أجود بن زامل الجبري
السلطان أجود بن زامل الجبري هو أحد سلاطين الدولة الجبرية حكم شرق جزيرة العرب، بما فيها الأحساء والقطيف والبحرين . نسبههو أجود بن زامل العُقيلي الجبري، المعروف والمشهور بابن جبر نسبة لجده، نجدي الأصل مالكي المذهب، ويقال:«...إن اسمه محرز ويلقب بالأجود، ويقال: بل اسمه العَلَم»؛ أي أن اسمه أجود.[1] ولادتهمولده ببادية الحسا[2] والقطيف من الشرق، في رمضان سنة إحدى وعشرين وثمانمائة.[1] نشأتهنشأ السلطان أجود بن زامل الجبري متدينا، وكان له توجه وميول إلى دراسة الفقه، فانتسب للمذهب المالكي، وصارت له معرفة ببعض فروع هذا المذهب، كما عرف عنه ولعَهُ بجمع وتحصيل ودراسة كتب المالكية.[3] وكان ملتزما بأداء وإقامة الشعائر الإسلامية، كصلاة الجمعة وحضور الجماعات، كما حجّ أكثر من مرة، فانعكست هذه النشأة على سلوكه فيما بعد، كما وصف بالكرم والعدل والإحسان.[4] صفاتهاشتهر السلطان أجود بالفروسية والشجاعة، وعرف بالجود والكرم، فصار مضرب الأمثال في جزيرة العرب، فقيل: «ليس أجود من أجود».[5] كل المصادر التي ذكرت وترجمت للسلطان أجود تكاد تجمع على ذكره ووصفه بصفات نبيلة وحميدة تدل على أصالته العربية، كما تدلُّ تلك الأوصاف والنعوت التي وُصِف بها على أخلاقه وقيمه الإسلامية النبيلة. فقد وُصِف بأنه من مشاهير الملوك شهرةً وذو صيت متّسع،[6] تميز بالكرم والإفضال والعطاء والنوال وعلو الهمة والمحاس الجمة، وعرف بتعففه وورعه،[3] فريد الوصف والنعت صلاحا وإفضالا، وكان حسن العقيدة أبو الجود أجود، ومن كثرة كرمه كان يطلق على قومه الأجواد، لأنهم يجودون بكل ما لديهم وما يملكون لكي يكرموا الضيف، ويوفوه حقّه وحقّ الضيافة، ثمّ أصبحوا مثالا يُحتذَى بهم في الكرم، فيقول الناس فلان (كريم)، لشدة كرمه وكثرة عطائه للضيف. كما عُرف عن السلطان أجود تميُّزه بالتسامح وخصوصا التسامح المذهبي، ولعل ما يؤكد ذلك أنه قد استعان في قضائه ببعض فقهاء أهل السنة بعد أن كانوا شيعة. كما كان السلطان أجود ذا فروسية مقداما في الحرب، لذا فقد تعددت في بدنه جراحات كثيرة بسبب بسالته وشجاعته. وقد شهد بالصفات الحميدة التي تميَّز بها السلطان أجود من ترجم له من المؤرخين.[7] إمارته (توليه الحكم)قام أخوه سيف على آخر ولاة الجروانية بقايا القرامطة عندما أراد قتله في سنة 820 هـ[8] وكان الظفر لسيف بحيث قتله وانتزع البلاد المشار إليها وملكها وسار فيها بالعدل فدان له أهلها ولما مات خلفه أخوه أجود بن زامل واتسعت مملكته بحيث مَلَك البحرين وثم عمان من أميرها سليمان بن سليمان بن نبهان عام 893 هـ وقضى على الأسرة النبهانية[9] ثم قام حتى انتزع مملكة هرموزا من أخ لصرغل.[1] لم تُشر المصادر التي تمّ الرجوع إليها عن سنة تولي السلطان أجود مقاليد الحكم في السلطنة الجبرية، وهذا الأمر جعل الحميدان[10] يرجّح توليه الحكم سنة 875ه/1470م. لكن بعد العثور على رسالة السلطنة البهمنية التي بعثها وزير السلطنة البهمنية محمود القانوني للسلطان أجود جعل الحميدان يتراجع عن هذا التاريخ، حيث حدد أن المراسلة كانت بحدود سنة 874ه/1471م، مما جعله يعتقد أن تولّي السلطان أجود الحكم قبل سنة 874/1471م. ويبدو أن الحميدان قد أصاب كبد الحقيقة فيما ذهب إليه، فحسب ما جاء في رسالة الوزير القانوني من ألفاظ تدل على شهرة السلطان أجود ومعرفته بدوره وثقله وما يتمتع به من نفوذ، الشيء الذي يدلّ على أن الوزير لديه معرفة سابقة بالسلطان أجود، هذه المعرفة لا تُوحى بأنها لمدة قصيرة، لهذا ربما تولّي السلطان أجود مقاليد الحكم قبل سنتين من سنة 874ه/1469م، أي بحدود سنة 872ه/1467م.[11] استنجد السلطان سرغل بن نور شاه ملك هرمز بأجود بن زامل ضد أخيه الذي نازعه الملك سنة 880هـ/ 1475م، فوهبه حكم القطيف والبحرين مكافأة لمساعدته في استرداد ملكه.[12]
في سنة 912 هـ حج ابن زامل في جمع يزيدون على ثلاثين ألفا.[13] وفاتهتوفي سنة 902 هـ / 1496[14] وخلفه في الحكم ابنه محمد المصادر
مراجع
|