عصر البطولات لاستكشاف القطب الجنوبي، هي حقبة زمنية لاستكشاف القارة القطبية الجنوبية بدأت في نهاية القرن الـ 19 وانتهت بعد الحرب العالمية الأولى مع بعثة شاكلتون ورويت التي يعتبرها المؤرخون آخر بعثة استكشاف إلى المنطقة.[1] خلال هذا العصر، أصبحت منطقة القطب الجنوبي محور اهتمام العالم، حيث أسفرت حملات الأستكشاف التي قامت بها 17 بعثة إلى أنتاركتيكا وانطلقت من عشرة بلدان عن أكتشافات علمية وجيولوجية قيمة. كان العامل المشترك في جميع حملات الاستكشاف هو محدودية المصادر الطبيعية المتاحة وذلك قبل حدوث التطورات في تقنيات النقل والاتصالات التي أحدث ثورة في عمل الاستكشاف. كانت كل من هذه الحملات تعتبر عملا بطوليا واختبارا للقدرة على التحمل الذي تجاوز في بعض الأحيان الحدود البدنية والعقلية للمشاركين فيها. وصفت هذه الحملات بـ «البطولية» للدلالة على الشدائد التي كان يتعين على أعضاء البعثة التغلب عليها، بينما لم ينج بعضهم من هذه التجربة، فقد مات ما مجموعه 23 رجلا من أعضاء البعثات خلال هذه الفترة.[2][3]
وصلت بعثات الاستكشاف لأول مرة إلى القطب الجنوبي الجغرافيوالقطب الجنوبي المغناطيسي خلال هذا العصر.[4][5] كان الهدف الأساسي للعديد من الرحلات الاستكشافية هو أن تكون أول من يصل إلى هذه المناطق وكانت تتنافس بقوة لتحقيق هذا الهدف، إلى أن تحقق هذا الهدف بواسطة البحار النرويجي روال أموندسن عام 1911.[6] كان هناك أيضا حملات استكشاف أخرى تسعى إلى أهداف مختلفة في مناطق مختلفة من القارة. تم اكتشاف وتخطيط الكثير من السواحل في القارة، واستكشاف مناطق شاسعة من المناطق الداخلية لها. نتج عن هذه الحملات الإستكشافية كميات كبيرة من البيانات العلمية من مجموعة واسعة من التخصصات في الجيولوجياوالمناخوعلوم المحيطات وغيرها، وأنشغلت المجتمعات العلمية العالمية بفحصها وتحليلها لعقود.[7][8]
البداية
تيرا أستراليس
خريطة العالم التي رسمها إبراهام أورتيليوس عام 1570 ويظهر في الجزء السلفي منها قارة "تيرا أستراليس"
كان استكشاف المنطقة الواقعة في أقصى جنوب الكرة الأرضية مجال اهتمام متواصل لعدة قرون حتى قبل بداية عصر البطولات. لكن العزلة المطلقة للمنطقة بالإضافة إلى مناخها شديد البرودة غير الصالح للحياة وبحارها الغادرة شديدة الظلام شكلت تحديا هائلا بالنسبة لوسائل الإبحار في ذلك الوقت، وأدت إلى تردد الكثيريين في القيام برحلات الإستكشاف. أصبح البحار البريطاني جيمس كوك أحد أوائل المستكشفين الذين أبحروا إلى المنطقة، الاكتشافات العلمية والجيولوجية التي قام بها في رحلته الثانية عام (1772-1775) غيرت من شكل خريطة العالم إلى الأبد.[9]
قبل أن يقوم جيمس كوك برحلته هذه، كان الناس يعتقدون بوجود قارة هائلة الحجم تعرف باسم «تيرا أستراليس» تحتل غالبية مساحة نصف الكرة الجنوبي، وكانت هذه القارة تظهر في خرائط ذلك العصر. لكن جيمس كوك اكتشف أنه لا توجد مثل هذه القارة بذاك الحجم، بالرغم من أن قطع الجليد الضخمة حالت دون أكتشافه لأنتاركتيكا بشكل دقيق، وأصبح متأكدا بأن الخرائط المرسومة كانت خاطئة. تعتبر رحلة جيمس كوك البحرية أول رحلة مسجلة تعبر الدائرة القطبية الجنوبية، وقد افترض بناءً على كمية الجليد التي رآها في المنطقة، أنه ربما يكون هناك كتلة أرضية (يابسة) ينشأ منها هذا الجليد، لكنه كان مقتنعًا بأنه حتى لو كانت موجودة، فإن هذه الكتلة الأرضية بلا شك أنها بعيدة جدًا بحيث لا يمكن أن تكون صالحة للحياة أو ذات قيمة اقتصادية. أدت استنتاجاته هذه إلى توقف استكشاف المناطق الجنوبية من العالم في وقت لاحق لبعض الوقت.[9][10]
عاد الاهتمام باكتشاف القطب الجنوبي مرة أخرى بين عامي 1819-1843 عندما استقرت أوروبا وهدأت بعد سلسلة من الحروب والإضطرابات. سعى كل من المستكشفون: فابيان غوتليب، جون بيسكو،جون باليني،تشارلز ويلكيس، جول دومون دو أورفيل،وجيمس كلارك روس للحصول على أكبر قدر من المعلومات عن مناطق القطب الجنوبي. كان الهدف الأساسي لهؤلاء المستكشفين هو اختراق الحواجز البحرية الجليدية الشاسعة التي كانت تخفي تضاريس أنتاركتيكا الحقيقية، فقام كل من فابيان غوتليبوميخائيل لازاريف برحلة بحرية إلى المنطقة في عام 1819-1821، وهما أول من رأى البر الرئيسي لأنتاركتيكا وبالتالي أصبحا رسميا أول المكتشفين للمنطقة. تتابعت هذه الرحلات ونتج عنها أكتشاف «أرض فيكتوريا» والجبال المسماة حاليا «جبل تيرور» و «جبل إريباص» عام 1940 على يد البحار الأمريكي تشارلز ويلكيس. توفرت العديد من المعلومات عن القارة
منطقة القطب الجنوبي عام 1848
منطقة القطب الجنوبي المعروفة بفترة التنقيب والاستكشافات المكثفة بعد الأعوام 1819-1843 .
القطبية الجنوبية في وقت مبكر عن طريق صائدي الحيتانوالفقمات الذين كانوا يمارسون هذه المهنة لأغراض تجارية ومن ضمن هذه المعلومات هو الأخبار التي تناقلوها عن الوصول الأول المحتمل إلى البر الرئيسي للقارة القطبية الجنوبية من قبل بحار أمريكي يعمل في صيد الفقمات وذلك في عام 1821، وعلى الرغم من أن هذا الوصول كان فعليا هو الأول إلى القارة القطبية الجنوبية إلا أنه لا يزال محل نزاع وخلاف من قبل المؤرخين. ومع ذلك، فإن هؤلاء المستكشفين وبالرغم من مساهماتهم الرائعة في استكشاف القطب الجنوبي إلا أنهم لم يتمكنوا من التغلغل إلى أعماق القارة الجنوبية ومناطقها الداخلية حيث لم تعطي اكتشافاتهم صورة كاملة وحقيقية عن القطب الجنوبي مقارنة بتلك التي اكتشفت حديثًا على طول ساحل أنتاركتيكا.[11][12]
ما أعقب هذه الفترة المبكرة من الاستكشاف هو ما أطلق عليه المؤرخ هيو روبرت (H.R. Mill) اسم: «عصر الاهتمام الذي تم تجنبه». فبعد عودة جيمس كلارك روس في يناير عام 1841 من رحلته البحرية على متن سفينة "HMS Erebus" وسفينة "HMS Terror"، صرح روس بأنه لا يوجد أي بيانات علمية أو جغرافية تستحق الاستكشاف في أقصى الجنوب. وقد قيل أن ما قاله روس وكذلك الفشل الذي تم الإعلان عنه على نطاق واسع لبعثة فرانكلين في القطب الشمالي في عام 1848، أدت إلى عزوف المستكشفين عن القطب الجنوبي وعدم الاهتمام بالإبحار إليه، أو على الأقل عدم الرغبة في استثمار موارد كبيرة في اكتشاف القطبين الشمالي والجنوبي. في العشرين عامًا التي أعقبت عودة روس من رحلته البحرية، كان هناك حالة من «عدم الاهتمام» بشكل عام في العالم في استكشاف القطب الجنوبي.[13][14][15]
عادت الحماسة مرة أخرى لاستكشاف القطب الجنوبي إذ عرفت هذه الفترة بـ «عصر البطولات».[16] عمل المستكشف الألماني جورج فون نيوماير (الذي ينحدر من مدينة هامبورغ) على إعادة إحياء مشروع استكشاف أنتاركتيكا بدأً من عام 1861، عندما كان يعمل في مرصد في ملبورن. وكانت أهتماماته بشكل خاص تتركز على الأرصاد الجوية وأهميتها بسبب اعتقاده بأن المزيد من المعلومات حول مناخ القطب الجنوبي يمكن أن تؤدي إلى تنبؤات جوية أكثر دقة على مستوى العالم، وهو ما شكل دافعا لمشاركة البعثات الألمانية في رحلات وأبحاث القطب الجنوبي. قام جون موراي (وهو مستكشف وعالم أحياء بحرية كندي) بإلقاء محاضرة بعنوان (إعادة استكشاف أنتاركتيكا) أمام الجمعية الجغرافية الملكية في لندن في 27 نوفمبر 1893 وقد شكلت هذه المحاضرة دافعا قويا لمشاركة بريطانيا في حملات الاستكشاف. دعا موراي في محاضرته إلى تنظيم عمليات البحث في القطب الجنوبي لحل المسائل الجغرافية العالقة التي لا تزال تطرح عن تلك القارة. وقبل أن يلقي جون موراي محاضرته هذه، كانت الجمعية الجغرافية الملكية قد أنشأت في عام 1887 لجنة لاستكشاف القطب الجنوبي أطلق عليها اسم (لجنة أنتاركتيكا) التي نجحت في تشجيع العديد من صائدي الحيتان لاستكشاف المناطق الجنوبية من العالم.[9][17][18]
في أغسطس 1895، أصدر المؤتمر الجغرافي الدولي السادس في لندن قرارًا عامًا يدعو فيه الجمعيات العلمية في جميع أنحاء العالم إلى دعم مشروع «استكشاف القارة القطبية الجنوبية» والمشاركة بالطريقة التي يرونها أكثر فاعلية وكفاءة. حيث بررت الجمعية بأن هذا المشروع سيضيف معلومات قيمة إلى كل فرع من فروع العلوم تقريبًا. المتحدث باسم المؤتمر النرويجي «كارستن بورشغرفنك» والذي كان قد عاد للتو من رحلة لصيد الحيتان وكان من أوائل الأشخاص الذين تطأ قدمهم البر الرئيسي في القطب الجنوبي، ألقى خطابا بعد عودته من رحلته البحرية أقترح فيه خطة مفصلة وذات أفكار جديدة للقيام برحلة استكشاف إلى القطب الجنوبي، بحيث يكون مركز انطلاق هذه الرحلة هو خليج آدار الواقع في القطب الجنوبي.[9][11]
ظهر مصطلح (عصر البطولات) في وقت متأخر جدًا ولا يعرف بالضبط متى تم صياغته واستخدامه واعتماده لوصف الرحلات البحرية في ذلك العصر، فلم يستخدم هذا المصطلح في أي من تقارير أو مذكرات البعثات المبكرة، ولا حتى في السير الذاتية للأشخاص أو البحارة الذين شاركوا في (عصر البطولات) والذين ظهروا في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين. ربما يكون المستكشف البريطاني دنكان كارس هو أول من استعمل هذا المصطلح عام 1956، وذلك عندما كتب مقالا في صحيفة التايمز عن العبور الأول لجزيرة جورجيا الجنوبية في القطب الجنوبي والذي قامت به بعثة إرنست شاكلتون الملكية للقارة القطبية الجنوبية سنة 1916. كتب كارس في الصحيفة:
ثلاثة رجال من عصر البطولات في استكشاف القطب الجنوبي. يحملون حبل طوله 50 قدم وفأس نجار
حيث كان يقصد بذلك أن ثلاثة رجال قاموا بعمل بطولي في استكشاف القطب الجنوبي باستخدام مجموعة من الحبال وفأس، للدلالة على تقطيع الأخشاب وتجميعها بالحبال لبناء السفينة والإبحار.
هناك وجهات نظر مختلفة حول متى انتهى العصر البطولي لاستكشاف القطب الجنوبي. يُشار أحيانًا إلى بعثة شاكلتون ورويت على أنها آخر بعثة في القطب الجنوبي في عصر البطولات. بينما يعتبر بعض المؤرخون الآخرون تاريخ وفاة شاكلتون في 5 يناير 1922 هو نهاية هذا العصر. يقول المؤرخان مارجري وجيمس فيشر مؤلفي كتاب سيرة شاكلتون:
إذا كان من الممكن رسم خط فاصل زمني بين ما كان يُطلق عليه" عصر البطولات في استكشاف القطب الجنوبي والعصر التالي ، فإن بعثة شاكلتون ورويت قد تكون أفضل نقطة لتحديد الفاصل الزمني بين العصرين
قامت صحافية بتفقد السفينة «شاكلتون» قبل ابحارها وكتبت: «أدوات! أدوات! أدوات في كل مكان!». وكانت هذه الأدوات عبارة عن شبكات أتصال لاسلكي، ومرصد (نقطة مراقبة واستطلاع) يتم تدفئتها كهربائيًا، وعداد لقياس المسافة التي تقطعها السفينة ومسارها وسرعتها.
لقد انتهى عصر البطولات. فقد العديد من الرجال حياتهم وأصيب بعضهم الآخر بأمراض عقلية وبالجنون ومات آخرون بسبب البرد القارس والجوع، ضحوا بحياتهم وبعائلاتهم وعرضوا أنفسهم لظروف قاسية وصعبة من أجل اثراء العلم وخدمة البشرية.
البعثات الإستكشافية 1897-1922
ملاحظات
الاختصارات في الجدول لا تشمل العمل العلمي التي قامت بها هذه البعثات، والتي عادت منها بالنتائج والعينات عبر مجموعة واسعة من التخصصات.
لا يتضمن الجدول العديد من رحلات صيد الحيتان التي وقعت خلال هذه الفترة، أو البعثات الصغيرة للقطب الجنوبي مثل بعثة كارل تشون في 1898-1899، والتي لم تتعدى الدائرة القطبية الجنوبية.[19] وبعثة كوب إكسبيديشن عام 1920-1922 التي فشلت وانهارت بسبب نقص التمويل، على الرغم من أن رجلين من هذه البعثة قد أرسيا سفينة الحيتان النرويجية على الساحل وقضيا سنة كاملة على شبه الجزيرة في القارة القطبية الجنوبية.[20] هناك ثلاث بعثات كان من المقرر انطلاقها لكنها ألغيت بسبب الحرب العالمية الأولى. هناك أيضا حملة أستكشاف أسترالية بقيادة فيليكس كونيغ وحملة استكشاف بريطانية بقيادة جوزيف فوستر ستاكهاوس لم يتم تضمينها في الجدول.
يشير الرمز (†) إلى وفاة المستكشف أو قائد البعثة أثناء الحملة
كانت هذه البعثة هي الأولى التي أمضت فصل الشتاء كاملا في الدائرة القطبية الجنوبية، بعد أن علقت السفينة بالجليد في بحر بلنغهاوزن. جمعت البعثة معلومات عن القطب الجنوبي لمدة سنة كاملة تقريبا ووصلت إلى خط عرض 71° جنوب واكتشفت مضيق جيرلاش. قام رولد أموندسن وهو مساعد قائد السفينة بقيادة حملة الإستكشاف التالية التي وصلت إلى القطب الجنوبي عام 1911.
كانت هذه البعثة بقيادة بورشغرفنك هي الأولى التي تمضي فصل الشتاء كاملا على البر الرئيسي للقطب الجنوبي وتحديدا في منطقة كيب آدار. وكانت أول من أستخدم الكلاب والعربات في التنقل وقد قامت بأول صعود ناجح لحاجز جليدي ضخم. وسجلت رقم قياسي لأبعد وصول إلى الجنوب عند 30 78° درجة. كما قامت بحساب موقع القطب المغناطيسي الجنوبي.[23]
كانت هذه الحملة هي أول من صعد على الجبال الغربية في فيكتوريا لاند، واكتشفت الهضبة القطبية. كما سجلت رحلتها الجنوبية رقمًا قياسيًا جديدًا في أقصى الجنوب عند 82 درجة 17 درجة. اكتشفت العديد من المعالم الجغرافية الأخرى في القارة ورسمت خرائط لها وقامت بتسمية المناطق. كانت هذه البعثة هي الأولى من بين العديد من الرحلات الاستكشافية التي تصل إلى منطقة ماكموردو ساوند "McMurdo Sound" [27]
الحملة الأولى لاستكشاف شرق القارة القطبية الجنوبية، اكتشفت أرض قيصر فيلهلم الثاني، وجبل غاوس. حوصرت سفينة البعثة في الجليد، مما منعها من القيام باكتشافات أكثر شمولاً.
عملت هذه البعثة في المنطقة الساحلية الشرقية من أرض جراهام. تعطلت السفينة في جزيرة سنو هيلوجزيرة بوليت في بحر ودل بعد غرق سفينة استكشافية تابعة لها، وتم إنقاذها لاحقًا بواسطة السفينة البحرية الأرجنتينية "ARA أوروغواي".
كان الهدف الرئيسي من هذه البعثة في البداية هو أنقاذ بعثة نيلز أوتو التي تقطعت بها السبل. عملت هذه البعثة على رسم وتخطيط الجزر والسواحل الغربية لأرض غراهام. كما قامت باستكشاف جزء من الساحل أطلق عليه اسم "لوبيه لاند" على اسم رئيس فرنسا آنذلك "إيميل لوبيه".
كانت هذه هي الحملة الأولى التي قادها إرنست شاكلتون. انطلقت من ماكموردو ساوند (منطقة فيها مياه متجمدة). وهي أول من عبر نهر بيردمور الجليدي باتجاه القطب الجنوبي. وصلت إلى خط عرض 23 88° جنوب وهو رقم قياسي جديد على بعد 97 ميلا فقط من القطب.
أقام روال أموندسن مخيما عند الحاجز الجليدي العظيم في خليج الحيتان. اكتشف طريقًا جديدًا إلى الهضبة القطبية عبر نهر هايبيرغ الجليدي. وباستخدام هذا الطريق، أصبحت البعثة المكونة من خمسة أشخاص بقيادة أموندسن أول من وصل بنجاح إلى القطب الجنوبي الجغرافي في 14 ديسمبر 1911.
كانت هذه البعثة هي آخر رحلة قام بها سكوت، وصل سكوت وأربعة من رفاقه إلى القطب الجنوبي الجغرافي عبر طريق بيردمور في 17 يناير 1912 بعد 33 يومًا من وصول البحار النرويجي روال أموندسن. مات سكوت ورفاقه الأربعة في رحلة العودة من القطب الجنوبي نتيجة للجوع والبرد.
كان الهدف الرئيسي من هذه البعثة هو تحديد طبيعة العلاقة الجغرافية بين بحر ودلوبحر روس. عبرت البعثة أقصى جنوب بحر ودل ووصلت إلى خط عرض 45 77 ° جنوب واكتشفت ساحل ليوتبولد، وحاجز فيلشنير-روني الصخريوخليج فاهسل. فشلت البعثة في إنشاء قاعدة ساحلية لكي تتمكن من خلالها من إجراء استكشافاتها، وبعد أن انجرفت السفينة في بحر ودل لمسافة طويلة قررت البعثة العودة إلى جزيرة جورجيا الجنوبية.
حاولت هذه البعثة العبور عبر القارات بين بحر ودلوبحر روس عبر القطب الجنوبي، لكنها فشلت في الوصل على شاطئ بحر ودل بعد أن حوصرت السفينة وسحقت في ثلج. أنقذت البعثة نفسها بعد سلسلة من المحاولات، بما في ذلك الانجراف لمسافات طويلة على جليد غطائي، ومن ثم الإبحار بقارب النجاة إلى جزيرة اليفانت، ثم القيام برحلة على متن قارب لمسافة 800 ميل إلى جزيرة جورجيا الجنوبية، والمرور الأول بها.
كانت هدف هذه البعثة هو بناء مستودعات ومخازن على طول الحاجز الجليدي العظيم لتزويد البعثات التي تعبر بحر ودل بالمؤن والغذاء. تم في النهاية بناء جميع المخازن المطلوبة إلا أن ثلاثة رجال بما فيهم قائد الرحلة فقدوا حياتهم أثناء هذه المهمة.
كانت أهداف هذه البعثة غامضة. تضمنت رسم الخرائط الساحلية، والملاحة القارية، استكشاف الجزر القطبية الصغيرة، والقيام بدراسات عن علوم المحيطات . بعد وفاة شاكلتون في الرحلة في 5 يناير 1922، أكمل زميله كويست برنامج عمل البعثة لفترة قصيرة قبل العودة إلى الوطن.
توفي ثلاثة وعشرون رجلاً في بعثات القطب الجنوبي خلال عصر البطولات أو أثناء عملهم في هذه المناطق. أربعة رجال ماتوا لاحقا بسبب أمراض لا علاقة لها برحلاتهم في القطب الجنوبي، بينما توفي اثنان من المستكشفين بسبب حوادث في نيوزيلندا وتوفي واحد في فرنسا.
^Peary's claim to have reached the North Pole in 1909 was widely accepted at the time – see Amundsen, p. 42, Barczewski, pp. 61–62. It later became the subject of dispute – see Berton, pp. 614–625.
^Some histories consider the Discovery expedition, which departed in 1901, as the first proper expedition of the Heroic Age. See "Mountaineering and Polar Collection – Antarctica". National Library of Scotland. مؤرشف من الأصل في 2009-06-23. اطلع عليه بتاريخ 2008-11-19.
^الحاجز الجليدى الكبير في وقت لاحق أصبح يعرف رسميا باسم روس الجرف الجليدي. وقد استخدمت الأسماء القديمة في هذا الجدول، وذلك تمشيا مع تسمية عصر البطولات.
^Modern recalculations based on analysis of photographs taken at the farthest south location suggest that the actual latitude may have been 82°11. See Crane, pp. 214–15
^R. Amundsen, H. Decleir (ed.), Roald Amundsen’s Belgica diary: the first scientific expedition to the Antarctic (Bluntisham 1999)
^"The Southern Cross Expedition". University of Canterbury, New Zealand. مؤرشف من الأصل في 2017-04-06. اطلع عليه بتاريخ 2008-08-10. ("First Burial on the Continent" section)