أخاديد الأسوار
أخاديد الأسوار هي رواية أصدرتها الكاتبة المغربية الزهرة رميج، تجسد معاناة أقارب المعتقلين السياسيين،[1] عن الرواية"أخاديد الأسوار"، هي أول أعمال رميج الأدبية، وهي أقرب إلى اليوميات، للخيال فيها نصيب كبير، وغلبت عليها اللغة الشعرية، وقد زاوجت الكاتبة فيها بين الرواية والسيرة الذاتية.[2] يشير الناقد إدريس الخضراوي، أنه مهما يكن الاجتهاد الفكري الذي تقدمه الزهرة رميج في هذه الرواية الأستعادية، فإن أخاديد الأسوارإضافة حقيقية للمنجز الروائي المغربي المعاصر، خاصة ذلك المتن الخاص منه، والذي اضطلع بتعرية الأوهام، وإضاءة القسوة التي تجرعها جيل بأكمله في سبيل الإيمان بالتغيير.[3] يقول الناقد عثماني الميلود أن أخاديد الأسوار للزهرة رميج تندرج ضمن خانة التخييل الذاتي لتغليب البرنامج التخييلي على البرنامج الأوطوبيوغرافي، وذلك من خلال تعميق الهوة بين مضمون الذكريات وشكل الكتابة. وعليه، فإن "الأخاديد" هي تخييل ذاتي يعاد من خلاله بناء الهوية الذاتية، عبر الإجابة عن سؤال: من أكون؟ وبناء الصور الغيرية: والإجابة عن سؤال: من كان؟ مع التأشير إلى نهاية التاريخ وصبغه برؤية طللية تراجيدية.[3] تصنف رواية "أخاديد الأسوار" ضمن أدب المعتقلات، حيث تقوم الزوجة المغربية "الذات الساردة" في الرواية بنقل تجربة زوجها في الاعتقال، كما تعد الرواية وطنية رومانسية من منطلق الحديث عن الانتماء الوطني الحزبي الذي أودي بالزوج المغربي "العراقي العائد إلى وطنه"، ومن خلال المشاهد الحميمة، ووصف الطبيعة وتوعية أفراد الأسرة للأساسات التي تقوم عليها العلاقة الزوجية من تفاهم وحب وثقة. كما يمكن أن تُصنف الرواية في أدب الرسائل الشخصية، حيث هناك خطاب وتفاصيل يتم ذكرها بين المرسل "الزوجة" والمرسل إليه "الزوج".[4] الشخصيات في الروايةأحمد شخصية محوية في الرواية، سجين سياسي يعاني من التعذيب الجسدي والنفسي، ويمثل معاناة جيل بأكمله ممن دفعوا ثمن نضالهم من أجل الحرية والديمقراطية. فاطمة زوجة أحمد، تعاني من الفقد والوحدة بسبب غياب زوجها في السجن، وتمثل صورة المرأة الصامدة التي تواجه التحديات الاجتماعية والعائلية. ثم السارد الزهرة رميج، يقدم وجهة نظر متداخلة بين الشخصيات، موضحًا الصراعات الداخلية والخارجية لكل منهم. أما الشخصيات الثانوية نجد منها : زملاء أحمد في السجن، الذين يمثلون تيارات فكرية وسياسية متنوعة، وأفراد الأسرة والجيران، الذين يرمزون إلى المجتمع المغربي بمختلف طبقاته. تبقى الرواية استكشاف لعالم السجن كرمز للقمع والمعاناة، ولمدى تأثيره على الروح الإنسانية والعلاقات الاجتماعية. البُعد السياسي والاجتماعيالرواية تضع القارئ في سياق فترة مهمة من تاريخ المغرب، حيث تبرز معاناة المعتقلين السياسيين الذين ناضلوا ضد الظلم والاستبداد.
الجانب الإنسانيالرواية تسلط الضوء على البعد النفسي والعاطفي لشخصياتها، وتناقش تأثير السجن على:
البنية السردية والأسلوب الأدبي
القضايا المطروحةالرواية ليست فقط عن السجن، بل تتناول أيضًا:
قراءات في الروايةتعددت القراءات في رواية "أخاديد الأسوار" من قبل العديد من النقاد، سواء على مستوي المغرب، أو على مستوي الوطن العربي، ونذكر من بين هذه القراءات: قراءة الناقد والروائي الليبي، محمد الأصفر[5]، والتي جاء فيها: «أن الروائية زهرة رميح تطرح في روايتها الكثير من الأسئلة، وتشرح عقودًا زمنية مورست فيها كل أنواع العذاب والقهر، والاغتيالات وغيرها، والرواية اشتغلت على التداعيات التي تفجرها كتابة اليوميات والخواطر الشعرية المسرودة، والرواية كلها مكتوبة بشكل حواري، ومن الممكن جدًا تحويلها إلى مسرحية ميلودرامية، الرواية فيها الكثير من الحزن والكثير من الفرح، وكل من يقرأ الرواية خاصة إذا كان من قراء العالم الثالث، فلن يشعر بغربة وسيشعر أن أحداث الرواية ليست في المغرب، إنما في بلده هو، فالمشكلة التي تطرحها الرواية موجودة في كل دول العالم.. هناك أفكار.. هناك قمع.. هناك سجون.. هناك تعذيب.. هناك بيع وشراء مساجين.. وبيع وشراء أراء ودماء وذمم وغيرها..وتطرح الرواية قضية مهمة جدًا، وهي قضية تعويض السجناء السياسيين أو المسجونين ظلمًا، أو الذين تمت تصفيتهم جسديًا لسبب أو لآخر.»
رسالة الرواية«أخاديد الأسوار" ليست مجرد رواية سياسية، بل هي شهادة أدبية عن معاناة جيل بأكمله، ودعوة للتأمل في قيمة الحرية والعدالة. تحمل الرواية أيضًا أملًا صامتًا في التغيير، حيث يُظهر الصمود البشري قدرة الإنسان على مقاومة القهر.» مراجع
|