستة نفر أُخر، دون الستة نفر الذين ذكرناهم في أصحاب أبي عبد الله؛ منهم يونس بن عبد الرحمن وصفوان بن يحيى بيّاع السابري ومحمد بن أبي عمير وعبد الله بن المغيرة والحسن بن محبوب وأحمد بن محمد بن أبي نصر. وقال بعضهم مكان الحسن بن محبوب الحسن بن علي بن فضّال وفضالة بن أيوب. وقال بعضهم مكان فضالة بن أيوب عثمان بن عيسى وأفقه هؤلاء يونس بن عبد الرحمن وصفوان بن يحيى.»[3] ويشير الطوسي إلى مسألة أصحاب الإجماع بقوله: «إذا كان أحد الراويين أعلم وأفقه وأضبط من الآخر، فينبغي أن يقدم خبره على خبر الآخر ويرجح عليه، ولأجل ذلك قدمت الطائفة ما يرويه زرارة ومحمد بن مسلم وبريد وأبو بصير والفضيل بن يسار ونظراؤهم من الحفاظ الضابطين على رواية من ليس له تلك الحال.»[4] كما أنه تمت الإشارة إلى الإجماع على المسألة في كلمات ابن شهرآشوب المازندراني[5] وابن المطهر الحلّي[6][7] وابن داوود الحلّي[8][9]، والشهيد الأول[10] والثاني.[11] أما البهائي فقد ترسّخ لديه أن كل رواية كان أحد أفرادها أصحاب الإجماع فهي تعتبر صحيحة،[12] وهو رأى المير داماد، بل نزّل المراسيل منزلة الصحيح إذا وقع أحد رجال أصحاب الإجماع ضمن سند الحديث المرسل،[13] أما أبو القاسم الخوئي فرفض القول بصحة مراسيلهم وكتب باب كامل في كتابه معجم رجال الحديث ليبطل هذا القول، وأعتبره: «ولكن هذا القول فاسد جزما، فإنه لا يحتمل إرادة ذلك من كلام الكشي. ولو سلم أنه أراد ذلك فهذه الدعوى فاسدة بلا شبهة».[14] أسماء الرواةعدّد الكشّي أصحاب الإجماع على الشكل التالي: أصحاب محمد الباقر
وقال بعضهم مكان أبو بصير الاسدي: أبو بصير المرادي، وهو ليث بن البختري. أصحاب جعفر الصادق
المصادرمراجع:
إشارات مرجعية
|