أسير البرتغاليين
أسير البرتغاليين، رواية عربية للروائي المغربي محسن الوكيلي. صدرت لأوّل مرة عن دار ميم في عام 2021، ودخلت في القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2022، المعروفة باسم «جائزة بوكر العربية».[1][2] وقد كشف الوكيلي أن ثمة تحديات قد واجهته أثناء كتابته لهذه الرواية، والتي تمثل بعضها في ايجاد مراجع تاريخية غير المراجع التقليدية المعروفة، مراجع أخرى تقدم آراء مختلفة بغية اكتمال المشهد، مما دفعه لقراءة الكثير من كتب التاريخ، تحدي آخر واجه الكاتب والمتمثل في أن كافة المراجع تتحدث عن السلاطين والمعارك والانتصارات والهزائم والأنساب، بينما تغيب أخبار البسطاء وطريقة عيش الإنسان العادي، كانت مغيبة لأن الإخباريين كانوا مشغولين بالوقائع الكبرى والملاحم. والرواية في جزء معتبر منها تتحدث بلسان المغيب لتقول أن الإنسان البسيطن يساهم باقتدار في صنع التاريخ.[3] ويشير الوكيلي إلى أن فكرة روايته “أسير البرتغاليين”، التي نافست على الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر)، جاءت خلال زيارته رفقة زوجته لمدينة الصويرة المغربية التاريخية القديمة كانت تقبع تحت الاحتلال البرتغالي، أو ما كان يعرف بـ”المغرب البرتغالي”، حيث لاحظ الطابع المعماري البرتغالي الطاغي فيها الممتزج بالطقوس المغربية الشعبية، ما أسس وأثث لفضاء أوحى له بشخصية “الناجي”، الشخصية المحورية في الرواية. وأضاف في حديث لـ”أيام الثقافة”: كانت الشرارة الأولى مع حكّاء كان في ساحة المدينة، قبل أن أعود إلى مدينة أغادير، التي أعمل بها، وكانت هي الأخرى في القرن السادس عشر معقلاً آخر من معاقل البرتغاليين في السواحل المغربية. اجتمعت هذه التفاصيل والحيثيّات لتولد الرواية، وظلّت صورة الحكّاء البدوي تراودني، وتلحّ عليّ، إلى أن جاءت السطور الأولى.[4] الرواية"أسير البرتغاليين" حكاية رجل بسيط يخرج إلى القرى بحثًا عن لقمة عيش ليجد نفسه أسيرًا في أحد حصون البرتغاليين على الساحل الأفريقي، مخلفًا وراءه زوجته وأطفاله الثلاثة في فاس. يقايض الأسير سجانه بسرد الحكايات، بعد أن هدده السجان بالإعدام إذا لم يفلح في صياغة الحكاية التي تروقه، فتسير الرواية على خطين سردين يتكاملان لصنع حبكة تربط بين ما يحكيه الأسير في حضرة السجان وما يرويه السارد لتكتمل معالم الرواية. وفي أحاديث متواترة وشيقة، وبمخيال يجترح عوالم لا تحدها حدود، تلقي الرواية الضوء على فترة حساسة من تاريخ العرب عامة، والمغرب خاصة، زمن صراع السعديين والمرينيين والاحتلال البرتغالي في القرن السادس عشر. والصراع المرير الذي حدث بين المغرب والعثمانيين، والذي أفضى إلى بقاء هذه البلاد خارج سيطرة الأتراك، وتختبر الرواية، من جهة أخرى، مشاعر الترقب والخوف، الحب والكراهية والرغبة في الانتقام في زمن الوباء، حيث ينهار النظام الذي يكون البشر قد ثبته أزمنة وتنهض قوانين أخرى.[5][6] يقول الوكيلي عن روايته "أسير البرتغاليين" أنها مغامرة سردية تسخر الأدب والتاريخ لأجل فهم أدق للحاضر.[7] تحيل بداية السرد في الرواية إلى ما يسمى بنظرية الصدمة، فقد قرر الكاتب أن يبدأ رحلته السردية بصوت الأسير المغربي لدى جيش البرتغاليين في الحصن، والذي استعاد ماضيه كاشفًا عن كونه الناجي الوحيد من بين سبعة أطفال، ذبحهم الأب في قبو البيت، لعجزه عن إطعامهم، في زمن القحط والوباء، بعد أن ماتت زوجته من الجوع. الشخصيات الفاعلة في الرواية[8]
المراجع
|