أخاديد الأسوار

أخاديد الأسوار
معلومات الكتاب
المؤلف الزهرة رميج
الناشر المركز الثقافي العربي- الدار العربية للعلوم
تاريخ النشر 2007
مكان النشر لبنان
النوع الأدبي روايات
التقديم
عدد الصفحات 158
المواقع
ردمك 978-9953-87-129-5
مؤلفات أخرى
آنين الماء- نجمة الصباح- عزوزة- الناجون- الذاكرة المنسية- عندما يومض البرق- قاعة الإنتظار- نهر سيشوان

أخاديد الأسوار هي رواية أصدرتها الكاتبة المغربية الزهرة رميج، تجسد معاناة أقارب المعتقلين السياسيين،[1]

عن الرواية

"أخاديد الأسوار"، هي أول أعمال رميج الأدبية، وهي أقرب إلى اليوميات، للخيال فيها نصيب كبير، وغلبت عليها اللغة الشعرية، وقد زاوجت الكاتبة فيها بين الرواية والسيرة الذاتية.[2]

يشير الناقد إدريس الخضراوي، أنه مهما يكن الاجتهاد الفكري الذي تقدمه الزهرة رميج في هذه الرواية الأستعادية، فإن أخاديد الأسوارإضافة حقيقية للمنجز الروائي المغربي المعاصر، خاصة ذلك المتن الخاص منه، والذي اضطلع بتعرية الأوهام، وإضاءة القسوة التي تجرعها جيل بأكمله في سبيل الإيمان بالتغيير.[3]

يقول الناقد عثماني الميلود أن أخاديد الأسوار للزهرة رميج تندرج ضمن خانة التخييل الذاتي لتغليب البرنامج التخييلي على البرنامج الأوطوبيوغرافي، وذلك من خلال تعميق الهوة بين مضمون الذكريات وشكل الكتابة. وعليه، فإن "الأخاديد" هي تخييل ذاتي يعاد من خلاله بناء الهوية الذاتية، عبر الإجابة عن سؤال: من أكون؟ وبناء الصور الغيرية: والإجابة عن سؤال: من كان؟ مع التأشير إلى نهاية التاريخ وصبغه برؤية طللية تراجيدية.[3]

تصنف رواية "أخاديد الأسوار" ضمن أدب المعتقلات، حيث تقوم الزوجة المغربية "الذات الساردة" في الرواية بنقل تجربة زوجها في الاعتقال، كما تعد الرواية وطنية رومانسية من منطلق الحديث عن الانتماء الوطني الحزبي الذي أودي بالزوج المغربي "العراقي العائد إلى وطنه"، ومن خلال المشاهد الحميمة، ووصف الطبيعة وتوعية أفراد الأسرة للأساسات التي تقوم عليها العلاقة الزوجية من تفاهم وحب وثقة. كما يمكن أن تُصنف الرواية في أدب الرسائل الشخصية، حيث هناك خطاب وتفاصيل يتم ذكرها بين المرسل "الزوجة" والمرسل إليه "الزوج".[4]

الشخصيات في الرواية

أحمد شخصية محوية في الرواية، سجين سياسي يعاني من التعذيب الجسدي والنفسي، ويمثل معاناة جيل بأكمله ممن دفعوا ثمن نضالهم من أجل الحرية والديمقراطية. فاطمة زوجة أحمد، تعاني من الفقد والوحدة بسبب غياب زوجها في السجن، وتمثل صورة المرأة الصامدة التي تواجه التحديات الاجتماعية والعائلية. ثم السارد الزهرة رميج، يقدم وجهة نظر متداخلة بين الشخصيات، موضحًا الصراعات الداخلية والخارجية لكل منهم. أما الشخصيات الثانوية نجد منها : زملاء أحمد في السجن، الذين يمثلون تيارات فكرية وسياسية متنوعة، وأفراد الأسرة والجيران، الذين يرمزون إلى المجتمع المغربي بمختلف طبقاته. تبقى الرواية استكشاف لعالم السجن كرمز للقمع والمعاناة، ولمدى تأثيره على الروح الإنسانية والعلاقات الاجتماعية.

البُعد السياسي والاجتماعي

الرواية تضع القارئ في سياق فترة مهمة من تاريخ المغرب، حيث تبرز معاناة المعتقلين السياسيين الذين ناضلوا ضد الظلم والاستبداد.

  • السجن كرمز: يمثل السجن رمزًا للقمع السياسي الذي عاشه المغرب في مرحلة ما بعد الاستقلال، حيث تعرض المعارضون السياسيون للاعتقال والتعذيب بسبب آرائهم.
  • صراع الأيديولوجيات: من خلال شخصيات المعتقلين، تُبرز الرواية تنوع التيارات الفكرية التي واجهت السلطة، مثل الاشتراكيين والقوميين وغيرهم.

الجانب الإنساني

الرواية تسلط الضوء على البعد النفسي والعاطفي لشخصياتها، وتناقش تأثير السجن على:

  • السجين نفسه: أحمد يعاني من العزلة، التعذيب، والشعور بالخيانة أحيانًا، والسجن لا يؤثر فقط على جسده، بل أيضًا على روحه وأفكاره.
  • الأسرة: معاناة زوجة أحمد (فاطمة) وأفراد أسرته تمثل جانبًا آخر من الظلم، حيث يتحول غياب السجين إلى فراغ نفسي واجتماعي لأحبته، أما فاطمة تجسد صورة المرأة المغربية الصبورة، التي تتحمل أعباء الحياة في غياب الزوج.

البنية السردية والأسلوب الأدبي

  • التناوب السردي: تستخدم الزهرة رميج تقنية السرد المتناوب، حيث تتنقل بين السجين وزوجته وشخصيات أخرى، مما يمنح الرواية بعدًا متعدد الأصوات.
  • اللغة: تجمع الرواية بين اللغة البسيطة التي تعكس الحياة اليومية واللغة العميقة التي تتأمل المعاناة الإنسانية، مما يضفي قوة على السرد.

القضايا المطروحة

الرواية ليست فقط عن السجن، بل تتناول أيضًا:

  • الكرامة الإنسانية: كيف يمكن للنظام السياسي أن يسلب الإنسان حريته وكرامته، لكن الروح تبقى صامدة.
  • دور المرأة: فاطمة تمثل معاناة النساء اللاتي يدفعن الثمن في صمت.
  • الخيانة والولاء: تُظهر الرواية كيف يمكن للأيديولوجيات السياسية أن تُفرق بين الأصدقاء أو حتى بين أفراد العائلة.

قراءات في الرواية

تعددت القراءات في رواية "أخاديد الأسوار" من قبل العديد من النقاد، سواء على مستوي المغرب، أو على مستوي الوطن العربي، ونذكر من بين هذه القراءات:

قراءة الناقد والروائي الليبي، محمد الأصفر[5]، والتي جاء فيها: «أن الروائية زهرة رميح تطرح في روايتها الكثير من الأسئلة، وتشرح عقودًا زمنية مورست فيها كل أنواع العذاب والقهر، والاغتيالات وغيرها، والرواية اشتغلت على التداعيات التي تفجرها كتابة اليوميات والخواطر الشعرية المسرودة، والرواية كلها مكتوبة بشكل حواري، ومن الممكن جدًا تحويلها إلى مسرحية ميلودرامية، الرواية فيها الكثير من الحزن والكثير من الفرح، وكل من يقرأ الرواية خاصة إذا كان من قراء العالم الثالث، فلن يشعر بغربة وسيشعر أن أحداث الرواية ليست في المغرب، إنما في بلده هو، فالمشكلة التي تطرحها الرواية موجودة في كل دول العالم.. هناك أفكار.. هناك قمع.. هناك سجون.. هناك تعذيب.. هناك بيع وشراء مساجين.. وبيع وشراء أراء ودماء وذمم وغيرها..وتطرح الرواية قضية مهمة جدًا، وهي قضية تعويض السجناء السياسيين أو المسجونين ظلمًا، أو الذين تمت تصفيتهم جسديًا لسبب أو لآخر.»

  • قراءة أخرى للرواية من تأليف مجموعة من الكتاب، والتي جاءت بعنوان «ضد الصمت والنسيان: قراءة في رواية أخاديد الأسور للزهرة رميج»[6]
  • هناك أيضًا دراسة أدبية حول الرواية، والتي جاءت بعنوان "السرد الأستذكاري في رواية "أخاديد الأسوار" لــ: زهرة رميج. الدراسة من تأليف صبرين غباش، في يوليو 2018م عن كلية الآداب واللغات، جامعة بسكرة.[7]
  • دراسة أدبية أخرى بعنوان " شعرية السرد في رواية أخاديد الأسوار للزهرة رميج"، من تأليف: رقية لحباري، وخولة حركات، منشورة في مجلة الموروث، 2022م. (اطلع على الدراسة)
  • دراسة أدبية ثالثة بعنوان "تمثلات ثقافة الاغتراب بين سطوة البقاء وسلطة الغياب في رواية "أخاديد الأسوار" للزهرة رميج"، من تأليف: راضية شقروش، و عبد الحميد شكليل، منشورة في مجلة جسور المعرفة، 2023م. (اطلع على الدراسة

رسالة الرواية

«أخاديد الأسوار" ليست مجرد رواية سياسية، بل هي شهادة أدبية عن معاناة جيل بأكمله، ودعوة للتأمل في قيمة الحرية والعدالة. تحمل الرواية أيضًا أملًا صامتًا في التغيير، حيث يُظهر الصمود البشري قدرة الإنسان على مقاومة القهر.»

مراجع

  1. ^ "أخاديد الأسوار". مكتبة ترياق. مؤرشف من الأصل في 2024-02-28. اطلع عليه بتاريخ 2024-02-28.
  2. ^ الكويتية، جريدة الجريدة؛ الصادق، محمد (2 ديسمبر 2020). "الكاتبة المغربية الزهرة رميج: السيرة الذاتية تعتمد على الوقائع لا التزوير". جريدة الجريدة الكويتية. مؤرشف من الأصل في 2024-01-25. اطلع عليه بتاريخ 2024-10-28.
  3. ^ ا ب "مجلة الكلمة - «أخاديد الأسوار» بين الرد بالكتابة والتخييل الذاتي". www.alkalimah.net. مؤرشف من الأصل في 2022-10-01. اطلع عليه بتاريخ 2024-10-28.
  4. ^ "إضاءة على رواية "أخاديد الأسوار" للروائية المغربية الزهرة رميج". أخبار البلد. اطلع عليه بتاريخ 2024-10-29.
  5. ^ "مجلة الكلمة - الحب لا يسجن لوحده". www.alkalimah.net. مؤرشف من الأصل في 2024-06-18. اطلع عليه بتاريخ 2024-10-28.
  6. ^ "Asset Details - MBRL". www.mbrl.ae. اطلع عليه بتاريخ 2024-10-28.
  7. ^ غباش، صبرين (24 يونيو 2018). "السرد الاستذكاري في رواية "أخاديد ألاسوار" لـ : زهرة رميج". {{استشهاد بدورية محكمة}}: الاستشهاد بدورية محكمة يطلب |دورية محكمة= (مساعدة)